بيروت-“القدس العربي”: لا أفق واضحاً للأزمة الحكومية المتوقفة عند عقدة توزير سنّة 8 آذار، فالرئيس المكلف سعد الحريري باق على موقفه السياسي، وأعلنها صراحة “لن أغيّر موقفي، وكلامي هذا ليس من باب التحدي لأحد، إنما لإيماني المطلق بأن الصراخ السياسي لا يوصل إلى أي مكان”. وأضاف: “إن التسويات تقوم عندما تكون هناك مصلحة للبلد، وأنا كنت في مقدم الساعين إليها باستمرار، ولكن ما هو مطروح حالياً لا علاقة له لا بالتسويات ولا بمصلحة البلد ولا اللبنانيين”.
يأتي كلام الحريري في وقت سأل مصدر قيادي في “تيار المستقبل” رداً على تكرار طلب “اللقاء التشاوري” الاجتماع بالرئيس الحريري “كيف يمكن للرئيس المكلف ان يستقبل مجموعة نواب وهناك في صفوفها من يتهمه بالعمالة للمحور الأمريكي الإسرائيلي؟ أشخاص من هذا المستوى لن يطأوا بيت الوسط “.
وفي وقت صعّد النواب السنّة المقربون من حزب الله موقفهم، وردوا على ما وصفوه بـ”الاستخفاف” بطلب لقائهم الرئيس الحريري، فهم أعلنوا انهم سحبوا تنازلهم عن اشتراط حقيبة معينة للوزير الذي سيمثّلهم وأصرّوا على اختيار حقيبة وزارية.
تزامناً، كانت الاقتراحات التي عرضها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل للحل تتساقط. فالاقتراح الأول القائل بأن تكون الحكومة من 32 وزيراً، والتي يعطى فيها المقعد العلوي للرئيس نجيب ميقاتي بدل المقعد السني لم يمشِ، ونُسب الرفض إلى الرئيس الحريري رغم موافقة حزب الله وحلفائه عليه. كما سقط الاقتراح الثاني القائل بوقف المبادلة في المقاعد بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. كذلك لم يمرّ الاقتراح الثالث حول تخلّي الرئيس نبيه بري عن مقعد شيعي مقابل أخذه المقعد السني للنائب قاسم هاشم.
وقد أجرت “القدس العربي” حواراً مع عضو “تكتل لبنان القوي” النائب شامل روكز صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، للوقوف على آخر المعطيات المتعلقة بأزمة التأليف والمخارج وخصوصاً ما آلت اليه مبادرة الوزير باسيل فقال “معلوماتي أن القصة غير متوقفة عند مسعى الوزير باسيل أو التكتل لحل الموضوع، فما نقوم به هو مسعى للحل وليس مسؤولية بالتحديد. ونأمل أن يكون حل العقدة مثلث الاضلاع أو مربّع يشترك فيه الجميع كي تبصر الحكومة النور، ولا أعرف كيف ستتألف الحكومة في ظل هذه التشنجات الموجودة؟ وكيف سيكون هناك تآلف وتجانس حكومي وتضامن كي تستطيع الحكومة القيام بإنجازات؟ والمهم أن تتألف حكومة وتقوم بإنجازات خارج هذه التجاذبات التي نشهدها في الظرف الراهن”.
*هل يتحمّل رئيس الجمهورية من ضمن حصته وزيراً سنّياً من 8 آذار يتولى فيما بعد مهاجمة رئيس الحكومة؟
**هذا الأمر يخص فخامة الرئيس، وهو يحمل كل شيء ولكن في النتيجة رئيس الجمهورية يريد أن يحمّل أشياء تكون منتجة، عندما تكلم عن “أم الصبي” فهو يحمل البلد كله إنما ليس كل شيء يُفترض حلّه على حساب فخامة الرئيس، الموضوع ليس هكذا، فحلّ أمور البلد أوسع وأعمق وأبعد ويفترض النظر إلى الأمام وصولاً إلى البيان الوزاري والإنتاجية الحكومية.
* البعض فسّر قول رئيس الجمهورية حول “أم الصبي” على طريقته فهل حاولوا إلباسه الحل من خلال توزير سنّي 8 آذار من حصته؟
**رئيس الجمهورية لا يلبس إلا الذي يريده، فجسمه “مش لبّيس” بهذه السهولة.
* ماذا عن الاقتراح الذي تحدث عن تأليف حكومة من 32 وزيراً واستبدال مقاعد؟
**هناك أكثر من اقتراح وليس بالضرورة أن تتوسّع الحكومة بل يمكن أن تصغر فتكون أفضل. وهناك مشاورات حول الموضوع فلننتظر نتيجتها.
* لماذا انعقد المجلس الأعلى للدفاع، هل هناك مخاوف من اهتزاز الاستقرار وتدهور الاقتصاد؟
** المفروض الانتباه إلى هذه المواضيع من كل النواحي ولاسيما ناحية الأمن والاقتصاد والأجواء الشعبية المتشنجة، فالتصريحات يفترض أن تكون إلى حد ما مسؤولة لأنه ليس المجال الآن للمزايدات، وانطلاقاً من هنا أتى اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي يجب أن ينعقد بصورة دائمة، وربما كان الاجتماع فرصة للتنبيه بأن هناك وجوداً لمجلس دفاع أعلى وبأن هناك اهتماماً في غياب الحكومة وبأن هناك جهازاً يستطيع متابعة وحلحلة الأمور للوصول إلى حالات من الهدوء بعد العواصف الأخيرة وتحريك الشارع.
* كيف قوّمت الأمور بعد حملة الوزير السابق وئام وهّاب وقطع طرقات من قبل مناصرين للمستقبل؟
** لقد تابعت بيانات تيار المستقبل والوزير وهّاب، وأعتقد أن هذه البيانات هي نوع من تطويق الأمور، وآمل أن نكمل في هذا الاتجاه، وأعتقد أن هناك وعياً عند القيادات بأن الأمن خط أحمر ولا يجوز الاقتراب منه.
* هل تعتقد أن الحكومة ستكون قبل الأعياد أم أنها لا تزال بعيدة؟
** لا نتمنى أن تولد قبل الأعياد لأنها إذا لم تتألف قريباً فستكبر العقدة أكثر وأكثر، وما نأمله من المسؤولين هو الحل السريع كي لا تتعقّد الأمور أكثر.