عواصم – «القدس العربي»: قُتل 11 من المجموعات الموالية لإيران جراء ثلاثة استهدافات جوية منفصلة طالت في أقل من 24 ساعة شاحنات في شرق سوريا، بعد عبورها تباعاً من الجانب العراقي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إنها كانت تقل أسلحة.
ورجح مختصون في الشأن الإيراني تحدثوا لـ “القدس العربي” أن يكون “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن هو الجهة التي تقف خلف الغارات التي استهدفت ليل الأحد/الإثنين قافلة شاحنات تابعة للميليشيات المدعومة من إيران، بالقرب من مدينة البوكمال شرق دير الزور، وذلك في إطار الرد على الهجوم الأخير الذي تعرضت له قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي، الأسبوع الماضي.
وليل الأحد/الإثنين، استهدفت طائرات مسيّرة “مجهولة” شاحنات في بلدة الهري عقب دخولها سوريا من العراق، ما أسفر عن تدمير 6 شاحنات، ومقتل وإصابة من كانوا فيها، وفق مصادر محلية.
ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ما فتح باب التساؤلات حول وقوف إسرائيل أو “التحالف الدولي” خلفه.
مصدر عسكري قال لـ “القدس العربي” إن الغارات استهدفت خلال الساعات الماضية 7 برادات شحن في قرية الهري في ريف مدينة البوكمال، آتية من العراق.
وحسب الضابط المنشق عن النظام السوري فإن “الطيران الإسرائيلي نفذ غاراته الأولى الليلة الماضية مستهدفاً براد شحن محملاً بالأسلحة، ثم نفذت الطائرات غارة ثانية بفاصل دقيقتين، مستهدفة ثلاثة برادات في معبر السكك غير النظامي في البوكمال، وفي الغارة الثالثة عاود الطيران يوم الإثنين استهداف الشاحنات قرب ساحة الأسطورة، بعد إصرار الميليشيات الإيرانية على إدخالها”.
ورجح المصدر أن يكون الطيران الحربي هو من نفذ الغارات، لا المسيّر، مدللا على ذلك بأن “الغارة الأولى كانت عبارة عن طلقات رشاش تحذيرية من الطائرة، أذنت للسائقين بالهروب وترك السيارات، تبعتها غارة ثانية استهدفت ثلاثة برادات، بينما استهدف الطيران الحربي الإثنين قافلة مؤلفة من 4 برادات شحن محملة بالأسلحة”.
وغداة استهداف طائرات مسيّرة قافلة شاحنات في ريف البوكمال، بعد عبورها من العراق، ما أوقع سبعة قتلى من القوات الموالية لطهران، وفق المرصد، استهدفت طائرة مسيّرة صباح الإثنين سيارة رباعية الدفع في المكان ذاته. وأدى القصف إلى “مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية”. ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى في الهجمات الثلاثة، ولا هوية الجهات التي نفذتها.
وبدأت الضربات ليلاً باستهداف ست شاحنات تبريد فور دخولها من العراق، وكانت تقل أسلحة إيرانية، وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس.
وفي العراق، أكد مسؤول من سلطات الحدود لفرانس برس أنّ “الشاحنات التي قصفت داخل سوريا عراقية لكنها لا تحمل أي بضائع عراقية”. وقال إنّ “الشاحنات تقلّ بضائع إيرانية باتجاه سوريا وقد عبرت من منافذ غير رسمية”، مرجحاً استخدام شاحنات عراقية عوض الإيرانية لتلافي تعرّضها للقصف.
وحسب المرصد، دخلت قافلتان على الأقل خلال هذا الأسبوع من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، لافتاً إلى نقلها “أسلحة متطورة” الى مجموعات موالية لطهران.
من جانبه، قال الباحث بالشأن الإيراني مصطفى النعيمي إن الضربات الأخيرة تأتي في الغالب رداً على استهداف منطقة التنف في 20 كانون الثاني/يناير الحالي، وتبني ميليشيا عراقية مرتبطة بإيران الهجوم. وقبل أيام، أعلنت ميليشيا عراقية مسلحة تطلق على نفسها اسم “تشكيل الوارثين” الهجوم على قاعدة التنف العسكرية التي تتمركز فيها القوات الأمريكية وفصائل محلية، مؤكدة أن “الهجوم يأتي لأن الولايات المتحدة تتخذ من التنف قاعدة لإدارة عملياتها في العراق”.
سلسلة ضربات مجهولة. والله أمركم غريب إسرائيل تملك الأجواء السورية منذ نهاية حرب 1973.
لقد كبرنا وشبنا وهرمنا ونحن ننتظر الرد الإيراني على الصفعات واللكمات الاسرائيلية