سي إن إن: ترامب غاضب من مقارنته بنيكسون وقلق مما ينتظره من مصائب مالية وقانونية

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”: نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الجمعة، عن مصادر في البيت الأبيض تحدثت عن الحالة النفسية للرئيس دونالد ترامب بعد المحاكمة الثانية له، قولها إنه ينفجر غضبا لمجرد مقارنته بالرئيس ريتشارد نيكسون الذي أجبر على الاستقالة بسبب فضيحة ووترغيت.

وفي تقرير أعده كل من كيفن ليبتاك وكيتلين كولينز قالا إن الرئيس فيما تبقى له من أيام بالمكتب البيضاوي اكتشف أن ملامح من الوظيفة التي أحبها قد تحولت إلى مماحكات قانونية وأجبر على تصوير خطاب بالفيديو وسط تناقص في عدد المساعدين حوله الذين باتوا يتساءلون عن حياتهم بعد حفلة التنصيب للرئيس الجديد في مساء 20 كانون الثاني/يناير. واختفى من حول الرئيس صوت فلاش الكاميرات وهي تلتقط الصور له واختفى هدير الجماهير التي تهتف باسمه. وبدلا من أن تكون لدى الرئيس في أسبوعه الأخير أجندة حافلة بالنشاطات وجد نفسه يلعب دور الضحية وخروجا غير مشرف من منصبه.

ووفقا لمن حوله، فقد استهلك ترامب أيامه الأخيرة وهو يراقب انهيار رئاسته بما في ذلك مناقشات عابرة مع مساعديه حول إمكانية استقالته، إلا أنه طلب منهم الإغلاق على الموضوع ومنع ذكر نيكسون آخر رئيس أمريكي يجبر على الاستقالة من منصبه أمامه. وطلب من مستشار له في حوار جرى قبل فترة ألا يذكر اسم الرئيس السابق. وفي حوار عابر حول استقالته جرى الأسبوع الماضي قال لعدد من الأشخاص إنه لا يستطيع التعويل على نائبه مايك بنس للعفو عنه كما فعل جيرالد فورد مع سلفه نيكسون.

بدلا من أن تكون لدى الرئيس في أسبوعه الأخير أجندة حافلة بالنشاطات وجد نفسه يلعب دور الضحية وخروجا غير مشرف من منصبه

ولأنه راغب في تذوق طعم الرئاسة حتى النهاية فقد طلب التحضير لحفلة وداع كبيرة في يوم التنصيب الأسبوع المقبل، وذلك بناء على أشخاص على معرفة بالأمر وقبل أن يركب الطائرة كرئيس لآخر مرة إلى بالم بيتش في فلوريدا.

ولكن الإشارات حول رحيله المرتقب واضحة في كل مكان وأمام نافذة مكتبه حيث علق العمال راية عليها “2021 تنصيب بايدن– هاريس” وذلك من على منصة مؤقتة. وكانت واضحة من مقر إقامته المكون من ثلاث طوابق. وفي داخل البناية كان ترامب يحاول مواجهة تداعيات محاكمته الثانية وتقلص دائرة المحيطين به وفي مزاج متجهم. وقال أشخاص تحدثوا إليه إنه يشعر وبشكل متزايد بالخوف والقلق مما ينتظره من مصائب مالية وقانونية عندما يصبح مواطنا عاديا، ويغذيها المحامون والمستشارون القانونيون حيث يحاول تشكيل فريق قانوني لمواجهة محاكمة ثانية في وقت يدرس فيه إمكانية العفو عن نفسه وعائلته.

وزاد سخطه من الجمهوريين الذين يشعر أنهم تخلوا عنه في ساعة الشدة بمن فيهم قادة الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ.

وناشده مساعدوه بتسجيل خطاب إما مسجل أو إلقائه مباشرة يكون بمثابة خطاب وداعي يدعم إنجازاته، لكنه لم يبد اهتماما أو التزاما.

وقام بنس بممارسة ما تبقى من مهام للرئيس حيث زار يوم الخميس الحرس الوطني الذين نشروا في مبنى الكابيتول أو زيارة العاملين في البيت الأبيض لوداعهم.

