سورية من ثورة شعبية إلى صراع دولي

حجم الخط
0

هذا ما آلت إليه، فمن السبب في ذالك؟ لا اتجاهل نظام بشار الاسد، الا انه توجود اطراف عدة تشارك في ذلك من قريب او من بعيد، فهنالك كل من الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وفرنسا وتركيا وروسيا، وإيران، إلا أنه لا ننسى الدول العربية، وبالأخص قطر والمملكة العربية السعودية التين تلعبان دورا مهما لكونهما حليفتي أمريكا في المنطقة، والحامية لمصالحهما، فإرادة هاتين الدولتين للإطاحة بالنظام السوري ليست فقط من أجل الشعب السوري الذي قام بالثورة رغبة في الحرية، وليس فقط بدافع ديني او عروبي، وإنما السبب هو جيوسياسي، والتحالفات الاستراتيجية في المنطقة، فأمريكا وإسرائيل وفرنسا
وتركيا وقطر والسعودية تريد إما إسقاط النظام السوري الحاكم مع رأسه بشار الاسد، أو إرغامه على تغيير سياسته وتحالفاته الإستراتيجية لينظم لصفوفها، وفي المقابل ترفظ كل من الصين وإيران وروسيا هذا المشروع حفاظا على سورية كحليف إستراتيجي مهم والأخير في العالم العربي، ومن هنا فإن المنطق الجيوسياسي هو الذي يتحكم في مجريات الأحداث والقرارات والسياسة والوسائل المتبعة للتعامل مع سورية وبشار الأسد، والتحالفات والمصالح المشتركة في المنطقة هي التي تسيير هذه الدول.
شهدنا من قبل كيف تم غزو كل من أفغانستان والعراق وليبيا بمساندة ودعم من الدول العربية حليفة امريكا، وكيف تريد تكرار نفس المصير لسورية ولو إختلفت الطريقة، إلا أنه في هذه المرة الامور لا تسير كما يخططون، لأن روسيا والصين تقفان امام أي تدخل مباشر في سورية، والنظام السوري يلقى دعما قويا من طرف إيران وحزب الله وروسيا.
الشعب السوري أراد الحرية فقام بثورته السلمية، إلا أنه ومع تدخل أطراف خارجية حولت إلى حرب بشعة تدمر كل شيء، قتلت 80 ألف شخص في ظرف سنتين، الضحايا بالالاف، والملايين من الذين هجروا مساكنهم، فهل الحرب كانت الحل الوحيد لمساعدة الشعب السوري، فالمسألة هنا هي المصلحة الجيوسياسية لامريكا وإسرائيل في المنطقة ولإنهاء التحالف السياسي بين سورية وكل من إيران وروسيا.
يتم خلق أزمات في الوطن العربي، لإشغاله عن قضاياه المصيرية والتاريخية التي توحد الشعوب العربية والإسلامية من إحتلال القدس وفلسطين والاراضي العربية، وقضايا المسلمين المشتركة، من أفغانستان وبورما النزيف الذي يلطخ بالدم كل
الامة الإسلامية، فإسرائيل وبمساعدة أمريكا وحلفائها تسعى إلى إبعاد أنظار العالم عن ما تقوم به من بناء لمستوطنات جديدة ومن توسع على حساب المنازل والاراضي الفلسطينية المغتصبة، وما ترتكبه من جرائم في حق الفلسطينين من حصار
وتضييق…هو الاستعداد والتخطيط لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، والذي لن يكون إلا بإضعاف الدول العربية التي قد تقف عقبة امام إنجاز هذا الحلم والمشروع الإسرائيلي.

حسن يروم – ستراسبورغ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية