سوريا مشكلة سياسية لا تملك الإدارة الأمريكية إجابة لها… والقيادة الأمريكية الجوية نقلت عشرات الطائرات من أفغانستان إلى الكويت.. والمغرب آخر المشاركين بطائرات أف – 16

حجم الخط
3

لندن ـ «القدس العربي»نقلت الولايات المتحدة مزيدا من المقاتلات العسكرية وطائرات الاستطلاع في أفغانستان إلى العراق لقتال تنظيم الدولة الإسلامية – داعش. وهو ما يعمق وبشكل مستمر التورط الأمريكي في العراق ويضع المخططين العسكريين الأمريكيين في قاعدة «شو إيرفورس» في ساوث كارولينا أمام تحديات جديدة خاصة أنهم يعملون بعيدا عن ميدان المعركة.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن القيادة العسكرية حولت عشرات من طائرات «إي- 10» من أفغانستان ونقلتها إلى الكويت لزيادة الدعم الجوي للقوات العراقية في حربها ضد التنظيم الجهادي.
كما يقول مسؤلون أمريكيون إنه تم نقل عدد من الطائرات بدون طيار (ريبر) المزودة بصواريخ وستتم إعادة نشرها من أفغانستان للساحة القتالية الجديدة في الشرق الأوسط وذلك في الأسابيع المقبلة.
وتقول الصحيفة إن قادة سلاح الجو يمكنهم التخطيط من قاعدة شو الجوية لغارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية حيث أصبحت رمزا لقدرات الجيش الأمريكي على القيام بهجمات حول العالم وبالتحكم عن بعد.
وتعترف الصحيفة بالتحديات التي تواجه المخططين العسكريين حيث يواجهون عدوا غير عادي استطاع التأقلم مع الغارات وهو في جزء منه جيش تقليدي وفي جزء آخر شبكة إرهابية ليست بعيدة عن مرمى الطيران الأمريكي.
وينقل التقرير عن الميجر سونس أبيردستون المسؤول عن الأهداف في القاعدة قوله «عندما نخطط لاستهداف دولة فإننا نقوم بالنظر لقدراتها العسكرية التي بنتها ولعقود وتكون لدينا قائمة طويلة من الأهداف» بخلاف تنظيم الدولة الإسلامية فمقاتلوها «يتحركون بسرعة»، «فهم يقيمون اليوم في مكان وبعد أسبوع يغادرونه».

