سورية تنتصر مرة أخرى

حجم الخط
2

كان رايي دائما أن ‘ كل من يتآمر على سورية وقع في الجب’، وأن كل من تحامل على سورية وحاول أن يعتدي عليها بكل الوسائل سيقع في الفخ لا محالة لأنه اعتداء سافر على دولة قالت لا للغرب، وعلى دولة كانت في وقت ما تحمي المقاومة الفلسطينية واللبنانية على السواء، بل كانت تفتح ذراعيها لكل مقاوم باسل للاحتلال بشقيه الفلسطيني واللبناني على حد سواء، ورغم أن سورية لا تملك من الإمكانات الضخمة كالتي تملكها السعودية أو غيرها من البلدان النفطية إلا أنها استطاعت على مدى التاريخ أن تجعل من سورية نموذجا رائعا للمقاومة والممانعة.
ولست هنا أعرض حسنات الدولة السورية حينما كانت تتصدى لمحاولات العبث الصهيوني والأمريكي إقناعها بأن تتخلى عن مبادئها التي تربت عليها على مدى التاريخ، ولكني أريد أن أذكر أن الممانعة هي التي تبقى رغم الرهانات التي تمسّك بها الأعداء من كل جانب، ظلت سورية شامخة في وجه كل من حفر لها جُبّا، وحاول أعداؤها أن يخرجوها عن طورها باستفزازها مرة وبعْث مسلّحين من كل جانب مرة أخرى، وتسخير الإعلام لتشويه سمعتها مرات ومرات، إلا أنها كانت ثابتة وانكشف القناع الذي كانت ترتديه دول استهوتها فكرة الثورات العربية لتمرّر مشروعها الكبير وهو تقسيم الدول العربية وتفتيتها إلى دويلات صغيرة لا تقوى على ممارسة أي ضغوطات على الامبراطورية العظمى.
وقد استطاع الغرب أن يضحك على العرب من خلال ما أسماه بالثورة ضد الاستبداد بعد أن نجحت تونس في فكّ طلسم العبودية، فأجهز على مصر واليمن وليبيا ومن بعدها السودان والله أعلم ماذا يحدث في قادم الأيام إلا أن سورية يبدو أنها عصيّة، لأن الإرهاب لم ينبع من الشعب ذاته وإنما جاء في الخارج بلباس الأخوة الأصدقاء الذين كانوا يوما رفقاء لدمشق وأحبابا وأصحابا، فلما اتفقوا مع الغرب على خرابها بَانَ عورهم وانكشف خدش حيائهم، وجندوا لذلك القاعدة وسموهم ثوارا وعبثوا بالبلاد شرقا وغربا وقتلوا النساء والرجال والأطفال واستخدموا كل أنواع الأسلحة التي تأتيهم من فرنسا وتركيا وهولندا وأمريكا وغيرها من الدول، ورغم ذلك يسمونهم ثوارا، هم ليسوا كذلك هم يريدون إسقاط النظام في دمشق ليثيروا الفوضى والخراب والدمار كما فعلوا بليبيا الجريحة.
جاء الحساب، وتوقعنا العقاب، وهاهي أمريكا تغرق في بحر من الظلام، تجني ما فعلته في بلد المقاومة، اقتصـــــاد هشّ، وميزانية لم تتم الموافقة عليها، وإطلاق نار خارج الكونجرس، وأزمة ثقة بين الجمهوريين والديمقراطيين، واضطرابات داخلية، وشعب تائه لا يعرف مصيره، جاءته إيران صوت العقل لتوقف زحفه نحو الهاوية وأبطلت مفعول القنبلة التي كانت مصوبة نحو دمشق، من خلال لقاء وزير الخارجية الإيراني بنظيره الأمريكي، والمحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الإيراني والأمريكي أغضبت المارد الصهيوني ولكنها أطفأت لهيب الاندفاع الأمريكي صوب سورية.
لقد استطاعت الحكمة الإيرانية أن تتدخل في الوقت المناسب من خلال جناح الأمم المتحدة الذي غصّ بالفرقاء في العالم، وأبطلت مفعول السحر الذي رسمه الإرهاب العالمي، وكشفت المستور وفضحت المطمور ولم يعد للمارد الأمريكي إلا أن يستسلم لروحه وروحاني، ولعل دراسته في أندونيسيا منحته شيئا من النفحات استرجعها في تلك المكالمة الهاتفية وتغلغلت في حنايا نفسه مما أغضب المارد الصهيوني وهمّ فزعا مرعوبا لعله يستدرك ما حدث، هو لم يستوعبه ولكنه حدث، وكأني به يعيش في حلم أو كابوس طال أمده.
وظلت سورية في النهاية شامخة، لأن إيران حليفها الرئيسي وروسيا المدافع الأكبر لحقيقة ما يجري داخلها اســــتطاعا أن يقلبا الصفحة أمام المجتمع الدولي الذي انساق وراء الدعوات التركية والخطة الأمريكية الغير موفقة.
فوزي بن يونس بن حديد
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أحمد من برلين:

    اكيد ياسيد فوزي انك من محور الصمود والتصدي الذي تدعيه سوريا وحزب الله ومن خلفهم ايران وروسيا .
    ولكن احيطك علما يامحترم ان سوريا ليست صمود ولا تصدي ولا ممانعه ولا مقاومه .وكل مافي الامر ان الاسد وعصابته ينفذون مخطط وضع لهم في طهران وموسكو. لاباده الشعب السوري أحمد الحلبي

  2. يقول ابو طارق:

    صحيح ان سوريا كانت دوما سند للمقاومه ماقبل الاسد وستبقى بعد الاسد لكن الشعب لم يثور الا على عائله حاكمه تفعل وتنهب ما تشاء دون حساب وتهين كرامات البشر باسم المقاومه ارحموا الشعب السوري اقسم بالله العظيم اذا بقيت عائلة الاسد في الحكم ستكون سوريا خراب الى ما لا نهاية عائلة اتت من جوع لا يمكن تشبع نحن في سوريا نعرف الواقع اكثر من غيرنا ةمن يقول غير هذا الكلام يكون له مارب انا ليس لي اي مارب ليس لدي اي مؤهل علمي حتى احظى بوضيفه ولا انا غني حتى استثمر انا فلاح ازرع واكل من ارضي الله هو يطعمني ورغم ذالك كانو يقا سمونني على لقمة اطفالي ارحمو هذا الشعب انا اصدق من كل المنضرين لان الجرح في قلبي وليس في قلب منضرينكم منضرين المناصب والمال

إشترك في قائمتنا البريدية