سوريا: الشرع يلغي التجنيد الإلزامي… ووفد قطري يلتقي مسؤولين في الحكومة الانتقالية

حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي» ـ ووكالات: بعد أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد، شهدت دمشق، أمس الأحد، حراكاً دبلوماسياً، تمثل بزيادة المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسن، ووفد قطري. وفيما أعلن القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، إلغاء التجنيد الإلزامي العسكري، عاد التعليم في الجامعات والمدارس، كما شهدت الكنائس إقامة قداديس، وسط مخاوف وقلق لدى بعض المسيحيين.
قرار، إلغاء التجنيد الإلزامي تضمن استثناء بعض الاختصاصات ولفترات قصيرة. كما قال الشرع إن حكومة تصريف الأعمال تدرس العمل على رفع الرواتب بنسبة 400%. وتزامنت هذه القرارات مع عودة عشرات من التلاميذ إلى الجامعات والمدارس في دمشق للمرة الأولى منذ سقوط حكم الأسد.
وفي الباحة الكبيرة في كلية الآداب في جامعة دمشق حيث داس مئات من الطلاب بحماسة تمثالاً يرمز إلى الحكم السابق، تقول ريناد عبدالله (18 عاماً) “كتير كتير الأجواء حلوة. يعني صراحة كله هيك عم يضحك ومبسوط”.
وبيّن عميد كلية الآداب الدكتور علي اللحام في تصريحات لوكالة “فرانس برس” إن الحصص التعليمية استؤنفت الأحد بحضور 80 في المئة من الموظفين وعدد كبير من الطلاب.
كذلك، توجه المسيحيون إلى الكنائس. وألقى يوحنا العاشر يازجي، بطريرك الروم الأرثوذكس، عظة في قداس الأحد في كنيسة الصليب المقدس، حيث طالب بدولة مدنية يتساوى الجميع فيها بالحقوق والواجبات، بما في ذلك الحفاظ على قوانين الأحوال الشخصية. كما دعا لأن تكون عملية صياغة الدستور عملية وطنية شاملة وجامعة.
وامتلأت شوارع حي باب توما الذي يشكل المسيحيون معظم سكانه في دمشق بالمصلين العائدين من الكنيسة صباح أمس، لكن بعضهم أبدى قلقاً. فقد قالت مها برسة، وهي من سكان الحي، بعد حضور القداس في كاتدرائية (مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك) “نحنا عندنا مخاوف وعندنا قلق”.
سياسياً، أكد المبعوث الأممي غير بيدرسن خلال زيارته دمشق على ضرورة توفير “المزيد من المساعدات الإنسانية الفورية” و”تحقيق العدالة والمساءلة” في سوريا، معرباً عن أمله في “نهاية سريعة للعقوبات”. ودعا إلى “عملية سياسية تشمل جميع السوريين. يقودها السوريون أنفسهم”، مع التشديد على ضرورة “النهوض بمؤسسات الدولة وتشغيلها”.
كذلك، وصل وفد قطري إلى سوريا والتقى مسؤولين في الحكومة الانتقالية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان إن “وفداً دبلوماسياً قطرياً وصل دمشق لإكمال الإجراءات اللازمة لافتتاح سفارة دولة قطر”، مشيراً إلى أن الوفد التقى الحكومة الانتقالية وجدد التزام الدوحة “الكامل بدعم الشعب السوري الشقيق”.
ومن المرتقب أن تزور سوريا غداً الثلاثاء بعثة دبلوماسية فرنسية حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة “فرانس إنتر” الأحد. وقال بارو إنّ هدف الدبلوماسيين الأربعة الذين سيتمّ إيفادهم إلى سوريا، سيكون “استعادة ممتلكاتنا هناك” و”إقامة اتصالات أولية” مع السلطات الجديدة و”تقييم الاحتياجات العاجلة للسكان” على المستوى الإنساني.
وأيضاً، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن بلاده تجري “اتصالات دبلوماسية” مع “هيئة تحرير الشام”. وصرّح لوسائل إعلام بريطانية أن هيئة تحرير الشام “تظل منظمة إرهابية محظورة (في المملكة المتحدة)، لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية، لذلك لدينا اتصالات دبلوماسية” تهدف خصوصاً لضمان إنشاء “حكومة تمثيلية” وتأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا. كما أعلنت بريطانيا عن حزمة مساعدات لسوريا قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني.
في الموازاة، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن التكتل لن يرفع العقوبات المفروضة على سوريا إلا إذا ضمن حكامها الجدد عدم اضطهاد الأقليات وحماية حقوق المرأة تحت مظلة حكومة موحدة تنبذ التطرف الديني.
وأضافت كالاس أن اجتماع وزراء خارجية التكتل المقرر عقده في بروكسل اليوم الاثنين، والذي سيبحث الوضع في سوريا ضمن موضوعات أخرى، لن يتناول مسألة زيادة الدعم المالي المقدم لدمشق بخلاف ما قدمه الاتحاد الأوروبي بالفعل عبر وكالات الأمم المتحدة. إلى ذلك، أجلت روسيا جوا قسما من طاقمها الدبلوماسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية