سوريا: قاتل الأمريكيين الأربعة من بلدة مجاورة لمنبج وسبق لـ«قسد» اعتقاله

حجم الخط
2

أنطاكيا ـ منبج ـ «القدس العربي»: تداولت مواقع مختصة بأخبار مدينة منبج، اسم منفذ العملية الانتحارية في منبج والتي أودت بحياة أربعة أمريكيين، وعدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومجلس منبج العسكري في أحد المطاعم وسط المدينة.

وقالت المواقع المطلعة إن منفذ العملية من عائلة شبلي وينتمي لبلدة قباسين المجاورة، وسبق اعتقاله على يد «قسد» مع عدد من العناصر المشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة.

عمله الاستخباريّ شمل مراقبة المطعم لأيام لمعرفة أوقات دخول عناصر الحركة

كما علمت «القدس العربي»، نقلاً عن مصادر أمنية في مجلس منبج العسكري تتابع التحقيقات، أن التحضير للعملية استغرق أياماً عدة، إذ تبين أن عدداً من الأشخاص ظلوا يتوافدون على هذا المطعم محاولين معرفة الأوقات التي يوجد فيها عناصر «قسد» لتناول الطعام، وأن الاجتماع الذي حضره الأمريكيون برفقة ضباط «قسد» ومجلس منبج العسكري، جرى تسريب أخباره من خلال عاملين في المطعم بدون قصد الإضرار بأمن اللقاء، إذ كانوا يتحدثون منذ اليوم السابق عن التحضير لوليمة بحضور الأمريكيين، وهي المعلومة التي وصلت لأحد عناصر تنظيم الدولة ليتم تجهيز السترة المفخخة والانتحاري، بحسب المصدر الأمني المطلع على التحقيقات.
وفي اتهام مبطن لتركيا بالضلوع بالعملية، أصدر مجلس منبج العسكري بياناً أعلن فيه عن اعتقال «خلية إرهابية» كما سماها، مؤلفة من سبعة عناصر ينتمون لفصائل درع الفرات المرتبطة بتركيا، متهماً إياهم بالتخطيط لعدد من العمليات «الإرهابية» داخل مدينة منبج في الفترة السابقة. وأضاف البيان أنه: «تبين من خلال التحقيقات التي أجريت معهم، أنهم كانوا يخططون لأعمال عديدة من تفجيرات وما شابه من أعمال إرهابية، بتوجيه مباشر من فصائل درع الفرات والاستخبارات التركية، بالإضافة إلى الكشف عن عدد من الأسلحة الفردية وذخيرة متنوعة قاموا بإخفائها داخل البيوت».
ووجه المرصد السوري لحقوق الإنسان أصابع الاتهام لتركيا ووصفها بصاحبة العلاقات القوية بتنظيم «الدولة»، وهو طرح يفتقر لمعلومات محددة عن هذه العلاقة، التي ظل الحديث عنها يدور في وسائل الإعلام وكاتهامات سياسية بدون أي أدلة واضحة، خصوصًا أن تركيا شنت حربًا عسكرية ضد تنظيم «الدولة» في عملية درع الفرات.
ويأتي هذا البيان في إطار سعي كل طرف من الأطراف شمال سوريا إلى استثمار التفجير الأخير في منبج، بتجييره لمصلحته السياسية واتهام خصومه به، إلا أن العملية تحمل بصمات تنظيم «الدولة»، كما أنها امتداد للنزاع المسلح القائم منذ سنوات بين التنظيم والقوى الكردية والقوات الأمريكية شمال سوريا، ولا تبدو محاولة ربطه بتوقيت انسحاب القوات الأمريكية ذات دلالة، إذ أن التنظيم ينفذ عمليات استهداف وهجمات على قوات «قسد» باستمرار، وإن لم تكن تترك هذا الأثر بسبب وجود قوات أمريكية هذه المرة، وسبق أن تبنى التنظيم اغتيال أحد شيوخ عشيرة الهويدي في الرقة، مما أثار ضجة في حينها عن الجهة المستفيدة من اغتيال الشيخ الهويدي.
ومما لا شك فيه أن إقلاق الأمريكيين شمال سوريا غدا هدفاً مشتركاً لعدد من القوى المتقاطعة المصالح، كالنظام السوري وإيران، وكذلك تركيا الراغبة برفع اليد الأمريكية عن القوى الكردية، وأهم تلك القوى هو تنظيم «الدولة» الذي يخوض صراعاً دموياً ضد الأكراد والأمريكيين في آخر جيوبه في دير الزور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Al NASHASHIBI:

    Colonisers troops has nothing to do in our patriot land

  2. يقول سامي:

    للأسف أصبحت جهات عديدة تستخدم اسم داعش لتنفيذ اجندتها فمثلا الذين اختطفوا النساء والاطفال من السويداء برايي هم مدفوعون من النظام السوري لتركيع اهل السويداء وافهامهم ان عنوان سلامتهم هو النظام (ودليلي هو الافراج عن المختطفين تم بعملية تبادل اسرى مع النظام باقوال… وبعملية عسكرية قام بها النظام بأقوال أخرى رغم ان الداعشيون انتقلوا من الرقة ليعسكروا بجانب السويداء من خلال ارض صحراوية مكشوفة واقاموا بارض مكشوفة سهل قصفها من قبل النظام).
    واضيف هنا أنني لا أستغرب لجوء تركيا للأشراف على عمليات لمصلحتها…ولجوء الأمريكان ايضا لعمليات لمصلحتهم….فقد اختلط الحابل بالنابل.

إشترك في قائمتنا البريدية