عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد وإسماعيل جمال ووكالات: استهدفت صواريخ إسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، مواقع عسكرية إيرانية في محافظتي حماة وطرطوس المحاذيتين في سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «ضربات صاروخية إسرائيلية طالت مواقع تحوي منشآت عسكرية إيرانية، ما تسبب بدمار وأضرار مادية»، مشيراً إلى أن القصف استهدف منطقة قرب مدينة بانياس في ريف طرطوس الشمالي، وجبال منطقة مصياف في ريف حماة الغربي.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بدورها نقلاً عن مصدر عسكري، أن «منظومات دفاعنا الجوي تتصدى لعدوان إسرائيلي» بالطائرات في محافظتي حماة (وسط) وطرطوس (غرب).
وأضاف المصدر أن الغارات استهدفت «بعض مواقعنا العسكرية (…) وقد تم التعامل مع الصواريخ المعادية وإسقاط بعضها». وأسفر القصف، وفق ما نقلت سانا عن مدير مستشفى مصياف، عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.
وقال مصدر عسكري في الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إن قواته نفذت 200 غارة على أهداف إيرانية في سوريا خلال العام الماضي.
وأوضح أنه تم إسقاط ما يقرب من 800 قنبلة وصاروخ، معظمها من طائرات مقاتلة على أهداف في سوريا، وفق إعلام عبري.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها الإلكتروني عن المصدر، الذي لم تكشف عن هويته، قوله، إن الجيش في ملخص للعام الماضي، كشف أن القوات الإيرانية تراجعت 80 كيلومترًا من الحدود الشمالية (الجولان)، وأن الهجمات على القواعد الإيرانية في سوريا نفذت «في المنطقة بأسرها».
وأضاف المصدر أن «الهجمات تسببت في قيام الإيرانيين بإخلاء القواعد في سوريا، ووقف تهريب الأسلحة». وأشار إلى أن هناك مساهمة إسرائيلية في هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي عبر تنفيذ غارات أسفرت عن مقتل 1000 عنصر من التنظيم، من دون تفاصيلها.
كما نفذت مقاتلات حربية روسية عشرات الغارات، استهدفت أكثر من 20 موقعاً للمعارضة، حسب مصادر ميدانية لـ«القدس العربي»، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في ثلاث محافظات سورية، هي حماة وإدلب واللاذقية، حيث تم استهداف أماكن تجمع المدنيين. كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف نفذ بشكل متصاعد على مثلث غرب إدلب – جبال اللاذقية – سهل الغاب، من قبل الطائرات الحربية الروسية، وارتفع عدد الغارات لنحو 38 غارة.
تزامناً حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تغريدة في «تويتر» من كارثة إنسانية وشيكة قد تضرب إدلب – التي تعد حاضنة المعارضة السورية وخزانها – لكن ما لم يقله ترامب قاله أحد أكبر جنرالاته الذي قدم توصية لموسكو وحلفائها بضرب المنطقة ولو بشكل محدود، ريثما يستكمل لاعبو ثلاثي «أستانة» التحضيرات لقمة ثلاثية تجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران في السابع من الشهر الجاري في العاصمة الإيرانية طهران.
تزامناً قرأ المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بوادر خلاف بين الروس والأتراك، وتحدث عن مهلة أعطاها النظام وتنتهي في 10 أيلول/ سبتمبر قبل مهاجمة إدلب.
الرسالة الأمريكية التي قرأها معارضو النظام السوري على أنها «بطاقة خضراء» وتفتح الأبواب امام النظامين الروسي والسوري للضغط سياسياً وعسكرياً على المعارضة، لم يشر إليها ترامب بل تركها لتأتي على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، أمس، الذي حذر من أن عملية عسكرية سورية كبيرة على منطقة إدلب ستؤدي إلى كارثة إنسانية، لكن المفاجئ أنه أوصى بدلاً من ذلك بتنفيذ عمليات محددة على نطاق ضيق. وجاء كلام دانفورد خلال زيارة لأثينا حسب وكالة رويترز.
وزيادة في تصميم الروس على الولوج في معركة إدلب رفض الكرملين تحذير ترامب من شن هجوم على إدلب قائلاً إن المنطقة أصبحت «وكراً للإرهابيين». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «إن وجود مسلحين في إدلب يقوض عملية السلام السورية ويجعل المنطقة قاعدة لشن هجمات على القوات الروسية في سوريا».
وخلفت الضربات الجوية الروسية المكثفة خسائر بشرية، حيث قتل 4 أشخاص بينهم رجل وزوجته، وأصيب نحو 8 آخرين بينهم شخصان بجراح متفاوتة الخطورة، في القصف على كفريدين ومحيط الجانودية والبدرية، كما رجح المصدر ارتفاع اعداد القتلى لوجود جرحى بحالات خطرة، كما تسبب القصف بإصابة أكثر من 17 مقاتلاً بجراح متفاوتة الخطورة، بينهم مقاتلون من التركستان والبوسنيين ومن جنسيات أخرى غير سورية.
تزامناً يواصل الجيش التركي منذ أيام وبشكل متسارع ومتصاعد إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق وجوده داخل الأراضي السورية على طول الحدود التركية مع إدلب استعداداً لما قد يحدث في أي لحظة، حيث أن أبرز التحديات أمام أنقرة يبقى حماية «نقاط المراقبة» في سوريا والسيطرة على موجات الهجرة باتجاه أراضيها.
ويبقى السؤال الأبرز الآن حول ما إذا كانت هذه التعزيزات العسكرية التركية تأتي في إطار إجراءات احترازية استعداداً لجميع السيناريوهات، أم أنها تأتي في إطار استعدادات مباشرة لعملية عسكرية باتت ملامحها واضحة تتمثل في مهاجمة الجيش التركي لتنظيم هيئة تحرير الشام في إدلب؟ بينما تشير مجريات الأمور الى ما يبدو وكأن هناك بوادر خلاف بين الروس والأتراك برز على السطح بالأمس، وأشار اليه الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا الذي استنتج ذلك إثر القصف الروسي الكبير على إدلب امس.
وقال المبعوث الأممي إنه اطلع على تقارير تفيد بأن النظام السوري أعطى «مهلة تنتهي في 10 سبتمبر/أيلول الجاري قبل مهاجمة محافظة إدلب (شمال غرب)». جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده دي ميستورا في جنيف، الذي حذر من تنفيذ أي هجوم على إدلب، وشدد على ضرورة إيجاد حلول سياسية.
بوادر الخلاف أشار إليها أيضاً الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي الذي رأى أن التصريحات التركية الأخيرة كانت تشير إلى استقرار الوضع في محافظة إدلب ومحيطها، بينما في المقابل أظهرت تصريحات روسيا وإيران جانب عدم الاستقرار ووجود خلافات بين الدول الضامنة، حيث قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الثلاثاء إن إيران تبذل جهوداً لإخراج المسلحين من إدلب في سوريا بأقل خسائر بشرية. أما القصف العنيف الذي تشهده مدن وقرى الشمال السوري فلا يعني بالضرورة، بحسب ما قاله عاصي لـ«القدس العربي»، بدء المعركة بقدر ما يعني احتمال الضغط عسكرياً على تركيا عبر الميدان. (تفاصيل ص 4)
وفد اقتصادي أردني بدأ أمس زيارة إلى سوريا
بدأ وفد اقتصادي أردني يضم شخصيات تجارية وصناعية وخدمية، أمس، زيارة عمل رسمية إلى سوريا تستمر أياماً عدة. وأوضحت وكالة «عمون» الأردنية أن زيارة الوفد، الذي يرأسه النائب الأول لرئيس غرفة تجارة الأردن، غسان خرفان، تأتي بدعوة من اتحاد غرف التجارة السورية، وذلك على هامش افتتاح معرض دمشق الدولي. وحسب خرفان فإن اللقاء سيناقش تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين وإزالة المعيقات.
كيري: الأسد عرض على أوباما مقترحا سريا للسلام مع إسرائيل في 2010
كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، الثلاثاء، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، أرسل إلى نظيره الأمريكي السابق باراك أوباما، مقترحاً سرياً بالسلام مع إسرائيل في 2010، حسبما ذكرت صحيفة عبرية. ووفق كيري، فإن نتنياهو وجد المقترح «مفاجئًا» لأنه أظهر أن الأسد مستعد لتقديم مزيد من التنازلات أكثر من التي قُدمت في مفاوضات سابقة. وقال: «بيبي نتنياهو كان متفاجئًا أن الأسد على استعداد للذهاب إلى هذا الحد، أكثر بكثير مما كان عليه (سابقًا)».