كان هدف الهجوم الاسرائيلي في سوريا مطار دمشق حيث دمرت مخزونات وقود الطائرات، مخازن ذخيرة الجيش السوري، مسار الاقلاع للجيش وكذا طائرة نقل مدنية وصلت من ايران الى دمشق هذا ما افاد به موقع المعارضة السورية. ويستند الموقع الى مصدر كبير في وزارة المواصلات السورية، المسؤولة، ضمن أمور اخرى، عن النشاط في المطارات. وحسب ذات المصدر، فقد تم الهجوم في خمسة مواقع على أرض المطار، بعضها قريب الواحد من الاخر، اما الطائرة المدنية فكانت على مسافة نحو كيلو متر عن الاهداف الاخرى. وشرح المصدر أيضا بان كثرة الاهداف والمسافة بينها تدحض ادعاء النظام السوري بان قوات الجيش الحر هي التي هاجمت منشآت الوقود، وتدل على أن الهجوم كان من الجو وليس بقذائف الهاون. كما يفيد موقع الانترنت بانه في موعد قريب من الهجوم على المطار ‘سمعت اصوات طائرات تجاوزت سرعة الصوت’. وقد جاء هذا النشر بعد أن افاد النظام السوري يوم الجمعة بان الثوار ضربوا حاويات وقود في مطار دمشق ونفى أن يكون نفذ هجوما جويا في الاراضي السورية. وامتنع ناطقون رسميون باسم المعارضة السورية عن التطرق للهجوم المنسوب لاسرائيل، ولكن حسب منشورات اجنبية، تتطلع الولايات المتحدة الى بناء علاقات بين اسرائيل وبين قيادة المعارضة لتقرر ترتيبات دفاعية على الحدود بين الدولتين سواء في المدى القصير منع النار بالصدفة نحو الاراضي الاسرائيلية أم في المدى البعيد، حيث ستتقرر ترتيبات أمن بين النظام الجديد وبين اسرائيل. لاسرائيل ولقيادة المعارضة السورية (الى جانب الولايات المتحدة) توجد مصلحة مشتركة في منع تسليح حزب الله وصد تدخله في القتال في الاراضي السورية ضد الثوار. ولرئيس أركان الجيش السوري الحر، الجنرال سليم ادريس، مصلحة مشتركة أيضا مع الولايات المتحدة واسرائيل في شل فعالية جبهة النصرة ـ المنظمة الاسلامية المتطرفة التي تعد نحو 3 الاف مقاتل وتتبع القاعدة. وتعد مشاركة هذه الجبهة في المعركة في سوريا بين العوامل الاساسية التي تعرقل في هذه اللحظة قرار الولايات المتحدة نقل السلاح الى الثوار، خشية أن يصل الى اياديهم ويستخدم لاحقا في صراعات داخلية. في هذه المرحلة، تساعد الولايات المتحدة الثوار بمعدات غير فتاكة وهذا الاسبوع وصلت ارسالية كبرى من اجهزة الرؤية الليلية، البزات العسكرية، اجهزة الاتصال ومعدات نقل اخرى. ولكن هذه لا ترضي الثوار الذين يطالبون بسلاح ثقيل، صواريخ مضادة للطائرات والدبابات. كما أن الولايات المتحدة تدرب الثوار في الاردن وبالتوازي تؤيد التدريبات التي يتلقاها الثوار السوريون الاكراد من اقليم كردستان في العراق. وحسب تقارير في الصحافة العربية، تقيم اسرائيل علاقات وثيقة مع حكومة الاقليم الكردي وكذا على ما يبدو تشارك في هذه التدريبات أيضا. في ضوء ما بدا كهجوم اسرائيلي في دمشق ورفض الدول الغربية التدخل في المعركة السورية، يطرح السؤال اذا كانت اسرائيل يمكنها، او ستكون مطالبة بتوسيع نشاطها الجوي في سوريا، سواء تحت غطاء منع انتقال السلاح الى حزب الله أو الى منظمات اخرى، أم كمظلة جوية تحمي قوات الثوار. مثل هذا الحل كفيل بان يكون مريحا سواء للولايات المتحدة أم للدول العربية وتركيا غير المستعدة للتدخل عسكريا دون اجماع دولي واسع. كما أن اسرائيل كفيلة هكذا بأن تجعل النظام السوري والمعارضة على حد سواء ‘يعتادان’ على أنها ترى في سوريا منطقة عمل شرعية مثلما تفعل هذا في لبنان. بالمقابل، تبتعد المعارضة السورية علنا عن كل اتصال باسرائيل وعن أن تبدو كمن تعتمد على العدو القومي كي تهزم النظام. ومن شأن مثل هذا التدخل الاسرائيلي ان يمنح الشرعية لتدخل ايران وحزب الله في القتال في سوريا بل وتطور جبهة اخرى من لبنان.