الخرطوم- «القدس العربي»: أعلنت شبكة أطباء السودان عن رصدها تسجيل أكثر من 700 قتيل و3000 جريح في مستشفيات مدينة المناقل إثر هجمات قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة وسط السودان، في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول الماضي وحتى سبتمبر/ أيلول الجاري، مشيرة إلى مقتل كادر طبي في معتقلات قوات الدعم في العاصمة الخرطوم ولاعب كرة قدم معروف بعد هجوم ذات القوات على منزله في ولاية الجزيرة. في الأثناء، أكدت وزارة الصحة السودانية سقوط 15 قتيلاً وإصابة 61 آخرين إثر عمليات تدوين مدفعي نفذته قوات الدعم السريع، أمس الإثنين، على سوق صابرين بمحلية كرري غرب العاصمة الخرطوم.
وحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السودانية، محمد إبراهيم، استهدف الهجوم سوق صابرين المكتظ بالمواطنين، مشيراً إلى نقل 37 مصاباً إلى مستشفى النو و24 إلى مركز سواعد الطبي بمدينة أمدرمان.
ويعد ذلك السوق الثاني الذي تستهدفه قوات الدعم السريع خلال أقل من 48 ساعة، حيث قصفت قواتها سوق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أمس الأول، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة آخرين، حيث تحتدم المعارك في الولاية الواقعة غرب السودان.
وفي تقريرها حول ضحايا المعارك المندلعة في البلاد منذ نحو العام والنصف، قالت شبكة أطباء السودان إنها رصدت تسجيل 704 قتلى و3492 جريحاً في مستشفيات مدينة المناقل في ولاية الجزيرة في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول الماضي وسبتمبر/ كانون الأول الجاري.
وأشارت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين في هجوم للدعم السريع على قرية هجو في ولاية الجزيرة وسط السودان.
وتشهد مدن وقرى الجزيرة هجمات واسعة منذ اجتياح قوات الدعم السريع عاصمتها ود مدني في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات وتهجير الآلاف من منازلهم.
وحسب لجان المقاومة في مدينة ود مدني، قتلت قوات الدعم السريع، فجر الأمس، لاعب كرة القدم بفريق اتحاد مدني “مؤتمن نصر الدين” في منزله بحي “حبيب الله”، مشيرة إلى نهب المنزل بالكامل.
ونددت لجان المقاومة باستهداف قوات الدعم السريع المواطنين والأعيان المدنية في الولاية الواقعة وسط السودان، متهمة إياها بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في قرى ومدن الجزيرة وقتل المئات من الأهالي خلال غارات تنفذها بغرض نهب ممتلكات المدنيين والمقار العامة.
إلى ذلك، أشارت شبكة الأطباء السودانيين إلى مقتل 19 شخصاً وإصابة 38 آخرين خلال الأسبوع الماضي بينهم كادر طبي كانت تعتقله قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم. ونددت باستمرار استهداف الكوادر الطبية، متهمة قوات الدعم السريع باغتيال الصيدلي معتز سنادة داخل معتقلاته بالخرطوم.
ورصدت الشبكة مقتل 3 أشخاص بينهم طفل وإصابة 5 آخرين جراء اشتباكات بين أفراد الدعم السريع في مدينة أم روابة. وأكدت تسجيلها مقتل 11 شخصاً “بينهم 3 أطفال وإصابة 17 آخرين جراء الاشتباكات في الفاشر غربي السودان”.
وفي خضم المعارك المندلعة في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يواجه السودانيون حرباً أخرى في مواجهة الأوبئة والأمراض في ظل تراجع الخدمات الصحية وتدمير وخروج أكثر من 70% من المؤسسات الطبية في مناطق العمليات العسكرية. وحسب السلطات الصحية في الولاية الشمالية ارتفعت حالات الوفاة جراء الإسهالات المائية، أمس الإثنين إلى 15 حالة.
والأحد، أكد وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، في تصريحات صحافية أعقبت اجتماع ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا إلى 388 شخصاً، بينما تقدر الإصابات بنحو 12896 حالة. وحسب مركز عمليات الطوارئ الصحية تم تسجيل 401 إصابة جديدة بوباء الكوليرا يوم السبت الماضي، في ولايات كسلا والقضارف والشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أقرت وزارة الصحة السودانية رسمياً بانتشار وباء الكوليرا في ظل تداعيات صحية وأمنية وبيئية متصاعدة يواجهها السودانيون. حيث أعلن وزير الصحة، هيثم إبراهيم، رسمياً تفشي وباء الكوليرا في السودان، مشيراً إلى أن انتشاره جاء نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المناطق. وبين أن قرار إعلان انتشار الوباء اتخذ في أعقاب اجتماعات جمعت السلطات الاتحادية في البلاد ووزارة الصحة بالإضافة إلى الخبراء ووكالات الأمم المتحدة.
وفي السياق، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء التأثير الشديد للصراع في السودان على الوصول إلى الرعاية الصحية، مع استمرار تفشي وباء الكوليرا في جميع أنحاء البلاد.
وقال إن المجتمع الإنساني في السودان يعمل على دعم الكشف عن حالات الإصابة بالكوليرا وعلاجها، فضلاً عن حملات التطعيم، مشيراً إلى أن المعارك المستمرة تعيق جهود الاستجابة، وتعطل الوصول إلى خدمات الصحة العامة الأساسية.
وأشار إلى افتقار السودانيين إلى الرعاية الصحية، مع توقف أكثر من 70% من المستشفيات في المناطق المتأثرة بالنزاع عن العمل.