تونس – “القدس العربي”:
لا يستطيع آليّ المحادثة “تشات جي بي تي” الإجابة عن سؤال حول هوية من سيحكم تونس عام ٢٠٢٥ لأنه، كما يقول، لا يملك القدرة على التنبؤ بالأحداث المستقبلية.
هو يشيد من جهة ب”الديمقراطية التونسية”، معتبرا أن الدستور يراعي الحقوق والحريات، لكنه يؤكد أيضا على أن معلوماته تتوقف عند عام ٢٠٢١، وبالتالي، فهي لا تشمل فترة إعلان “التدابير الاستثنائية” للرئيس قيس سعيد.
ويختلف السياسيون التونسيون في تقييمهم لآليّ المحادثة ومستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم.
ويقول العياشي زمال، رئيس حركة عازمون ل “القدس العربي”: “جربت مع أبنائي تطبيق “تشات جي بي تي”، وهو ممتاز جدا، لكنه قد لا يحل جميع المشاكل”.
ويضيف: “أنا من أنصار التّقانة، وأستخدمها كثيرا في عملي، والذكاء الاصطناعي هو المستقبل، وتونس مصنفة الثالثة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في الذكاء التقني، وهذا يؤكد على أن لدى الشباب التونسي إمكانات كبيرة، وأن المستوى التعليمي متميز، وأرجو أن نستخدم هذا في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس”.
ويؤيد زمال دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لوضع قيود للسيطرة على الذكاء الاصطناعي.
ويعلّق بالقول: “أوافقه تماما، لأن لكل تقنية إيجابيات وسلبيات، فلا بد من تعزيز الإيجابيات، والحذر من الانحرافات التي قد لا تكون في صالح البشرية، لأننا نبقى بشرا ويجب ألا تتحكم التقانة بنا. فمثلا، ضرر الألعاب الإلكترونية على الأطفال أكبر من نفعها، خاصة إذا لم نتحكم في أولادنا ووقتهم. إذن، يجب أن تكون هناك حدود واضحة تجعل النفع أكبر من الضرر فيما يتعلق بهذا الأمر”.
في المقابل، لا يبدو الرئيس السابق منصف المرزوقي مقتنعا بالتحذيرات حول “اختفاء البشر” بسبب الذكاء الاصطناعي.
ويوضح بالقول: “عشت المبالغات نفسها بخصوص القنابل النووية، وفيروس السيدا، ثم الكورونا. لكنني أقرأ هذه الصرخات على أنها تحفيز للتفكير، لا تنبؤات ينبغي أن تبث فينا الرعب”.
ويضيف: “جربت تشات جي بي تي، ووجدت فيه الكثير من النقائص، علما بأنني أتوقع تطورا مذهلا فيه. كما خصصت في كتابي الأخير ”المراجعات والبدائل” فصلا كاملا للموضوع، وما سيطرح من تحديات علينا كشعوب تابعة، قد تتعمق تبعيتها أكثر بالذكاء الاصطناعي”.
لم تستخدم لمياء الخميري، الأمينة العامة لحزب حراك تونس الإرادة، “تشات جي بي تي” حتى الآن، لكنها تعتقد بأن التحذيرات حول تسبب الذكاء الاصطناعي بفناء البشرية، مبالغ فيها، “لأن التكنولوجيا ماضية إلى الأمام، ولن يوقفها أي تحذير أو تخوف”.
وتستدرك بقولها ل”القدس العربي”: “الذكاء الاصطناعي طفرة من طفرات التقدم العلمي. ولا شك في أنه يشكل، إلى جانب الأسلحة والقنابل النووية والجرثومية ومخابر صنع الفيروسات والأقمار الصناعية وتقنيات التجسس، أخطارا حقيقية على البشر”.
لكنها ترى أن الوازع الأخلاقي والديني يمكنه إيقاف الاستعمال السيء والمسيء لهذا التطور العلمي: “ما عدا هذا، لن تعود عجلة الزمن إلى الوراء، فالتطور هو سنة الحياة. لكن الضوابط لن تكون قانونية أبدا، لأنه ثبت أن الشاطر يحتال دوما على القانون. ولذلك يبقى الرادع الأخلاقي والديني هما الفيصل في هذا الأمر، كما أسلفت”.
ويقول مجدي الكرباعي، النائب السابق والناشط المقيم في إيطاليا: “هناك احتراز كبير من قبل السلطات الإيطالية حول تشات جي بي تي. وما زال هناك مفاوضات بين الحكومة وإدارة التطبيق لضبط قواعد استعماله، وللأسف لم تسنح لي الفرصة لاستعماله. ولا أظن أني قد أن أستعمله قريبا، بناء على ما ذكرت”.
وكان سام ألتمان، مبتكر “تشات جي بي تي” اعتبر أن الذكاء الاصطناعي يشكل “خطرا وجوديا” على البشرية، داعيا إلى وضع ضوابط تمكّن من التمتع بالمزايا الهائلة التي يوفرها، والحد من مخاطره المحتملة على البشر.