شبكات التواصل الاجتماعي تغرق بالتضامن مع فلسطين وانتفاضة القدس

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: غرقت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي من المحيط إلى الخليج بالتضامن مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته في القدس والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 وكذلك التضامن مع قطاع غزة الذي دخل في مواجهة عسكرية مفتوحة مع جيش الاحتلال.

واستحوذ الحدثُ الفلسطيني على اهتمام المستخدمين والنشطاء في مختلف شبكات التواصل وفي مختلف الدول العربية، لتعود القضية الفلسطينية بذلك إلى واجهة الاهتمام الإعلامي والشعبي العربي، وهو ما أعاد الوسم «#فلسطين_قضيتي_الأولى» إلى صدارة الوسوم المستخدمة على «تويتر» و»فيسبوك» و»أنستغرام» بعد أن انشغلت غالبية المستخدمين بالأحداث في فلسطين التي بدأت في القدس المحتلة وسرعان ما امتدت إلى مختلف المناطق الفلسطينية من البحر إلى النهر.
وأطلق النشطاء والمستخدمون على شبكات التواصل العديد من الوسوم التضامنية مع فلسطين والتي تحولت إلى حملات لدعم صمود الفلسطينيين في القدس وغزة والضفة والداخل، ومن بينها «#فلسطين_تنتفض» و»#غزة_تقاوم» و»#انتفاضة_القدس» و»#أنقذوا_حي_الشيخ_جراح» وغير ذلك.

مطالبات بفتح الحدود

أما أبرز الوسوم وأكثرها لفتاً خلال الأسبوع الماضي فكان الهاشتاغ «#افتحوا_حدود_الأردن» والذي تصدر قوائم الوسوم الأكثر استخداماً على «تويتر» داخل الأردن، كما اجتذب العديد من المستخدمين في الدول العربية، وتحول سريعاً إلى حملة تطالب بفتح الحدود الأردنية الفلسطينية من أجل إتاحة الفرصة للناس بأن يدافعوا عن القدس ويتضامنوا مع الشعب الفلسطيني.
وغرد برجس العبادي يقول: «العشائر الأردنية تقرر النزول على الحدود، وبعض العشائر قالوا إما أن يكون الملك معنا أو أننا سنتوكل على الله وحدنا وندافع عن فلسطين».
وحمل الوسم، بيانات متداولة لعشائر أردنية تطالب بفتح الحدود والسماح لأبنائها الذهاب والدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى، ومن بينها بيان لعشائر «العبيدات» في شمالي الأردن يطالب بإلغاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي فورا من عمان، وأضاف البيان: «نضع أنفسنا ونعلن بأننا يد واحدة نضرب بها بقوة الايمان مع إخوتنا في القدس الشريف لنعلن للعالم أجمع بأننا مشروع شهادة على أرض فلسطين وفي ساحات المسجد الأقصى».
وعلق الكاتب والصحافي المعروف ياسر الزعاترة يقول: «هاشتاغ ترند في الأردن #افتحوا_حدود_الأردن.. نعلم أن ذلك لن يحدث؛ أقله ضمن الأحوال العربية الرسمية الراهنة، لكنه معبّر بكل تأكيد، إذ يشير إلى نبض الشارع بكل أطيافه؛ والذي يلتحم بفلسطين ووجعها على نحو استثنائي. هذا كيان يعيش وسط بحر من الرفض، وهو إلى زوال؛ طال الزمان أم قصر».
وكتب راجح دلبح مغردا على «تويتر»: «أكثر من 40 في المئة من الضحايا في العدوان الإسرائيلي على غزة من النساء والأطفال.. افتحوا حدود الأردن».
أما أحمد أبوصبيح فكتب: «كمية قهر وحزن مع غصة بالقلب، الشعور بالعجز قتلنا، النفير العام لفلسطين والمسجد الأقصى واجب ديني.. افتحو الحدود خلونا نحقق النصر ونسترد عزتنا وكرامتنا ويصير العيد عيدين».
وكتب أحد الأردنيين: «يريد الشعب الأردني التضامن مع الاشتباكات التي تحدث بين الفلسطينيين والصهاينة، بينما الحكومات لا تفتح الحدود».
وغرد يزيد النعيمات يقول: «بشرى سارة لأهلنا في فلسطين والأردن.. قريباً ستنطلق مسيرة من معان إلى قلب العاصمة عمان لإغلاق السفارة الصهيونية وطرد سفيرها من على أرض الأردن الطاهرة وسيحدد الموعد لاحقاً. نرجوا من أبناء الوطن التحرك من جميع المحافظات باتجاه السفارة في الوقت الذي سيتم تحديده لانطلاق المسيرة».