ويحضر فريق ترامب للخروج من البيت الأبيض للمرة الأخيرة، ذلك أنه لم يتبق سوى أيام قليلة على الرئاسة، فيما غادر عدد منهم. ومن ظل يحضر إلى المكاتب ركزوا على إتمام عملية الخروج أو لملمة ما تبقى لهم من أشياء. وظهرت يوم الخميس نشاطات انتقال بوجود شاحنات رمادية أمام مكتب مدير طاقم البيت الأبيض مارك ميدوز حيث شوهدت زوجته ديبي وهي تنقل درجا محشوا من مكتبه. أما المكتب الإعلامي للبيت الأبيض في الطابق العلوي فقد بات فارغا، وأصبحت المكاتب التي كان العاملون يجلسون عليها أما مكتب السكرتير الإعلامي فارغة. وبدأت كايلي ماكيني التي لم تظهر خلال الأيام الأخيرة في محاكمة ترامب بترتيب أوراقها للخروج. وظهر وزير التجارة ويلبر روس في مقابلة تلفزيونية من بالم بيتش. وحظي لاري كودلو مدير المجلس القومي الاقتصادي بتصفيق وهو يغادر البناية. ويركز ما تبقى من مستشارين على عمل أخير وهو تنظيم خروج حافل للرئيس من البيت الأبيض في صباح يوم تنصيب بايدن، حيث ستكون المرة الأخيرة التي يترك فيها البناية كرئيس، ويتوقع ترامب حشدا كبيرا يصطف لوداعه. مع أن عددا من مساعديه وحلفائه شجعوه على حضور حفل أداء بايدن للقسم، ورغم سؤاله البعض منهم إن كان عليه الحضور إلا أن قلة تتوقع وجوده في يوم التنصيب.

وأخبر ترامب عددا من مساعديه أنه لا يحب فكرة خروجه من البيت كرئيس سابق وركوب طائرة ليست الطائرة الرئاسية. ولا يحب فكرة طلب استخدامها لآخر مرة من بايدن حسب مسؤولين على اطّلاع بالأمر.

ولم يقرر ترامب بعد ترك رسالة لبايدن على “رزيليوت ديسك” في المكتب البيضاوي مع أن بعضا من مساعديه شجعوه على مواصلة التقاليد. وكان ترامب في بداية حكمه يجب اطلاع زواره على الرسالة التي تركها له باراك أوباما وشملت على السطر المعروف: “بعيدا عن الشد والجذب للسياسة اليومية، فالأمر يعود لنا لترك أدوات الديمقراطية على الأقل قوية كما وجدناها”.

وكان ترامب سيغادر البيت الأبيض قبل يوم من حفل تنصيب بايدن، لكنه سيغادر في صباح 20 كانون الثاني/يناير على طائرة تابعة للمارينز وستكون واضحة لبايدن الذي سيقضي الليلة قبل الحفل في بلير هاوس القريب من قصر القرارات. وعرضت وزارة الخارجية عليه وزوجته استخدامه إلا أن الرئيس رفض الاتصال مع بايدن والسيدة الأولى.

 ولا تزال تفاصيل مغادرة ترامب غير واضحة، مع أنه يحب أن يكون خروجه في احتفال رسمي وبطريقة عسكرية. وسواء حدث هذا أم لا في البيت الأبيض أو القاعدة الجوية المشتركة في أندروز أم مطار بالم بيتش فالخطة لا تزال تحت النظر. وسيذهب ترامب إلى ناديه في ماري إي لاغو ببالم بيتش مساء يوم التنصيب حيث تنتهي ولايته رسميا.

لا تزال تفاصيل مغادرة ترامب غير واضحة، مع أنه يحب أن يكون خروجه في احتفال رسمي وبطريقة عسكرية

وسيكون بعد الرئيس المنتهية ولايته عن الرئيس المقبل بحوالي ألف ميل مهمة لوجيستية معقدة. فتسليم الكرة النووية الموضوعة في حقيبة تزن 45 رطلا وترافق الرئيس في أي مكان يذهب إليه لن يكون سهلا مثلما كان الرجلان في مكان قريب.

وقال مصدر مطلع إن الضابط العسكري للبيت الأبيض سيتأكد من وجود كرتين نوويتين واحدة مع ترامب وأخرى جاهزة لبايدن، كما أن الشيفرات النووية التي يحملها ترامب والمسجلة في بطاقة تعرف بـ “البسكويتة” ستتوقف عن العمل حالة انتهت ولايته.

