إدلب ـ «القدس العربي» ـ: بينما يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم في موسكو، سيكون ملف إدلب المعقد إحدى أبرز نقاط البحث.
وفي محاولة للضغط على الرئيس التركي، اشتدت وتيرة الحملة العسكرية لقوات النظام السوري في إدلب، في حين لم يخرج عن الجانب التركي أي ردود أفعال حيال تلك الخروقات، حيث استخدمت قوات النظام الأسلحة العنقودية والصواريخ شديدة الانفجار، مما أدى الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
قبل لقاء بوتين واردوغان اليوم … وللضغط على الرئيس التركي
ووردت أنباء أمس وفقاً لوكالة رويترز عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً في قصف متبادل بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في شمال غربي سوريا، مما يزيد الضغط على وقف لإطلاق النار في المنطقة توسطت فيه روسيا وتركيا. وشمال غربي سوريا هو آخر معقل كبير لمعارضي بشار الأسد.
ووفق مصادر محلية لـ«القدس العربي» فقد استخدمت قوات النظام الأسلحة العنقودية والصواريخ شديدة الانفجار وسط تحليق حربي للمقاتلات الروسية، وذلك في خروقات عسكرية لعلها الأخطر ضمن المناطق منزوعة السلاح المتفق عليها بين الجانبين الروسي والتركي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، وقناة أورينت الموالية للمعارضة بأن سبعة أشخاص لقوا حتفهم أمس في القصف الحكومي لبلدة النيرب التي تسيطر عليها المعارضة. وذكرت خدمة للدفاع المدني على حسابها على تويتر أن ثلاثة آخرين قُتلوا في سراقب الخاضعة لسيطرة المعارضة. في غضون ذلك قالت وسائل الإعلام الحكومية السورية إن خمسة أشخاص قتلوا في بلدة مصياف الخاضعة لسيطرة الحكومة. وأدى التصعيد العسكري لقوات النظام على ريف حماة الشمالي، إلى توقف الحياة في مدينة مورك.
ويبدو أن هجمات قوات النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني في منطقة خفض التصعيد في محيط إدلب، تشير الى رغبتهم بفرض واقع جديد، ومحاولة منهم لزعزعة عامل الثقة بين السكان المحليين وتركيا، من خلال استخدام الأدوات العسكرية لإيصال رسالة مفادها، أن الجيش التركي غير قادر على حمايتهم، ودفعهم للتفكير بطرق أخرى لتجنب الموت كـ»المصالحة أو الاستسلام» لحكومة دمشق.
سياسياً، من المنتظر أن يبحث أردوغان خلال زيارته لموسكو اليوم في لقائه مع بوتين، مستجدات القضية السورية في الاجتماع الثامن لمجلس التعاون الاستراتيجي، إلا أن روسيا استبقت من جانبها اللقاء الثالث بين الزعيمين منذ مطلع عام 2019 الحالي، بالقول عبر وزير الخارجية سيرغي لافروف: «الحرب لم تنته في سوريا ويجب القضاء على أوكار الإرهاب، بما فيها إدلب». (تفاصيل ص 4)