سيصلنا الارهاب آخر الامر

حجم الخط
0

حينما بدأت الاضطرابات في القاهرة في منتصف الاسبوع الماضي، أخرج الجيش المصري وحدات صاعقته من سيناء. إن جثث رجال قوات الامن المصرية الـ25 الذين ذُبحوا أمس في سيناء، هو نتيجة مباشرة لذلك الاجراء.
كانت وحدات الصاعقة التي سمحت اسرائيل بادخالها الى سيناء، رأس الحربة في قتال خلايا الجهاد العالمي، والقبائل البدوية المتمردة في سيناء. وكان ما بقي من القوات وفي جملتها الدبابات وناقلات الجنود المدرعة ـ غلاف الأمن فقط. وقد تم القضاء على خلايا الجهاد العالمي بمروحيات حربية وعمليات خاصة من وحدات الصاعقة.
نقلت الاستخبارات المصرية إنذارا بأن الاخوان المسلمين ينوون في اطار مقاومتهم ان يمسوا بالملاحة في قناة السويس لاحراج السلطات. ولمواجهة هذا التهديد سحب الجيش بسرعة القوات الخاصة من سيناء وأرسلها الى اماكن اخرى، خاصة بورسعيد وما حولها. ومنذ اللحظة التي نُقلت فيها كتائب الصاعقة لم يعد المصريون يحاربون الجهاد العالمي في سيناء، ونشأ فراغ مرة اخرى. ولاحظ البدو الذين يتابعون كل تحرك للجيش المصري نقطة الضعف وهم يهاجمون وحدات الغلاف التي بقيت في سيناء وسيستغل الجهاد هذا الفراغ حتى النهاية.
اعترف عسكريون مصريون بأن محاربة الارهاب في سيناء، التي لم تكن ناجعة بصورة خاصة، فقدت الزخم مع اخراج القوات الخاصة. والتزموا بأن يعيدوا قوات الصاعقة الى سيناء حينما يستقر الوضع في القاهرة، ولم يحدث هذا الى الآن ولا يوجد أجل مسمى ايضا.
حينما قُتل 16 شرطيا مصريا في سيناء قبل أكثر من سنة، لم يرد المصريون على ذلك. ولم يُجروا اعتقالات ايضا حتى حينما كان لديهم معلومات عن الناس الذين نفذوا المذبحة. وقد زعموا آنذاك أن لذلك صلة بسياسة مرسي ازاء الاسلاميين، ولم تعد توجد اليوم ذريعة مرسي. فاذا لم يعمل الجيش المصري في الايام القريبة على نحو حاد وحاسم في سيناء فلن تكون مذبحة أمس هي الأخيرة، ولن تنتقل النار الى ما بقي من الجيش المصري في شبه الجزيرة فقط، بل نحو الحدود مع اسرائيل ايضا.
اعترف المتحدث باسم الفريق السيسي أمس بأنه من الممكن ان ينتقل الارهاب في سيناء الى اسرائيل. فماذا ستفعل اسرائيل الآن بالمعلومات عن عملية تتدحرج من سيناء الى داخل أرضها؟

يديعوت20/8/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية