‘إن جرائم ‘شارة الثمن’ التي ينفذها زعران وعنصريون يهود في اوقات متقاربة وفشلنا في ضبط منفذيها فضيحة مستمرة. بدأت تلك الاعمال في 2005 حينما استعمل المستوطنون العنف ردا على ألمهم ويأسهم اللذين نبعا من اقتلاعهم بالقوة في اثناء الانفصال. وأخذت تزداد الامور شدة منذ ذلك الحين، فالذي بدأ باعمال انتقام قام بها افراد ردا على هجمات ارهابية وتخريبية من قبل العرب تطور ليصبح عملية رد على اخلائهم وعلى هدم الحكومة لبؤر استيطانية غير قانونية. إن اعمال العنف والتدنيس غير المنضبطة هذه هي جرائم حرب بصورة قاطعة. ويوجه العنف في الاساس على مسلمين لكنه وجه في الماضي ايضا على مسيحيين وهو يشمل اعمال زعرنة موجهة على افراد وحرقا وتدنيسا لمساجد وكنائس، ورشقا بالحجارة واقتلاع اشجار واحراقها واحراق حقول ودخول قرى فلسطينية. ليست تلك عمليات نشطاء قوميين يهود. فالزعران الذين ينفذونها يشاركون القوزاق في ايام اعمال التنكيل خصائص اكثر من اسرائيليين ذوي شعور وطني. وإن الاقنعة التي يضعونها على وجوههم احيانا تستثير التذكير بجماعة الكوك كلوكس كلان. ويُذكر سلوكهم بمعاداة السامية التي أفضت الى اعمال التنكيل بآبائهم في الجاليات، وقد وصف وزير الدفاع يعلون اعمالهم بأنها ‘ارهاب’. إن هذه الاعمال تجلب النفع الى اصحاب الدعاية العرب الذين يتعاونون في فرح مع جهات ‘حقوق الانسان’ المعادية لاسرائيل لانتاج اوصاف فنتازيا ومبالغات هوجاء لهذه الاعمال. بل يبلغ ذلك الى اختلاق هجمات توجه عليهم هم أنفسهم. ومن حسن الحظ أنه لم تسجل الى الآن ضحايا من البشر. لكن اذا استمر هؤلاء الاوغاد على نهجهم فسنواجه في المستقبل كوارث أكبر. وقد كانت المواجهة بين مستوطنين من بؤرة ايش كودش الاستيطانية وفلسطينيين من قرية قصرة الفلسطينية، بمثابة دعوة الى الاستيقاظ. إن الكثرة المطلقة من المستوطنين مواطنون يحافظون على القانون. وتشتغل مجموعة هامشية ضئيلة فقط بهذا السلوك المخيف. لكن حركة الاستيطان مجبرة على أن تتحمل مسؤولية جماعية. ففي وقت يندد فيه قادتها وحاخاموها بهذه الجرائم، يفعل كثيرون ذلك دون غضب أو دون قوة عاطفية حقيقية. وأهم من ذلك انه يوجد من لا يحصون من المستوطنين الذين يعلمون بالجرائم التي تنفذ، لكنهم لا يتدخلون فيما يجري. فشل حاخامون قوميون معينون ومنهم اولئك الذين يعارضون العدوان على القانون فشلوا في خلق محيط يبطل التوجه الى كراهية الاجانب. ولا يدرك حاخامون كثيرون يعوزهم العلم بالشؤون الدنيوية مقدار الضرر الذي تسببه اقوال تشبه العرب بالعمالقة من أعداء اسرائيل أو تتهم قادة الحكومة بالعدوان على الشريعة اليهودية حينما يعارضون توسيع المستوطنات. وتشجع هذه التوجهات الشباب الذين يسهل أن يؤثر فيهم اعتقاد أن التوراة تؤيد حقهم في النضال عما يبدو في نظرهم ارادة الله، وتُرخص لهم في تجاهل قوانين الدولة واستعمال العنف. ليس من الكافي أن يندد الحاخامون بهذا السلوك بل عليهم أن يبينوا لطلابهم أن التوراة تأمرنا بأن نتصرف وفق قوانين الدولة، وأن عدل الافراد وعنفهم عدوان على الشريعة اليهودية لا يقل عن تدنيس حرمة السبت أو الطعام الحلال. وعليهم أن يربوهم على الجوانب الانسانية في التوراة التي تملي العدل والاحترام للاقليات ولكل البشر. يجب على عائلات في مستوطنات معزولة محاطة بالعداوة أن تحذر أبلغ الحذر كي لا يُسمم اولادها بالكراهية المحيطة بهم. كان الدكتور يوسف بورغ الراحل، وهو من اكبر قادة الصهيونية المتدينة، يشاركني ذات يوم الخوف الذي يلتهمه من الداخل المتعلق بالشباب الذين يسكنون في المستوطنات ويحيط بهم جموع من العرب الكثيري الكراهية. وتنبأ بصورة نبوية تقريبا بأن هذه الكراهية المسمومة قد تضر ضررا شديدا باولئك الذين يعيشون حولها. ينبغي أن تُستعمل عقوبة اجتماعية ومادية مطلوبة في مواجهة الاعشاب الضارة الى أن يدركوا أنه يتوقع مع حقيقة أنهم سيضطرون الى مواجهة عقوبات جنائية، يتوقع أن تلفظهم جماعاتهم الى أن يكفوا عن افعالهم. لم يكن الرواد الصهاينة المتدينون المثاليون الذين بنوا المستوطنات والكيبوتسات يتخيلون أن يصبح أبناؤهم وأبناء أبنائهم زعران أعداءا للثقافة، تعوزهم الاخلاق، وهم قُساة. واذا كان الشب