تحليل واختيار الأهداف

وفي الوقت الذي تقوم فيها طائرات بدون طيار «بريدتور» و «ريبير» بطلعات من صحراء نيفادا ومناطق أخرى في الولايات المتحدة تقوم القيادة المركزية لسلاح الجو في ساوث كارولينا بمعظم العمل: تحليل واختيار الأهداف التي ستضربها طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في كل من العراق وسوريا.
وتشمل الأهداف مباني ومراكز اتصال ومنشآت نفطية وكل ما يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية الإستفادة منه.
ويدعم عمل قيادة العمليات الجوية فريق آخر يعمل من قاعدة «العيديد» في دولة قطر حيث يقوم المحللون بالعمل على استهداف ما يشار إليه بالأهداف المتحركة، مثل قوافل نقل المقاتلين والمعدات العسكرية الثقيلة.
وتعتبر هذه الأهداف من أولويات العملية العسكرية التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أشهر، مع أن ثلث الطائرات الذي أرسل لمهاجمتها تمكن من ضرب أهداف فيما عادت بقية المقاتلات لقواعدها بعد فشلها في العثور على هدف.
ويقول المسؤولون إنه من بين 450 غارة جوية على سوريا تمت في الأسبوع الماضي لم يخطط إلا لنسبة ٪25% منها وفي العراق النسبة أقل حيث لم تتعد 5% من بين 540 غارة في نفس الفترة.
ومن هنا يرى نقاد الحملة الجوية أنها فشلت في إضعاف تنظيم تكيف مع الغارات، وبالتالي لم تحقق الهدف المعلن لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما. ويقول النائب جيمس إنهوف عن ولاية أوكلاهوما إن الولايات المتحدة بحاجة إلى «قدرات استهداف» أكثر مما لديها الآن.
وكان النائب الجمهوري وعضو لجنة السلاح في الكونغرس قد عاد للتو من الأردن الذي يستخدم عدد من الدول قواعده لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت الصحيفة لمؤتمر عقد في قيادة العمليات في تامبا فلوريدا حيث حضر 200 مسؤول عسكري من 33 دولة ونوقش فيه عدد من القضايا منها الأهدف.
وقالت القيادة في بيان لها إن الهدف كان هو التأكد من المزامنة في العمليات وتشذيب العملية العسكرية المصممة لإضعاف تنظيم الدولة.
وتضيف الصحيفة ان القدرات لمواجهة التنظيم الجهادي تتزايد كل يوم حيث انضم المغرب للحملة العسكرية وأرسلت القوات المغربية عددا من مقاتلاتها «أف- 16». وتقول إن القيادة المركزية تفكر في استئجار متعهدين مدمنين من أجل إدارة طائرات التجسس وملء الفراغ لملاحقة أهداف أخرى.
ويقوم المسؤولون في قاعدة نورث كارولينا يوميا بمناقشة الأهداف التي ستضرب باستثناء المدارس وسدود المياه والمستشفيات، وهناك بعض الأهداف التي يمكن ضربها ولكن في الليل حيث تكون فارغة.
وفي قاعدة العيديد يقوم المخططون بدراسة قوائم الأهداف ومناسبتها بالطائرات والأسلحة المستخدمة وتقييم الأخطار وتجنب المدنيين.

منشآت النفط

وشملت الأهداف في الآونة الأخيرة أنفاقا في كركوك، ومصنعا في الموصل لصناعة قنابل بدائية. كما يتم استهداف مناطق النفط الواقعة تحت سيطرة داعش لحرمانه من إنتاج النفط وبيعه وزيادة قدراته المالية، واستطاعت قوات التحالف تدمير أكثر من عشر مصافي نفط متحركة.
ويساعد في عمل القوات الجوية التقارير التي تقترح أهدافا وتقدمها المخابرات المركزية «سي أي إيه» وبقية وكالات الأمن القومي واستخبارات الدول الحليفة. ويقوم المحللون بفحص القائمة مع قائد القيادة المركزية الجنرال لويد أوستن الثالث.
وتشير الصحيفة إلى ان المقاتلات لا تضرب ناقلات النفط خشية أن يقتل سائقوها المدنيون ممن يعملون للحصول على لقمة عيشهم ولا علاقة لهم بأيديولوجية تنظيم الدولة.
ويمثل النفط أهم مصادر الدخل للتنظيم، وحذر المسؤول الاقتصادي في وكالة الطاقة الدولية بالعاصمة الفرنسية باريس فاتح بيرول من الأثر الذي سيتركه صعود تنظيم الدولة على حالة النفط لأن التنظيم يمنع من الإنتاج والاستثمار. وقال بيرول في تصريحات لصحيفة «فايننشال تايمز» إن «هناك معيارا جديدا دخل على سوق النفط، ففي الماضي كان الحديث يدور حول الإنتاج، التزويد، الطلب والنمو الاقتصادي» أما اليوم فأصبح لدينا معيار جديد وهو داعش .
وأصبح النفط ساحة للمنافسة بين القوى المتصارعة على سوريا، وكما أظهر تقرير في بداية الأسبوع الحالي النزاع القائم بين أكراد سوريا وداعش على حقول النفط في شرق البلاد.