فلسطين تنتفض

وتحت الوسم «#فلسطين_تنتفض» والوسم «#غزة_تقاوم» وغيرهما أعرب الكثير من النشطاء في العالم العربي عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم للعدوان الإسرائيلي.
وكتب الإعلامي عدنان حميدان مغردا: «الاحتلال هو الذي بدأ، ليس بسبب اقتحام هنا أو اعتداء هناك فحسب، ولكن لأنّه قبل كل شيء احتلال ويجب أن ينتهي ومن حق الناس أن يقاموا بمختلف الطرق لإزالته وفي طريق ذلك يقدّمون الشهداء والتضحيات … هذه هي المعادلة باختصار». وأضاف: «غزة تعرف أن هناك فاتورة باهظة لنصرة القدس، وهي دخلت وفي بالها ذلك لأن الكرامة لا تباع مجانا».
أما الصحافي صالح النعامي فغرد يقول: «إسرائيل تحاول التعويض على خسائرها وفشلها بالحديث عن اغتيال قيادات في المقاومة.. لو افترضنا أن ذلك صحيح، فماذا تستفيدون من ذلك في ظل مواصلة المقاومة بكل عنفوان ضرب أهدافها وبشكل متدحرج ومتصاعد».
وكتب الإعلامي والمذيع التلفزيوني محمد عمر حامد: « قناعتي أن المقاومة لم تبدأ معركتها بعد.. وكلي ثقة أنها راكمت من القوة ما ستفاجئنا به كما رأينا في عسقلان وأسدود وتل أبيب ومستوطنات غلاف غزة ومن قبلها بالتأكيد القدس».
وعلق الصحافي ياسر أبوهلالة على معركة غزة بالقول: «أي شجاعة وأي ذكاء وأي عزيمة تجسدت في من بنوا المنظومة الصاروخية لحماس.. المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي يقول: هذا أكبر هجوم صاروخي تتعرض له إسرائيل في تاريخها». وأضاف في تغريدة ثانية: «غزة تنتصر للقدس بدماء خيرة رجالها وأطفالها. كان بإمكانهم لألف سبب وسبب تأجيل المواجهة العسكرية، والاكتفاء بالمظاهرات.. لكن إذا كانت النفوس عظاما تعبت في مرادها الأجساد.. رحم الله الشهداء وجبر كسر أهلهم».
وغرد الوزير الأردني السابق طاهر العدوان يقول: «ليس بسبب صواريخ المقاومة تتعرض غزة للتدمير كما يردد أصحاب نهج الاستسلام، بل لأن إسرائيل بطبيعتها قوة تدمير. 73 عاما من القتل والإبادة هو تاريخها، لم توقفها المعاهدات انما شجعتها حتى وضعت تدمير الأقصى هدفا لها. لا تضعوا اللوم على المقاومة انما على من يشجع المجرم على الاستمرار بجرائمه». وغرد المعارض السعودي الشيخ سعيد بن ناصر الغامدي: «صهاينة العرب أخبث وأنجس من أسيادهم في تل أبيب.. وفي كلٍ شرّ».
أما الإعلامي في غزة صبحي أبو الحصين فكتب: «هناك تخبط في القيادة السياسية للاحتلال وتردد واضح في إدارتهم للمعركة وهذا سينعكس على أداء جيشهم في الميدان.. نتنياهو يريد أن تستمر المعركة، في حين إن وزير الجيش بيني غانتس يتمنى لو انتهت المعركة الآن. وذلك بسبب التجاذبات والمشاكل السياسية الحزبية بينهم.. تصريحاتهم الأخيرة تصب بالدرجة الأولى في الحرب النفسية لا أكثر.. هم يدركون أن إسقاط الأبراج والاغتيالات في غزة لن يفت في عضد المقاومة ولن يثنيها عن دك حصونهم».
وغرد المدير العام السابق لقناة «الجزيرة» وضاح خنفر يقول: «ما يحدث في بلدات الداخل هو أكبر متغير استراتيجي، هذه هي المواجهة الأولى التي يتوحد فيها الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأماكن تواجده. لقد وحّد المسجد الأقصى الجميع».
وكتبت الناشطة سلاف مطر تدعو الناس للتضامن مع فلسطين ولو بكلمة فقط، حيث قالت: «لو كانت الكلمة تافهة لما فجروا كنفاني في الثلاثين من عمره، ولم يصبروا على حرفه. لو كانت خربشات القلم هينة، لما أصابهم الرعب من طفل كاريكاتيري اسمه حنظلة حتى اغتالوا صاحبه. لو كان الجهاد حصرا على راكب الدبابة وحامل السلاح، لما سقط علماؤنا البارزين واحدا واحدا على أيدي الموساد».
وغرد الأكاديمي المصري الدكتور حسن نافعة قائلاً: «تحية للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي أثبتت جدارتها ومصداقيتها وأكدت أن نهجها هو أقصر الطرق نحو النصر وأن نهج أوسلو هو طريق الضياع والهزيمة. وتحية للشعب الفلسطيني في القطاع وفي كل الأرض المحتلة وفي الشتات. نناشد كل الفصائل الفلسطينية أن تستثمر اللحظة لتوجيد صفوفها».
وكتب محمود العايد: «يجب أن نؤسس كشعب لمرحلة جديدة بعد المقاومة.. لا يكفي إصدار بيانات ومظاهرات ثم نغفو.. المقاومة في وقت السلم لا تنام بل تعمل.. ونحن أيضا في وقت السلم يجب أن نؤسس لمعركة الوعي لدى الجماهير».
يشار إلى أن الأحداث في الأراضي الفلسطينية بدأت بالتصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة قبل أسابيع عندما طلبت قوات الاحتلال من 28 عائلة في حي الشيخ جراح إخلاء منازلهم من أجل منحها للمستوطنين بدلاً منهم، ومن ثم وسعت قوات الاحتلال تصعيدها نحو المسجد الأقصى الذي اقتحمته خلال أداء الآلاف صلاة التراويح بداخله، وهو ما أشعل اشتباكات اضطرت فصائل المقاومة بعد أيام إلى إنذار الإسرائيليين بفك الحصار عن الأقصى وإخلائه واحترام حرمة شهر رمضان، وهو ما تجاهلته قوات الاحتلال، فردت المقاومة في غزة بقصف مواقع إسرائيلية في القدس المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية