مقدمة المذيع الزميل في برنامج (الحدث المصري) على فضائية العربية بدت مهنية وجاذبة وهي تعد المتلقي بحوار معلوماتي دسم جدا يتعلق بتحليل وقراءة ما حصل ويحصل بسيناء المصرية.
كغيري من المشاهدين إستجمعت حواسي لمشاهدة التالي وتكرس الإنطباع الأولي عندي بأن الحلقة الأخيرة من البرنامج قد تكون موضوعية وغير مبنية على أسئلة موجهة من الطراز التلقيني.
الإنطباع عززه الضيفان وهما الشيخ نبيل نعيم وكتب إلى جانب إسمه مؤسس الجماعة الإسلامية سابقا والشيخ علي بكر ويفترض أنه خبير في الحركات الجهادية و(زميل تخشيبة) للمئات من إسلاميين الأمس و(إرهابيي) اليوم.
الأول تتدلى لحيته حتى الطاولة ويكاد بأسلوب كلامه يعلن عن صفته الأهم وهي (إرهابي سابق) أو جهادي تائب فوسط كل ثنايا الحديث توسع الرجل في إستعراض مهاراته الشخصية وأفضاله على نخبة كبيرة من المصنفين اليوم تحت بند (الإرهاب).
جواز سفر مزور للظواهري
مثلا إكتشفت كمشاهد بأن الشيخ نعيم يعلن وعلى الهواء مباشرة بأنه الأب الروحي لكل المتشددين مرحليا فقد دبر جواز سفر مزور للدكتور أيمن الظواهري ولغيره من كل قيادات الجهاد اليوم وكان مسؤولا عن ترتيب البيوت الآمنة وطرق النقل والفرار وحتى تخطيط العمليات.
الهدف واضح من هذا الإستعراض العلني للخبرات والمهارات السابقة وهو إضفاء مصداقية على ما سيتضمنه البرنامج خصوصا عندما وصل مدير الحوار لإستنتاجه الأهم موحيا بأنه إكتشف السر النووي وهو يقول: طيب عايزين نعرف منكم بصراحة طبيعة العلاقة بين الرئيس المعزول محمد مرسي والتنظيمات الجهادية في سيناء؟ مرسي دعم هذه التنظيمات ليه؟
السؤال ينطوي، برأيي الشخصي، على محاولة بائسة للتذاكي لكنه أفلت تماما من الشاشة عندما تدفق الشيخان نعيم وبكر لطرح نظرية لا تقنع طالبا في الصف الخامس الإبتدائي أساسها أن العم الرئيس مرسي وجماعة الأخوان وفرا الغطاء المالي والسياسي والعسكري لنمو الجماعات الجهادية في سيناء حتى يتم إستخدامها ضد الصندوق والإنتخابات ولإحتكار السلطة بعد أربع سنوات.
الشيخ بكر وهو يجيب على السؤال القنبلة كان يخطط للتركيز على نقطة موازية عنوانها مسؤولية حركة حماس والشعب الفلسطيني حصريا عن تفريخ كل التنظيمات الجهادية في سيناء على أساس وجود نظراء لها في قطاع غزة.
وصاحبنا الشيخ نعيم ساند هذا السياق مصرا على أن المسألة الأهم في التنظيمات الجهادية هي وجود مكان آمن للجوء إليه بعد تنفيذ عمليات وفي حالات الضرورة وأن أنفاق غزة وفرت هذا المكان.
إنها عمليا نفس الدعاية السخيفة ضد الشعب الفلسطيني حيث نسي الشيخان بأن أنفاق غزة كانت تؤجر وتدار عبر ضباط في الأمن والجيش المصري طوال الوقت وأن مرسي أغلق هذه الأنفاق والسيسي أغرقها بالمياه الآسنة لاحقا ونظام مبارك كان يهدم بعضها أمام الكاميرات.
ونسي المتحدثان بأن مرسي الذي كانت دوائر بيروقراطية معنية بالماء والكهرباء والحياة اليومية تحاول إعاقته وتتمرد عليه لم يكن بموقع التأثير وتوفير غطاء لأي جهة في سيناء التي يتوزع النفوذ فيها ما بين شيوخ القبائل وجنرالات الأمن والعسكر.