لا مسار واضحاً في سوريا

وبالعودة للحملة الجوية فلا تزال الولايات المتحدة تبحث عن خطة لتدمير داعش، وجاءت إقالة وزير الدفاع تشاك هيغل في هذا السياق. وينظر إلى الإقالة كمحاولة لتوسيع الحملة العسكرية في كل من سوريا والعراق.
وهناك جدل متواصل سواء في أوساط الجمهوريين والمحللين حول الاستراتيجية المناسبة لمواجهة داعش.
وقبل أيام كتب دينيس روس، المبعوث السابق للشرق الأوسط والذي عمل في إدارتي جورج بوش وباراك أوباما حول خيارات الإدارة الحالية وقال إنها لا تملك خيارات جيدة في سوريا، وفي مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» قال فيه إن كفاح إدارة أوباما في البحث عن مدخل في سوريا يجب أن لا يثير دهشة أحد، لأن الحقيقة تقول أن لا خيار جيدا في الحرب التي أدت لمقتل 200.000 سوري وشردت الملايين، فالرئيس محق في القول ان «لا حل سحريا» للأزمة.
ومع ذلك يفهم أوباما أن تجنب الأزمة ليس حلا أيضا. فترك داعش في سوريا كي يقوم بالتوسع وبناء ملاذه الآمن والتدريب والهجوم على العراق بل والتخطيط لهجمات خارج حدود سوريا ليس خيارا.
ويعتقد روس أن كل خيار يقدم في طياته معضلة للرئيس أوباما. فضرب داعش في سوريا أطلقت يد نظام بشار الأسد لملاحقة وقصف المعارضة المعتدلة التي تقول إنها تدفع ثمن الحملة الأمريكية ضد داعش.
ويرى أن تجنب الإدارة ضرب النظام السوري لأنها تخشى إيران ورد فعل الجمهورية الإسلامية خاصة في العراق «وكما أخبرني مسؤول بارز ففي حالة ضربنا الأسد فستقوم إيران بإطلاق العنان لميليشياتها في العراق لضربنا».
ولكن إيران لا تقاتل داعش في العراق دفاعا عن أمريكا كما يقول روس فمصالح إيران هناك هي محل تهديد مثل المصالح الأمريكية. ومع ذلك فقد تجنبت الولايات المتحدة استهداف النظام ولسبب آخر متعلق بالمحادثات المتعلقة بملف إيران النووي. وهذا رأي يراه الكثيرون في المنطقة.
ولكن روس يرى إن تردد الولايات المتحدة في التعامل مع الأسد خشية إغضاب إيران يغذي حسا من عدم الراحة لدى السنة، خاصة الدول المشاركة في الحملة ضد داعش مثل السعودية والإمارات العربية، فهما مع بقية دول الخليج تعتقدان أن المشروع النووي الإيراني سيأتي على حساب علاقتهما مع الولايات المتحدة ولهذا تشعران بالقلق من إمكانية حدوث تقارب.
ويرى روس أن التقارب قد يكون مفيدا لو غير موقع طهران ونفوذها في المنطقة. ولكن وللأسف، فإن إيران عازمة على استخدام كل ما لديها لتغيير ميزان القوة في المنطقة لصالحها، وفي أربع عواصم وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. مما أدى لحس انتصاري يعمل على تعميق شكوك السنة حول موقف الولايات المتحدة. ويعتقد أن هزيمة داعش لن تتم بدون دعم السنة، فهم القادرون على سحب البساط من تحته فقط. فلا أمريكا ولا إيران بميليشياتها قادرة على مواجهة داعش ورؤيته مما يعني أن الخيارات المتوفرة أمام واشنطن قليلة.
ويشير روس هنا لبرنامج تدريب المعارضة السورية الذي لم يصادق عليه الكونغرس ولم يبدأ بعد وهو ما يطرح محدودية على تحرك الإدارة.
ويعتقد أن المسار الحالي في سوريا يثير السخرية وهناك مخاطر من خسارة الولايات المتحدة دعم السنة.
ولهذا يرى أن الوقت قد حان لإعادة الولايات المتحدة النظر في فكرة «المنطقة الآمنة» التي تطالب بها تركيا والتي ستدخل مقابل هذا كشريك فاعل في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول إن الإيرانيين والروس والأسد لن يقبلوا هذا الخيار، إلا أن مجال تحركهم ليس كبيرا، فهل يرغب الأسد بخسارة مقاتلاته العسكرية؟ وبالنسبة لإيران وروسيا فزيادة ثمن الحرب قد تدفعهما للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية.
ويرى روس أن لا خيار بدون ثمن لكن الطريق الذي تسير فيه الولايات المتحدة لا يقدم الكثير في سوريا بل ويضعضع الأهداف التي رسمتها الإدارة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

الحل يبدأ من موسكو

وفي هذا السياق تقول صحيفة «ديلي تلغراف» إن من ساعدوا النظام السوري لإدخال البلد في حرب دموية هم الروس والإيرانيون وحزب الله وبهذا يتحملون مسؤولية ما جرى. ورغم ان الصحيفة تحمل الأسد المسؤولية الأعظم لأنه رفض القبول بكل المبادرات منذ اندلاع الانتفاضة عام 2011 ورفض إجراء إصلاحات والاستجابة للمطالب الشعبية، وسمح بتحول خطر داعش من مجرد حركة هامشية تعمل في إطار ضيق لتنظيم احتل مناطق في العراق، وأصبح من أخطر التنظيمات الجهادية منذ ظهور تنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة لزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي يوم الأربعاء.
وتعتقد الصحيفة أن مفتاح حل الأزمة السورية في موسكو، فبوتين الذي ظل يؤكد على أهمية الاستقرار في المنطقة تعامى عن واقع أصبح فيه الأسد عدو الاستقرارالأول في الشرق الأوسط.
وعليه وفي حالة غير بوتين من موقفه ومارس ضغوطه وأكد على التزام الأسد بالمبادرة الدولية الجديدة التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا إلى سوريا والتي اقترح فيها «تجميد» الحرب وعقد اتفاقيات وقف إطلاق النار محلية تبدأ من مدينة حلب فسيغير مسار الأزمة.
وترى الصحيفة أن تغيرا في موقف روسيا سيوجه ضربة قوية لتنظيم داعش. لكن المشكلة تظل في فهم «داعش» والقضاء على فكرته، فهو كما يقول ديفيد كيلكلن، المستشار السابق الخاص لوزير الخارجية الأمريكي وللجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس «يجــب أن تنظر لداعش كمشروع بنــاء دولــة»، وقــال إن «هـؤلاء الأشخاص يحــاولون بناء دولة»، حسبـما نقـل عـنـه مـوقـع «ديفنس وان».
وأشار الموقع لأزمة واشنطن مع المعارضة وكيف أنها تخسر المعارضة هناك وفي هذا أضاف كيلكلن: «سوريا مشكلة سياسية لا نملك إجابة عنها».

إعداد إبراهيم درويش:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الحل هو بالمقترح التركي
    فهو الأقل تكلفة والأسرع نتيجة
    لكنها الحرب على السنة وليست على داعش

    قد تغير أمريكا وحلفاؤها استراتيجيتهم عند تغير الوضع بمصر اليوم

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول د.منصور الزعبي:

    لاتدخلو السنة بالموضوع ، السنة بشكل عام راضيين عن أداء إيران و تطورها و إزدهارها ، الغير راضي هي بعض الحكومات و الأنظمة اللتي لا تستطيع تقديم شيئ لشعوبها سوى الخداع و مزيدا من التجهيل .

  3. يقول ناصر:

    ما هو محزن ان نقرأ بان السنة راضيين عن اداء ايران.
    كيف يرضوا عن ايران بعد ان اظهرت حقدها وطائفيتها تجاههم.
    وما هو محزن ايضا ان نقرأ بان رئيس الباسيج يصرح بان هناك 20 مليون ايراني جاهزين للذهاب لسوريا.
    الم تشبعوا من دم السوريين.
    سوريا دمرت من قبل نظام طائفي فاسد مجرم بمشاركة حزب الله وجماعات حالش بأمر من ايران.
    اضافة لجماعات داعش الارهابية التكفيرية.
    لك الله يا شعب سوريا البطل.

إشترك في قائمتنا البريدية