يقول ماء العينين من قلب الصحراء المغربية:

صراع الكوريتين وإن ظل لحقبة طويلة رهينا بالتهديدات والسباق نحو التسلح وبناء الترسانة العسكرية والحصول على السلاح الرادع “النووي” ، إلا أن ذلك لم يمنع الجنوب من بعث رسائل تدعو الجنود الكوريين الشماليين إلى الانشقاق، عبر استخدام مكبرات صوت ضخمة مثبتة على طول الحدود الشديدة التحصين ، فيما تطلق كوريا الشمالية أيضا دعاية خاصة بها .

صلح الكوريتين التاريخي، الذي حضي بمتابعة واهتمام كبيرين عبر العالم ، ربما ألجم أفواها عديدة داخل الجارة الشرقية التي ظلت بنية عقيدتها العسكرية تجدد نزعتها بتجاذبات الصراع حول الصحراء المغربية وتجعل من المغرب عدوها الاستراتيجي ،ولذلك يتم تأجيل فتح الحدود بين البلدين ، مايشل حركة بناء الاتحاد المغاربي الى حين بروز رؤية سياسية محددة في الجزائر .

أوقفت كوريا الشمالية تجاربها النووية وأغلقت مواقع التجارب النووية وسط ترحيب دولي كبير ، إلا أن الجزائر ماضية خلافا للتوجهات الاقليمية بذرائع لم تعد تقنع ، ومصرة على استثمار صراع اقليمي تاريخي ضد المغرب.

انتهت الفصول السوداء من ” الحرب الباردة ” بين الكوريتين، معلنة بداية عهد جديد يستشرف مستقبلا في المقابل لازالت ذرائع الجزائر الرسمية بعدم فتح حدودها مع المغرب يرجع إلى استمرار عقيدتها العسكرية المتكلسة، باستمرار شيوخ من جنرالات الحرب الباردة على رأس المؤسسة العسكرية التي تنظر الى فتح الحدود إخلالا بتوازن الصراع الإقليمي ضد المغرب، فهل تعتبر الجارة الشرقية من المصالحة التاريخية بين الكوريتين ؟