رأي القدس عاد الصراع العربي ـ الاسرائيلي بقوة الى واجهة الاحداث في اليومين الماضيين بعد غياب طويل بفعل ثورات الربيع العربي وانشغال المنطقة والعالم بما يجري في سورية بين قوات النظام وانصار الثورة المطالبة بالتغيير الديمقراطي.صحراء سيناء والحدود المصرية مع اسرائيل على وجه الخصوص، شهدت سخونة غير عادية حيث نفذت مجموعة مجهولة عملية فدائية ضد مستوطنة اسرائيلية اسفرت عن مقتل عامل اسرائيلي واستشهاد اثنين من منفذي العملية.الاخطر من ذلك اطلاق صواريخ من صحراء سيناء على اهداف في العمق الاسرائيلي ادى الى ارتباك المسؤولين الاسرائيليين الذين اتهموا حركة الاخوان المسلمين بالوقوف خلف هذا الهجوم في بداية الامر ثم تراجعوا بعد نفي الحركة بشدة هذه المزاعم.الغارات الاسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة، ومواقع لفصائل المقاومة حسب البيانات الاسرائيلية، واهدافا مدنية وفقا لتأكيدات المتحدثين باسم حركة المقاومة الاسلامية ‘حماس’ اسفرت عن استشهاد ستة اشخاص في اقل من 48 ساعة.هذا التصعيد الخطير للاحداث يعيد تسليط الاضواء على مصدر الظلم الحقيقي للامة العربية وهو الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، وهو الاحتلال الذي نسيه الكثير من الحكومات العربية بعد نجاح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي باقناع الغرب وحلفائه العرب بان ايران وطموحاتها النووية هي الخطر الاكبر على المنطقة.تدهور الاوضاع الامنية في سيناء يشكل مصدر قلق للاسرائيليين، وهذا ما دفع ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الى مطالبة السلطات المصرية ببسط سيطرتها على هذه المنطقة الملتهبة التي تحولت الى قاعدة لعدة هجمات فدائية على مستوطنات اسرائيلية في الاشهر الاخيرة.مصر مشغولة هذه الايام بهمومها الداخلية ولم تعد ترغب في استئناف دور نظام حسني مبارك المخلوع في حماية الحدود الاسرائيلية والالتزام ببنود اتفاقات كامب ديفيد، وهي الاتفاقية التي لم تحترمها اسرائيل مطلقا وانتهكتها اكثر من مرة، كان آخرها يوم امس الاول عندما ارسلت دبابتين الى المنطقة التي اخترق منها الفدائيون الثلاثة الحدود ونفذوا عمليتهم.سيناء لم تعد العمق الامني للفناء الاسرائيلي مثلما كان عليه الحال طوال الاربعين عاما الماضية، ومن غير المستبعد ان تشهد الاسابيع المقبلة المزيد من العمليات الفدائية انطلاقا منها. وتكفي الاشارة الى ان خروجها عن سيطرة القوات المصرية بسبب القيود التي تفرضها اتفاقات كامب ديفيد في هذا الخصوص ادى الى قطع امدادات الغاز المصري الى اسرائيل لتعرض الانبوب المخصص لهذا الغرض لحوالي 14 تفجيرا في اقل من عام.المنطقة كلها مرشحة للمزيد من التوتر، فاتفاق التهدئة المعلن بين حركة حماس واسرائيل الذي جرى التوصل اليه بوساطة مصرية انهار تقريبا، واعلان ‘كتائب القسام’ الذراع العسكرية لحركة حماس عن مسؤوليتها عن اطلاق اربعة صواريخ ‘غراد’ على اهداف اسرائيلية ردا على الغارات الاسرائيلية على القطاع هو تأكيد رسمي على هذا الانهيار.غزة ستعود، ومعها سيناء، الى صدارة الاحداث في الايام والاسابيع المقبلة لكسر عملية التعتيم الاعلامي والسياسي على الاجرام الاسرائيلي في الاراضي العربية المحتلة، هذا الاجرام الذي بات مصدر عدم الاستقرار في العالم باسره وليس في منطقة الشرق الاوسط وحدها.Twitter: @abdelbariatwan