غزة – القدس – “القدس العربي”:
تتواصل في هذه الأوقات المخططات التي تقودها الجماعات الاستيطانية المتطرفة، لتوسعة المستوطنات على حساب أراض فلسطينية، وإقامة بؤر استيطانية، مستغلة صمت الساسة الذين يفعلون كل ما بوسعهم في هذه الأوقات، التي تقترب فيها انتخابات “الكنيست”، لكسب أصوات المتطرفين، وهو ما جعل الفلسطينيين القاطنين في مناطق قريبة من المستوطنات، يواجهون خطرا حقيقيا، يتمثل في انتزاعهم من أرضهم، بالقوة وتنفيذ مخطط “التهجير.
وتستغل منظمات استيطانية إرهابية مثل “شبيبة التلال” و “تدفيع الثمن” و” لاهافا” و “ريغافيم”، كل الفرص المواتية لها من أجل توسيع البؤر الاستيطانية، ضمن الخطط الرامية لفرضها لاحقا كأمر واقع إما كمستوطنات جديدة أو أحياء تابعة لمستوطنات قائمة.
وقام مستوطنون بنصب عددا من “الكرفانات” على أراضي المواطنين في منطقة واد سعير شمال شرق الخليل، تمهيدا للاستيلاء عليها وإقامة بؤرة استيطانية جديدة، في الوقت الذي أقام فيه مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أراض تعود لمواطنين من كفر اللبد وسفارين وشوفة بمحافظة طولكرم، على اراض تبلغ مساحتها نحو 80 دونما وهي منطقة غنية بأشجار الزيتون المثمرة وقريبة من مستوطنة “عناب”، حيث يمنع المستوطنون بحماية الجيش أصحاب الأراضي من الوصول الى أراضيهم المستهدفة في تلك المنطقة.
واستغلالا للانتخابات أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة مكونة من مبانٍ خشبية في الكتلة الاستيطانية “غوش عتصيون” جنوبي الضفة، تمهيدًا لتحويلها إلى مستوطنة.
ولم يتغير الحال في مدينة القدس المحتلة، التي تحظى بنصيب الأسد من تلك المشاريع الاستيطانية، حيث كشفت منظمة “عير عميم” الاسرائيلية المناهضة للاستيطان في تقرير لها أن عمليات الاستيطان التي جرت على مدى الثلاثين سنة الماضية في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة وخاصة في الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة وغيرها، تنفذ ظاهريًا من قبل جهات خاصة، لكنها ترتكز على سياسة الحكومة وممكنة بواسطتها.
مشاريع خطيرة
وفي هذا السياق وتحت عنوان “المشروع العملاق” في مجمع القنوات على أراضي صور باهر جنوب غرب القدس، قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، إن بلدية الاحتلال في القدس أعلنت عن فوز شركة “أزوريم” الإسرائيلية بالمناقصة الخاصة لبناء 434 وحدة استيطانية على طريق القدس – الخليل.
كما صادقت بلدية الاحتلال في القدس على خطتي بناء جديدتين لإيداعهما في اللجنة اللوائية تشمل بناء مبنى استيطاني ومركز تجاري، على حدود الخط الأخضر بين القدس الشرقية والغربية وعلى مخطط لبناء حي استيطاني جديد أسفل مستوطنة “رموت”، كما أقرت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال خطة إنشاء حي استيطاني على أراضي قريتي صور باهر وأم طوبا جنوب شرقي القدس المحتلة وتوسيع كيبوتس “رمات راحيل”.
هدم منازل
وتخلل الأيام الماضية، هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، 8 منازل قيد الإنشاء في قرية الديوك التحتا، غرب مدينة أريحا، وذلك في سياق تعرض تلك البلدة إلى اعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال ضمن سياسة “التهجير القسري” الهادفة إلى إفراغ المنطقة من أهلها لصالح التوسع الاستيطاني.
وفي هذا السياق، كان تقرير صادر عن مكتب تنسيق المساعدات الانسانية “أوتشا” التابع للأمم المتحدة، أشار إلى قيام سلطات الاحتلال بهدم سلطات الاحتلال 50 مبنى بالضفة الغربية والقدس، خلال الأسبوعين الماضيين، وأوضح أن هدم المنازل أسفر عن تهجير 55 مواطنا، منهم 28 طفلاً، ولحقت أضرار بسُبل عيش حوالي 220 مواطنا آخرين، لافتا إلى أن الهدم يرجع لمزاعم إسرائيلية بعدم وجود ترخيص، موضحا أن 12 مبنى من المباني المهدومة كانت مساعدات إنسانية ممولة من المانحين.