 ومع أن ترامب لا يزال متمسكا بفوزه بالانتخابات إلا أنه استسلم لواقع مغادرته البيت الأبيض وعودته كمواطن عادي، حيث سيواجه الكثير من المشاكل القانونية والمالية التي برزت أثناء حكمه وتلك التي حرض عليها في الأيام الأخيرة من رئاسته. وأول مشكلة ستواجه ترامب هي محاكمته التي ستبدأ بعد تولي بايدن الحكم، وهو يركز على تجميع طاقم قانوني للدفاع عنه بعدما تدهورت علاقته مع محاميه روديو جولياني الذي أمر مساعديه بعدم دفع الرسوم التي طالبه بها. وطلب عدد من المقربين له التوقف عن الاستماع لجولياني بسبب معلوماته المضللة. وبدلا من ذلك يتطلع ترامب للتعامل مع المحامي المحافظ جون إيستمان الذي أخبر الرئيس أن بنس يمكنه وقف عملية المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات. وكان مخطئا في هذا الكلام. ولم يستبعد مصدر انضمام إيستمان لفريق الدفاع عن ترامب.

وقال مسؤولون إن زعيم الجمهوريين ميتش ماكونيل لن يصوت لإدانة ترامب، لكن ماكونيل الغاضب من الرئيس يريد أن يظل الموضوع مصدر قلق لترامب في أيامه الأخيرة. وبحسب مقربين من الرئيس فقد كان قلقا من المشاكل القانونية التي تنتظره قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر ولكنها زادت منذئذ. ولكنه هاجم المحامين والمساعدين وطلب منهم مساعدته خاصة بعد أحداث الكابيتول. وهو ما كان سببا في شريط الفيديو الذي سجله يوم الأربعاء وأكد فيه شجبه للعنف. وقال مساعدون إن الرئيس فكر بالعفو عن نفسه رغم نصيحة المحامين له بأن الفكرة غير قابلة للتطبيق. وتردد ترامب في تسجيل الفيديو حتى لا يظهر بمظهر من أذعن تحت الضغط أمام أنصاره. وقبل تسجيل الفيديو بعد ضغوط من السناتور ليندزي غراهام، وميدوز وجارد كوشنر صهره.

 واكتشف ترامب تداعيات الشغب وأثاره على فرصه الاقتصادية عندما قررت رابطة لاعبي الغولف المحترفين حرمان واحد من ملاعبه في نيوجيرسي من تنظيم مباريات للغولف.

وهناك مشكلة أخرى نبعت من الشغب وهي مكتبة الرئيس التذكارية. فقبل اقتحام مبنى الكابيتول كان هناك حديث عن تأمين أرض في فلوريدا ومنح إدارتها لدان سكافينو، الذي يعد من أقدم مساعديه. والسؤال يدور الآن حول من سيتبرع للمكتبة في المناخ الحالي. وكان قرار رابطة لاعبي الغولف المحترفين تجريده من شرف تنظيم المباريات ضربة له ومنح صورة عن الحياة التي سيقودها في مرحلة ما بعد الرئاسة بدون صخب أو أضواء تعود عليها. وبالتأكيد فقد قضى الأيام الأخيرة في داخل البيت الأبيض بدون كاميرات توثق تحركاته أو جمهور يهلل له. ولم يبق من الدائرة المخادعة له والتي رافقته طوال رئاسته سوى سكافينو ومدير طاقمه الشخصي جوني ماكينتي الذي سيرافقه حتى مغادرته البيت الأبيض. وفي الأسابيع الأخيرة ناقش الرئيس نظريات المؤامرة مع مستشاره السابق ستيفن بانون الذي يواجه اتهامات فدرالية، ذلك أنه نحى جانبا المساعدين الذي أخبروه بأمور لا يحب سماعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أم محمّد:

    فاللهم أرنا فيه عجائب قدرتك و صنعك !!!

  2. يقول أحمد ريف الخطابي:

    و بماذا ستقارن نفسك يا ترتمب؟! ربما خلت نفسك الكسندر الأكبر وأنت تلفق الحطام متوهما صنع إمبراطورية عظمى … لكنك استفقت على واقع العاصفة التي ستحيل أمريكا إلى شتات متناثر، ليس الآن بعد لكن بعد مسار سنوات من التفاعلات الشتاتية وتهاوي الشعارات والرموز وتناسل الظواهر العنيفة والمزايدات …..

  3. يقول نايف المصاروه. الأردن:

    بدلا من أن تكون لدى الرئيس في أسبوعه الأخير أجندة حافلة بالنشاطات وجد نفسه يلعب دور الضحية وخروجا غير مشرف من منصبه..

    يستاااااهل… يداك اوكتا وفوك نفخ..

    ممكن ابن زايد يشغلك مستشار له لشؤون التدمير الدولي.

    ممكن.

إشترك في قائمتنا البريدية