أنطاكيا ـ «القدس العربي»: نعى سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة «الجزيرة» في فلسطين التي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين. وتداول ناشطون سوريون تدوينة للصحافية أبو عاقلة، كانت قد كتبتها الشهيدة على صفحتها الشخصية في «فيسبوك» في كانون الأول/ ديسمبر 2016.
وفي التدوينة، وجهت أبو عاقلة رسالة إلى السوريين، جاء فيها: «أهلنا في سوريا، نود أن نعبر لكم عن محبتنا العظيمة في هذا الظرف الأليم، ولكننا نتمنى عليكم أن تتوقفوا عن استصراخنا، لأننا لن نحرك ساكناً، فلا الجثث المتناثرة في الشوارع ولا دموع وصرخات الأطفال ولا أنات النساء والرجال، ولا كل الجرائم المرتكبة بحقكم ستحرك ضمير العالم». وأضافت: «عتبنا عليكم كبير، ألم تأخذوا العبرة ممن سبقكم، فمنذ ما يقارب السبعين عاماً، ونحن (الشعب الفلسطيني) نستصرخ العالم فيما الاحتلال ينهش جسدنا ويلتهمنا ويقضمنا لقمة لقمة، لذلك أغمضوا أعينكم وناموا ألف عام، من يدري قد تستيقظون يوماً ما في زمن غير هذا الزمن، تحكمه شريعة الغاب، لعل فيه ذرة من ضمير». وتبيّن لـ«القدس العربي» أن رسالة أبو عاقلة كانت على خلفية المجازر التي شهدتها أحياء حلب الشرقية في حينه، عندما كانت قوات النظام تحاصر أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة براً، وتقصفها بمساندة الطائرات الروسية جواً، وهو ما أوقع مجازر بحق المدنيين من سكان تلك الأحياء.
وتزامنت رسالة أبو عاقلة، مع تأكيد مكتب حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، حصوله على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنياً أعدموا بشكل فوري في 4 من أحياء حلب الشرقية، من قبل القوات الحكومية التي تستعيد السيطرة على تلك الأحياء من المعارضة. ونشر الناشط عماد رمزي رسالة أبو عاقلة، قائلاً: «هذه رسالة الشهيدة للشعب السوري» وردت أسماء حمود: «سيبقى العالم يستصرخ إلى يوم القيامة، عسى أن يأتي هذا اليوم يوماً ما». وإلى جانب صورة أبو عاقلة، غرد الناشط السوري عباس صدران: «اغتيال أبو عاقلة جريمة من قاتل إسرائيلي يحظى بحماية دولية، ولن يُحاسب كما لم يُحاسب بشار الأسد عن قتل شعب كامل وتشريده».
رسمياً، نعى الائتلاف المعارض الصحافية شيرين أبو عاقلة، مقدماً التعازي لعائلتها والشعب الفلسطيني، وقناة الجزيرة ولكل محبي الراحلة. وعلى موقعه الرسمي، دان الائتلاف جريمة اغتيال أبو عاقلة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي، راجياً الله «الرحمة لشهيدة الكلمة الحرة والتغطية الشجاعة، والصبر والسلوان لكل محبيها». من جهة أخرى، دعت «رابطة الإعلاميين السوريين» إلى تنظيم وقفة احتجاجاً على جريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية، داعية الإعلاميين إلى الحضور مقابل مبنى محافظة إدلب باللباس الصحافي الميداني، لتنفيذ الوقفة اليوم الخميس. وانتقالاً إلى النظام السوري، دانت «لجنة الإعلام والاتصالات» في مجلس الشعب اغتيال أبو عاقلة، وكذلك دعا «اتحاد الصحافيين السوريين» التابع للنظام السوري إلى تقديم المسؤولين عن اغتيال أبو عاقلة للعدالة الدولية.