خلال المحاولة المحمومة للربط بين الأخوان المسلمين ونمو مجموعات سيناء في نفس الحلقة طرح الشيخ نعيم تحديدا حقائق ووقائع معاكسة تماما عندما قال بأن الجماعات الجهادية جميعها (تكفر) مرسي والأخوان المسلمين وأن عدد السلفيين الذين أفرج عنهم مرسي لا يزيد عن 500 سجينا بينما أفرج نظام مبارك عن 14 ألفا والمجلس العسكري بعده عن 1500 سجينا.
أسقط من الحساب أيضا بأن بعض الدول الخليجية تحديدا التي تدعم الإنقلاب الأخير في الواقع المصري هي التي ساهمت في توفير التمويل لجماعات سلفية متعددة في مصر وسيناء وغيرهما.
بإختصار ومن الآخر: أخفق الزملاء في برنامج (الحدث المصري) في إقناعي بأي علاقة بين مرسي وجماعة الأخوان المسلمين بالجماعات المسلحة في سيناء وخرجت بانطباعات معاكسة تماما مع تكريس قناعتي بأن من يصفهم صديق لي بشيوخ (مولينكس) يساهمون في التضليل ولا يعيقونه.
شبشب الجهاديين وخصر الراقصة دينا
وبما أن الحدث مصري تماما، فقد كان للراقصة الشهيرة دينا موقف أكثر وضوحا من الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
دينا تحدثت بصراحة عن كل شيء وهي تجيب على أسئلة برنامج (سمر والرجال ولكن) الذي تبثه فضائية القاهرة والناس على إعتبار أنه إستراحة مختصرة وسريعة مع المشاهير.
المذيعة أشارت لوجود شقيقة (منقبة) للنجمة الأولى في الرقص الشرقي اليوم ثم سألتها: هل أنتم في العائلة مع ولا ضد مرسي؟
قالت دينا بثقة: نحن جميعا في العائلة ضد مرسي وكنا ضد نظام مبارك أيضا ومع الثورة بما في ذلك شقيقتي المنقبة.
لاحقا وبعد الغمز عدة مرات من قناة الأخوان المسلمين وصلت الأسئلة والتعليقات لمنحنيات جريئة وصريحة ولمساحات مغرقة في الرقص على قاعدة (شخلعني يا جدع) فـ دينا كانت الراقصة المختارة والمعتادة في أعراس اولاد عمرو موسى وأعراس جميع أولاد آل الحريري والأهم أعراس عائلة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وكذلك أعراس أقارب زكريا عزمي.
عندما سألت المذيعة دينا عن أسماء مشاهير غيرهم رقصت في حفلاتهم قالت: كلهم بس مش فاكرة وحياتك.
هنا لابد من الإشادة بصراحة دينا التي تجاهلت حفلاتها مع عائلة حسني مبارك لأنها أعلنت سلفا بانها كانت ضد النظام المباركي.
ولابد من التوقف عند الملاحظة التالية: صاحبنا الشيخ نعيم إعترف بأنه يعرف جميع الجهاديين والإرهابيين في مصر لأنه (صنعهم) كما قال مشيرا لان بعض هؤلاء لم يكن يجد شبشبا في رجليه وهو اليوم يركب سيارة دفع رباعي.
أما راقصتنا اللهلوبة فهي غير نادمة إطلاقا على كل ما فعلته في حياتها وشهدت للعائلات المشار إليها سابقا بانها (تدفع بسخاء وبتقدير) للجهد، قصدها الجهد البدني في الرقص بطبيعة الحال.
للعلم البرنامجان في محطتي العربية والقاهرة والناس أذيعا بنفس فترة البث تقريبا ويخيل إلي – مجرد تخمين – بأن من دفع بسخاء للبرنامج الذي يتحدث عن تحويل شبشب بعض الجهاديين إلى سيارة دفع رباعية هم أنفسهم على نحو أو آخر الذين دفعوا للراقصة دينا بدل خدماتها مع فارق بسيط أن دينا أوضح وأصدق.
مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمّان
قبيلة الترابين احدى اكبر قبائل سيناء ولها وجود قوي على الساحة .واتشرف كمواطن اردني بالانتماء الى هذه القبيلة عرقيا . فهم ابناء عمومتنا .لكن ما يشاع هذه الايام عن حركات سلفية وجهادية ومن ثم ارهابية جريمة اعلامية ترتكب بحق اهل سيناء .انها مقولة تعتمد نظرية غوبلز زمن هتلر .ان من يقف وراء هذه الدعاية المسمومة اسرائيل وامريكا تحديدا لتحقيق جملة اهداف منها وصم غزة واهلها بالارهاب ومن ثم تسمية النضال الفلطسيني خارج السياق الامريكي ارهابا .مصطلح الارهاب اختراع امريكي بامتياز لتعزيز تطبيق سياساتها وتمريرها في مختلف ارجاء العالم .والا فماذا يمكن ان نسمي الممارسات الاميريكية في العراق والممارسات الاسرائيلية عبر عشرات السنين بحق الشعب الفلسطيني ؟ المسالة في سيناء مغايرة تماما .ان البدو -وانا واحد منهم – ابعد ما يكونون عن الاهتمام بقضايا اقليمية او دولية .ذلك بطبيعة تكوينهم الاجتماعي ونظام القبيلة والطبيعة الجغرافية للصحراء . اهل سيناء تعرضوا للاهمال من الحكومات المصرية المتعاقبة .بمعنى انه لم تكن هناك تنمية حقيقية تنعكس عميقا على الانسان البدوي .من هنا _هنا اخشى حذف تعليقي_ لجأ البدوي الى التهريب لانه سريع النتائج .والتهريب عادة يحتاج الى حماية فظهرت مجموعات مسلحة هدفها التعويض عن الحرمان الطويل .دخلت اسرائيل على الخط بشكل مبرمج فسهلت عمليات التهريب وخصوصا المخدرات لتحقيق جملة اهداف .عنف التهريب ومخاطرة بحاجة الى قوة داخلية تدعمه وتحفط توازن الانسان .ضهرت افكار دينية لدى هذه المجموعات المهربة .لكنها تبقى في جوهرها مجمعات تهريبية .وهنا دعوة خالصة الى الاعلام المصري ان لا ينزلق وراء شعارات خائبة تعمق الازمة ولا تحلها .اهل سيناء طيبون ويحتاجون للمساعدة لا القمع والقتل .
ثمة ملاحظة .ان انعدام الامن .والسعة الجغرافية لسيناء .والقيمة الاجتماعية عند البدوي لحماية الضيف وتسهيل اقامته سهلت دخول بعض الافراد الذين هم اصلا ليسوا من اهل سيناء .ان مسؤولة دخولهم واقامتهم تقع على عاتق الحكومات المصرية .واخيرا -للتاريخ- غموض علاقة الحكومات المصرية بغزة والاوضاع الانسانية فيها وتقلب هذه العلاقة خلق حالة من التعاطف لتشابه الاوضاع الاقتصادية .وهو امر لم ينتبه اليه صناع القرار في مصر العزيزة
قناة العربية ظهرت على حقيقتها بشكل لا يدعو للشك بعد الانقلاب في مصر , هي لا تعدو كونها بوق اعلامي للسعودية ولا تستحق المشاهدة . الجزيرة هي القناة رغم كل الحرب عليها .
