الجزائر- “القدس العربي”:
دعت الأمينة العامة لحزب العمال في الجزائر، لويزة حنون، خلال لقاء جمعها بالرئيس عبد المجيد تبون، إلى تقويض العلاقات مع الإمارات، وتأميم الشركات الوطنية التي استحوذت عليها، وذلك بسبب ما قالت إنها “الأعمال العدائية التي تقوم بها هذه الدولة ضد الجزائر”.
وأوضحت حنون في عرض مفصل عن لقائها بالرئيس تبون، أنها أكدت “على الخطر الذي تمثّله دولة الإمارات حيث أعلنت الحرب على بلادنا من خلال مخططات إجرامية تحاول تنفيذها لزعزعة استقرار بلادنا خدمة للكيان الصهيوني، ممّا يطرح ضرورة تقويض حضورها في بلادنا دفاعاً عن تكاملها وسيادتها وأمنها”.
وذكرت في تصريحاتها عن سبب تقديمها هذا الطلب، بأن “الإمارات لم تترك شرا لم تفعله في المنطقة، فهي تغرق بلادنا بالمخدرات عبر الحدود مع ليبيا وأنها تحرض على الحرب بين الجزائر والمغرب باستغلال وجود الكيان الصهيوني في هذا البلد، وتريد عزلة الجزائر عبر دفع موريتانيا وتونس للتطبيع، وتقوم بإدخال السلاح وزرع الجواسيس في المنطقة لضرب استقرار الجزائر”.
واعتبرت أن الوقت حان لاستعادة ما يسمى بالاستثمارات الإماراتية، والتي تبرز في استغلال ميناء العاصمة، والشركة الوطنية للتبغ والكبريت، ثاني ممول للضرائب للخزينة العمومية، معتبرة أن هذه الاستثمارات واجهة للكيان للتغلغل داخل مؤسساتنا.
كما طالبت بمنع أي صفقة بين الإمارات والجيش الوطني الشعبي، معتبرة أن ذلك خطير جدا للأمن القومي الجزائري، علما أن هناك شراكة لإنتاج السيارات العسكرية بين الجزائر والإمارات وشركة مرسيدس الألمانية منذ سنوات.
ويأتي حديث حنون تزامنا مع ما ذكرته الإذاعة الجزائرية نقلا عن مصادرها، بأن الإمارات منحت 15 مليون يورو للمغرب من أجل إطلاق حملة إعلامية وحملات على المنتديات الاجتماعية بهدف ضرب استقرار بلدان الساحل”. وأبرزت أن “هذه الحملة تهدف أيضا إلى نشر الأخبار الكاذبة والدعاية المغرضة بهدف خلق جو مشحون في العلاقات بين الجزائر ودول الساحل”. وهذه الميزانية وفق الإذاعة، سيتم استغلالها لشراء أسهم في بعض وسائل الإعلام في فرنسا وإفريقيا.
وفي السياق، أكدت حنون في لقائها مع الرئيس تبون على ما قالت إنه “الدور الرجعي الذي تلعبه الجامعة العربية، حيث تحولت إلى وكر للمطبّعين الذين يساهمون في محاصرة الشعب الفلسطيني خدمة للكيان الصهيوني، وعليه أصبحت عضوية بلادنا في هذا الكيان، تؤثر سلباً على مواقفها ومبادئها ممّا يطرح ضرورة التميز عن قراراته أي التنصّل منها”.
ونقلت حنون في الموضوع الفلسطيني، تأكيد الرئيس تبون على احترام الدولة الجزائرية لكامل التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، مع إبرازه العراقيل التي تحول دون إيصال المساعدات إلى قطاع غزة والمساهمة في التكفّل بالمصابين والمرضى.
كما قالت إنها تبادلت الآراء مع الرئيس حول السبل الكفيلة بفك الخناق المحكم على الشعب الفلسطيني والدعم الشعبي غير المسبوق على المستوى العالمي للقضية الفلسطينية. وفي هذا الإطار، قالت إنها تطرَّقت لحاجة الشعب الجزائري لإسماع صوته، خاصة وأنه يوجد توافق وطني حول القضية الفلسطينية.
وحول السياسة الداخلية في الجزائر، أكدت حنون “ضرورة تقوية مناعة بلادنا وقدرتها على الصمود عبر معالجة المشاكل التي تُضعِفها وتُعرّضها للابتزاز الخارجي”، حيث “ألحّيت على ضرورة إتخاذ إجراءات تهدئة سياسية فيما يتعلق بمعتقلي الرأي عبر إيجاد الصيغ التي تسمح بإطلاق سراحهم، ورافعت من أجل فتح المجال الإعلامي بدءاً بالإعلام العمومي كضمانة حتى تتحرّر كل وسائل الإعلام الخاصة كما دعوت لمراجعة قانون النقابات”، وفق قولها.