بيروت: قتل متظاهر الأربعاء برصاص عناصر أمن موالين للنظام خلال تحرك احتجاجي في مدينة السويداء في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أنه “أول قتيل” منذ انطلاق تظاهرات مناوئة للسلطة قبل أكثر من ستة أشهر.
وتشهد السويداء منذ منتصف آب/أغسطس احتجاجات سلمية أسبوعية، انطلقت إثر قرار الحكومة حينها رفع الدعم عن الوقود وتطورت من احتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى المطالبة بـ”إسقاط النظام”.
وقال المرصد إن العشرات من أهالي المدينة تجمعوا أمام قاعة تستخدمها السلطات من أجل تسوية أوضاع السكان الأمنية، وردّدوا هتافات مناهضة للنظام السوري.
ولدى محاولة عناصر الأمن إطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم، أصيب متظاهران بجروح، توفي أحدهما لاحقاً، وفق المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القتيل “هو أول ضحية تسقط برصاص قوات الأمن بالنظام السوري وموالين لها منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في المدينة”.
وبحسب مسؤول تحرير شبكة “السويداء 24” المحلية ريان معروف، “فإن النظام السوري استأنف قبل أسبوع عملية التسويات الأمنية للمطلوبين للخدمة العسكرية والاحتياطية في هذا المركز، بعد توقف منذ نهاية العام الماضي”.
وأضاف “اليوم، قرر المتظاهرون الاحتجاج أمام المركز، وللأسف حصل” إطلاق النار خلال محاولة تفريقهم، ما أدى إلى مقتل المتظاهر.
وبثّت الشبكة مقطعاً مصوراً يبدو فيها المتظاهرون العزل وهم يرددون هتافات مناوئة للنظام، قبل أن يدوي إطلاق رصاص ويصاب المواطن في صدره.
وشهدت المدينة وفق المرصد و”السويداء 24″ استنفاراً إثر الحادثة، وسط دعوات من مرجعيات دينية للحفاظ على “المسار السلمي” للتظاهرات.
ومنذ سنوات، تشهد محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية تحركات متقطعة احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية.
وللمحافظة خصوصيتها، إذ تمكن دروز سوريا طوال سنوات النزاع، الى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة.
وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.
والنظام السوري حاضر في محافظة السويداء عبر مؤسسات رسمية، فيما ينتشر جيش النظام على حواجز في محيط المحافظة.
(وكالات)