بسام بدارين شكرا لك
اجمل ما في مقالات الكاتب الرائع انها تمس المشاهد والمتابع البسيط بكل افكاره وبدون مصلحات تحتاج الى قواميس لترجمتها
كنت اتمنى من الكاتب ان يتحدث اكثر عن برنامج الحدث المصري الذي يذكرني بجلساتنا في القهوة نشرب الشيشة فمثلا يتصل احد الضيوف ويخبر المقدم بان هناك قطع الطرق من قبل الارهابين جماعة الاخوان فتكون ردة فعل المذيع بانه يحزن ويصبح عفويا ويطلب تحرير مصر فورا من الاخوان حتى بالقوة
ثم يستضيف طرب او ممثل ليتحدث عن ماسي مصر التي احدثها الاخوان وعن سرقة الاخوان للدولة
وما اجمل ما تجده عند اخبار مصر على قناة الاعربية جملة ” الثورة الثانية ”
او المراءة التي كانت تبكي بالشارع تطلب التأييد للسيسي
او جملة لمذيعة العربية عندما قالت ” طلب السيسي من الشعب المصري تفويض لا لبس فيه ” وكان احدا طلب من السيدة رايها عن صحة هذا الالتفويض
امور كثير وكثيرة جدا تجري بالاعلام واتمنى من الاعلاميين والصحفيين الشرفاء والمعروفين لدينا منذ زمن فضح هاؤلاء المنافقون الماجورين الذين نحفظ حتى اخبارهم خلال الثورة وهم يتحولون الان الى ثوريين وزعماء جدد
لاأعرف لماذا هذا العداء على اهالي الصعيدوسيناءوهذاالظلم المسلط عليهم فالحكومات المصرية تتعمدتهميشهم ونشر الفقروالتخلف والجهل في مناطقهم فبعض مدنهااوقراهالاتتوفرفيها حتى المدارس اوالمراكز الصحيةبالاضافةالى محاربةاهالي هذه المناطق اجتماعياواقتصادياوحتى ثقافيابل وحتى في الافلام نراهم في شخصيات البواب اوالخدم اومهربي المخدرات واوضح دليل ان الرئيس مرسي هو الرئيس الوحيدالذي زار سيناء لاجل توفيرالخدمات فيهاورفع التهميش المتعمدعليها………….ولكنهم لم يدعوه وكان عقوبته الانقلاب عليه والسجن
اخي بسام عارف انك مضطر لتقليب القنوات للبحث عن ماده لهذه الزاوية … اقول اعانك الله هذه الايام ، فتقليب بعض القنوات هذه الايام كتقليب مكبات ( …. ) …
يا طويل العمر هل ما زلت تستغرب ورود مثل هذه الترهات في قناة العربية والقاهرة وغيرها من القنوات الفلولية الهوى والهوية … هل لا زلت تذكر حكاية صدم بعض الاخوان دبابة للجيش حسبما أوردت العربية قبل اسابيع التي ذكرتها في هذه الزاوية … امس ( وحياتك ) طلعت العربية أغرب من هذه القصة عندما حضيت ( بسبق صحفي ) غير مسبوق واعتقد أنه لن يكون ملحوقا … فقد كشفت عن وجود أكثر من عشرين جثة ( متفحمة ) تحت منصة رابعة والأخطر أن عليها آثار تعذيب بعد عملية فض الاعتصام !!!
( متفحمة وعليها آثار تعذيب ) !!! هكذا تكون التغطيات التلفزيونية المحترفة والمهنية ايتها القنوات المتأخونة !!
سيناريو على الطريقة الجزاءرية بإمتياز
الرجاء من الاخ بسام توضيح مصطلح المولينكس حتى نستفيد اكثر من هذا التوصيف وشكرا
الحقائق واضحة وضوح الشمس في كبد النهار فلِم محاولة إخفائها بفذلكات واهية .. ما يحدث الآن من إرهاب وقتل لجنودنا وأبنائنا في سيناء دليل على تورط جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي المشبوه .. عفو المخلوع مرسي عن مئات الإرهابيين ماذا نسميه ؟؟ الأفضل للإخوان أن يتحولوا إلى حزب سياسي حقيقي، مبني على مشروع مجتمعي واضح وكفاءات سياسية واقتصادية، بعيدا عن احتكار الإسلام والمتاجرة به لأن نهجهم يسيء لديننا الحنيف وسيفرخ في المستقبل عدة جماعات يكفر بعضها البعض كما حدث وبحدث في أفغانستان والصومال وغيرها من الدول الفاشلة..
تحياتي للقدس العربي
أحذر أشد التحذير من كثرة التعليقات المبشبوهة التي أراها هذه الايام في المنتديات ومسائل التواصل الاجتماعي وبما فيها من بذاءة واغلاط … وهدفها الوحيد تأجيج الصراعات والفتن … وارجح ان تكون الكثيرمنها مبثوثة من قبل المركز الذي كشف عنه مقال الصحفي زهير أندراوس في القدس العربي حول المركز الصهيوني التابع للموساد وهدفه الاكبر الترويج للشائعات والفتن … فالنكن على حذر ….