سوريا: المساعدات الإنسانية أسيرة التجاذبات السياسية في مجلس الأمن… وموسكو تتحكم في مسارها

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: ينتهي التفويض الاستثنائيّ الحالي الممنوح من مجلس الأمن لنقل المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري، عبر معبر “باب الهوى” الحدوديّ مع تركيا في 10 يوليو /تموز الجاري، بينما يترقب ملايين النازحين داخلياً في مناطق شمال غربي سوريا، مخرجات جلسة مجلس الأمن الدولي المزمع عقدها الخميس، للتصويت على تمديد التفويض، متأملين الأخذ بعين الاعتبار ظروفهم التي تعتمد كليا على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة، والآثار الكارثية على النازحين على مختلف الأصعدة الصحية والمعيشية والإنسانية. ومن المتوقع أن يتم التصويت، على مشروع قرار قدّمته آيرلندا والنرويج، يدعو لتجديد التفويض الأمميّ لآلية المساعدات لمدة 12 شهراً إضافياً، وفق مصادر دبلوماسية بينما وزّعت روسيا، الأربعاء، على أعضاء مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يتعلق بتمديد تفويض نقل المساعدات الإنسانية عن طريق معبر “باب الهوى”، لمدة 6 أشهر فقط، وحتى اللحظة، من غير المعروف ما إذا كان الوفد الروسي لدى الأمم المتحدة سيطلب التصويت على مشروع قراره في جلسة الخميس أم لا.

عواقب توقف الدعم

وحذر رئيس منظمة “منسقو استجابة سوريا” محمد حلاج في تصريح لـ “القدس العربي” من التبعات الناجمة عن توقف المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري، مطالباً بالعمل على توسيع نطاق المساعدات عبر خطوط التماس. ووفقاً لحلاج، فإنه من النواحي الإنسانية سيتم:
– حرمان أكثر من 2 مليون نسمة من المساعدات الغذائية.
– حرمان أكثر من 2.65 مليون نسمة من الحصول على المياه النظيفة أو الصالحة للشرب.
– انقطاع دعم مادة الخبز في أكثر من 650 مخيماً وحرمان أكثر من مليون نسمة من الحصول على الخبز بشكل يومي، وخاصةً مع انقطاع مادة الخبز المدعوم منذ عدة أشهر.
– تقليص عدد المشافي والنقاط الطبية الفعالة في الوقت الحالي إلى أقل من النصف في المرحلة الأولى وأكثر من 80% ستغلق في المرحلة الثانية، وللعلم يوجد أكثر من 18 منشأة توقف عنها الدعم في الوقت الحالي.
– انخفاض دعم المخيمات إلى نسبة أقل من 20 % وعجز المنظمات الإنسانية عن تقديم الدعم لإصلاح الأضرار ضمن المخيمات، إضافة إلى زيادة التركيبة السكانية ضمن المخيمات كارتفاع معدل الولادات ولجوء أعداد جديدة من السكان إلى المخيمات للتخلص من الأعباء المادية.
– ارتفاع معدلات البطالة والبحث عن العمل خلال المرحلة الأولى بنسبة 45% والمرحلة الثانية بنسبة 27%، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة مقارنة بإحصاء العام الماضي.
– ارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية بنسب كبيرة نتيجة تزايد الطلب عليها، وعمليات الاحتكار التي من الممكن حدوثها وعدم كفاية واردات السوق المحلي.
– انخفاض ملحوظ بالموارد المتاحة ضمن الشمال السوري وعدم قدرة الموارد الحالية على تلبية احتياجات المنطقة، حيث لن تستطيع الحركة التجارية تأمين النقص الحاصل وخاصةً مع عدم قدرة عشرات الآلاف من المدنيين من تأمين احتياجاتهم اليومية.

مناشدات المبعوث الأممي

والأربعاء، طالب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، مجلس الأمن، بتمديد تفويض نقل المساعدات الإنسانية عن طريق معبر “باب الهوى”، لمدة عام كامل. وحذر في جلسة لمجلس الأمن من مغبة “تزايد الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الذين أصبحوا في أمس الحاجة إلى هذه المساعدات” معتبراً تمديد التفويض “واجباً أخلاقياً”.
وتشدد غالبية الدول الأعضاء في المجلس (15 دولة)، باستثناء روسيا والصين، على أهمية استمرار المساعدات الإنسانية العابرة للحدود من تركيا إلى سوريا، بغية المحافظة على حياة أكثر من 4.1 مليون شخص محاصرين في شمال غربي سوريا. كما دعت منظمة العفو الدولية، أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تمديد القرار الخاص بإدخال المساعدات عبر الحدود لمساعدة 4 ملايين شخص معظمهم من النازحين داخلياً في شمال غربي سوريا قبل انتهاء صلاحيته في 10 تموز/يوليو الحالي.
وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالنيابة في منظمة العفو الدولية، ديانا سمعان، “يعيش العديد من هؤلاء النساء والرجال والأطفال النازحون منذ أكثر من ست سنوات في ظروف من العوز المطلق في شمال غربي سوريا. وليس لديهم فرص حقيقية في العودة إلى ديارهم بسبب الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها حكومة النظام السوري في مدنهم الأصلية، لكن البقاء في أماكن وجودهم الحالية يعني العيش في ظروف معيشية قاسية لا تطاق، والمخاطرة بالإصابة بالأمراض والتعرّض للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي”.
بينما قدمت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا، نهاية الشهر الفائت، تحديثها الشفوي لمجلس حقوق الإنسان حول وصول الاحتياجات الإنسانية في سوريا إلى أعلى مستوياتها. حيث اعتبر رئيس اللجنة، باولو بينيرو، خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان، أنه “من غير المعقول أن تركز نقاشات مجلس الأمن على إغلاق معبر (باب الهوى) الحدودي، عوضًا عن البحث عن كيفية توسيع نطاق الوصول إلى المعونة المنقذة للحياة في جميع أنحاء البلاد وعبر كل الطرق المناسبة”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية