دمشق – «القدس العربي»: قتل 15 عنصراً من “الدفاع الوطني” الجمعة، وأصيب آخرون بجروح، في هجوم مباغت شنته خلايا “تنظيم الدولة” على مواقع لقوات النظام في ريف حمص بالبادية السورية.
وصرح مصدر عسكري أن “عناصر من خلايا داعش (“تنظيم الدولة الإسلامية”) هاجموا ثلاثة مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية والدفاع الوطني في المنطقة الممتدة بين بلدتي الكوم والسخنة بريف حمص الشرقي” وذلك وسط مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين أسفرت عن مقتل 13 عنصراً من الدفاع الوطني على الأقل، وسقوط عدد من الجرحى بعضهم بحالة خطيرة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن عناصر من “تنظيم الدولة” هاجموا بشكل مباغت خلال الساعات الفائتة، 3 مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، في منطقة الكوم شمالي بلدة السخنة في ريف حمص الشرقي، حيث قتل 15 عنصراً من الدفاع الوطني نقلوا إلى المستشفيات العسكرية، وسط اشتباكات مسلحة بين الطرفين، استخدم خلالها الأسلحة الثقيلة والرشاشة. لافتاً إلى أن العدد مرشح للارتفاع نظراً لوجود إصابات.
ويعود تأسيس قطاع البادية لدى تنظيم الدولة إلى عام 2012 حسب مصدر مطلع لـ “القدس العربي” حيث استطاع التنظيم تقوية هذا القطاع والسيطرة على عقدة الطرق المتوسطة في سوريا “السخنة/تدمر” عدة مرات، كما استطاع من خلال ذلك السيطرة على طرق إمداد الطاقة والنفط وضمان إيصال إمداداتها وعناصرها إلى محافظات الجنوب “درعا-السويداء- القنيطرة” والشمال “حماة-إدلب-حلب”.
وفي عام 2016 بدأ التنظيم بإعداد مخابئ ومقرات عديدة في البادية، ومع أواخر 2017 قرر بتجهيز ملاذات آمنة في العراق إضافة إلى مربع “دير الزور-الرقة- حمص” في سوريا ليكون ملاذاً له في المرحلة القادمة إثر تراجع التنظيم في كلا البلدين.
ويمكن تحديد أماكن قطاعات التنظيم في البادية في محيط عدة أماكن أهمها وفق المصدر: المسافة الممتدة من الميادين إلى البوكمال، وغرب ناحية التبني وصولاً إلى الشولا وكباجب شمالا، ومنطقة الدفينة وفيضة ابن موينع جنوب غرب دير الزور وشمالها، ومنطقة جبل البشري في الجزء الجنوبي الشرقي من الرقة، ومحيط المحطة الثالثة في المنطقة الصحراوية بين تدمر والسخنة من الغرب، والمنطقة 55 من الجنوب في دير الزور، ومحطة التي تو (T2) شرق حمص. وتتميز هذه المناطق بتضاريس مواتية للتخفّي، مثل الجبال والوديان والكهوف الجيرية الطبيعية شديدة العمق، بالإضافة إلى اتساع حجم المنطقة والعواصف الترابية اليومية، التي تحجب الرؤية الجوية، وتزيلُ آثار التحركات بسرعة. وقال المصدر: “يتمتع أفراد التنظيم في هذه الجيوب الصحراوية بالمهارات والقدرة على التأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية، ومعظمهم من سكان المناطق الصحراوية على جانبي الحدود السورية العراقية”.
ويوم الخميس الفائت، قُتل عنصر وأُصيب آخر، بهجوم لعناصر تنظيم الدولة على نقاط لقوات النظام في ريف الرقة شمالي سوريا.
وتتعرض القوات الحكومية لهجمات من قبل مجهولين، وسط وجود عناصر التنظيم في بادية الحمة والبشري، كذلك تنشط الفصائل الإيرانية في البادية التي تعتبر أهم طرق التهريب. وحسب مصدر عسكري لدى قوات النظام، فإن مسلحين مجهولين هاجموا نقاطاً للجيش السوري في بادية السبخة شرقي الرقة، بالقرب من طريق “شاليش”.
وأضاف أن الهجوم أسفر عن مقتل عنصر وإصابة آخر من الفرقة 17، قبل انسحاب العناصر من نقاطهم، بينما دفعت قوات النظام بتعزيزات لصد الهجوم وتمكنت من استعادة النقاط، بينما انسحب عناصر التنظيم تجاه عمق البادية.
في موازاة ذلك، أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا عن تنفيذ غارات جوية ضد قاعدتين لمسلحين غادروا منطقة التنف وكانوا يختبئون بمناطق جبلية يصعب الوصول إليها في محافظة حمص.
وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي يوري بوبوف، الأربعاء، إن “ضربات القوات الجوية الروسية دمرت قاعدتين للمسلحين الذين غادروا منطقة التنف وكانوا يختبئون في مناطق يصعب الوصول إليها في سلسلة جبال العمور في محافظة حمص”.
وتشهد المناطق الخاضعة لنفوذ قوات النظام تصاعداً لافتاً في هجمات “تنظيم الدولة” حيث بلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً للمرصد السوري، 363 قتيلاً منذ مطلع العام 2024، بينهم 27 من عناصر التنظيم، و 299 قتيلاً من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، من ضمنهم 25 من المجموعات الموالية لإيران من الجنسية السورية، قتلوا في 122 عملية لعناصر التنظيم ضمن مناطق متفرقة من البادية، نفذت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص، كما أسفرت الهجمات عن مقتل 37 مدنياً بينهم طفل وسيدة بهجمات التنظيم في البادية.
وتوزعت العمليات بواقع 43 عملية في بادية دير الزور، أسفرت عن مقتل 91 من العسكريين بينهم 7 من الميليشيات الموالية لإيران، و8 من التنظيم، و18 مدنيين بينهم 17 من العاملين في جمع الكمأة من ضمنهم سيدة.
كما شهدت بادية حمص أكثر من 50 هجوماً، أسفرت عن مقتل 133 من العسكريين بينهم 12 من الميليشيات الموالية لإيران، و16 من التنظيم، ومقتل 10 مدنيين بينهم 2 من العاملين بجمع الكمأة، بينما شهدت بادية الرقة 16 هجوماً، أسفرت عن مقتل 40 من العسكريين بينهم 2 من الميليشيات التابعة لإيران، و3 من التنظيم و2 مدنيين من العاملين بجمع الكمأة.
وفي بادية حماة، شن التنظيم نحو 8 عمليات، أسفرت عن مقتل 30 من العسكريين، إضافة إلى هجومين اثنين في بادية حلب، أسفرت عن مقتل 5 من العسكريين بينهم 3 من الميليشيات الموالية لإيران.