دمشق – «القدس العربي» :تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا، حالة من التوتر بعد استنفار ميليشيا «الدفاع الوطني»، وإقامة دورية متحركة، نقطة تفتيش على طريق دمشق – السويداء، بينما ألقت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) القبض على أكثر من 70 شخصاً، بينهم 48 يشتبه في انتمائهم لخلايا تنظيم «الدولة» متهمة أكثر من 30 آخرين بتجارة وترويج المخدرات، وذلك ضمن حملة أطلقتها قسد السبت، شملت عمليات تمشيط وتفتيش وتوقيف، استهدفت «المطلوبين الخطرين» في دير الزور شرق سوريا.
وذكر «المركز الإعلامي العام لقوى الأمن الداخلي» في شمال وشرق سوريا، التابع لقوات قسد، أن قواته ألقت، الاثنين، القبض على 23 شخصاً كحصيلة نهائية لليوم الرابع من الحملة، وهم من تجّار ومروّجي المخدّرات، بينهم مرتزقة من خلايا تنظيم الدولة، كما صادرت أجهزة ووثائق وأسلحة مختلفة كانت بحوزتهم.
وحسب بيان صار عن المركز الإعلامي فإن قسد أوقفت خلال اليوم الثالث من المرحلة الثانية 48 شخصاً يشتبه بانتمائهم لخلايا داعش النائمة، منهم من هم ضمن قائمة المطلوبين الخطرين، حيث يخضع «الموقوفون للتحقيق وسيتم نشر نتائج التحقيق للرأي العام فور انتهائه».
وضمن حملة «الإنسانية والأمن» عثرت قسد، على خندقين اثنين «يتم استخدامهما من قبل عناصر داعش وخلاياه النائمة للاختباء والتخفي، كما وقد بلغ عدد الخيم التي تمت إزالتها خلال الأيام الثلاثة منذ بداية الحملة إلى 54 خيمة كان يستعملها مرتزقة داعش كأماكن تدريب للأطفال وإقامة الدورات الشرعية فيها لنشر الفكر المتطرف إضافة لاستخدامها كمحاكم لفرض العقوبات والأحكام والتعذيب والقتل» وفق المصدر.
وفي الشمال السوري، أصيب الاثنين، مدنيان بقصف مدفعي مكثّف لقوات النظام والميليشيات المساندة له على وقرى ريف إدلب الغربي، في حين قصفت فصائل المعارضة تجمعات لقوات النظام جنوب المحافظة.
وقال الدفاع المدني السوري، إن امرأة أصيبت بجروح، نتيجة قصف مدفعي مكثف لقوات النظامين السوري والروسي، استهدف بلدة الغانية غربي إدلب، كما استهدف القصف بلدة الشيخ سنديان بالريف نفسه دون إصابات.
وتستمر هجمات قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية، بشكل مستمر على شمال غربي سوريا وتهدد هذه الهجمات استقرار المدنيين، وتمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية، وتحرم آلاف العائلات من العودة إلى منازلهم.
وتسبب القصف حسب شبكة «بلدي نيوز» المحلية الإخبارية، في إصابة مدنيين اثنين في قرية غانية، تزمنا مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية والتابعة للميليشيات الإيرانية في أجواء ريفي إدلب الغربي والجنوبي.
وإلى الجنوب السوري، حيث تشهد محافظة السويداء توتراً بعد استنفار ميليشيا «الدفاع الوطني»، أول أمس، وإقامتها نقطة تفتيش على طريق دمشق السويداء.
المتحدث باسم شبكة أخبار «السويداء 24» المحلية الإخبارية، ريان معروف، قال في اتصال مع «القدس العربي» إن الحاجز الذي نصبته ميليشيا الدفع الوطني «كان نقطة تفتيش مؤقتة، لدورية متحركة على طريق دمشق السويداء، بين قريتي لاهثة، والمتونة» وذلك وسط حالة من استنفار الميليشيا الهدف منها تعقيب قائد مجموعة الفهد، بعد اقتتال بين المجموعتين. وكان قائد قوات الفهد سليم حميد «محتجزاً في جبل العرب، بينما يجري الحديث عن ابرام اتفاق يقضي بمغادرة حميد إلى خارج سوريا».
الصفحة الناطقة باسم الدفاع الوطني في السويداء، ذكرت أن «وجود الدورية على طريق دمشق السويداء، «ليست له غاية سوى حماية المواطنين والطريق من أي عمل عدائي»، وأضافت أن العناصر من أبناء المحافظة، وأي ملاحظة على عملهم سوف يعاقبون عليها، ونوهت الصفحة إلى أن «قوات الدفاع الوطني مع الانتفاضة الجماهيرية التي قامت ضد العصابات المسلحة لذلك ليطمئن الجميع نحن لا علاقة لنا بالتجنيد أو ملاحقة أحد من الانتفاضة».
في حين وصف المتحدث باسم شبكة أخبار السويداء ريان معروف، هذه الخطوة بـ»الاستعراضية لا أكثر، بعد أن تعرض الفصيل الذي يعتبر رديفاً للجيش السوري، لهزائم متتالية من قبل خصومه في السويداء، خلال الفترة الماضية، من حادثة الحريسة، وصولاً إلى حادثة قنوات».