الأخبار السيئة بالنسبة لإسرائيل هي أن جميع من وراء الحدود يعملون على إسقاط تلك الحدود
في شرق اوسطنا، حيث الامور متغيرة وبصورة عامة ليس للأفضل. إن حادثة أول أمس ما وراء حدودنا في الاراضي السورية، التي اغتيل فيها جهاد مغنية سوية مع خلية مخربين، تشمل لبنانيين وايرانيين، كانت مثالا نموذجيا للشرق الاوسط الجديد الذي نعيش فيه. العدو اليوم أصبح أكثر خطرا، أكثر تطرفا وأكثر انقساما.
الشرق الاوسط الجديد الذي وعدونا به ولّد لنا دولا عربية مفتتة. سوريا والعراق منذ أمد طويل اقتنعت بأن السيادة على كل اراضيهما هي من إرث الماضي. الشيعة والسنة، ورجال الحكم المركزي ومليشيات متطرفة اخرى تتصارع معا على السيطرة على العالم العربي الذي تحول اليوم إلى فوضى. يصعب الحديث عن عالم عربي كما يصعب الحديث عن سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا، الجميع مُدمر. المشكلة هي الفراغ الذي كان يسمى ذات يوم دولة. الجميع منقسم. وسيطرت مجموعات أكثر خطرا. العدو لم يتقلص في حجمه كما وعد الشرق الاوسط الجديد، بل ازداد.
عائلة مغنية هي مثال لما كان ولما سيكون. علينا أن نفهم بصورة واضحة أنه لم يتحول أحد من عائلة مغنية ليصبح طبيب عائلة أو سباكا. من الأب إلى الابن فان مجال الخبرة بقي الارهاب. ولكن اذا كان مغنية الأب أراد أن يكون خبيرا بالارهاب العالمي، فيبدو أن الابن برعاية حسن نصر الله أراد التركيز على الارهاب ضد اسرائيل.
نجح الشرق الاوسط الجديد في أن يُقرب منا الحدود الايرانية، رجال حزب الله، رجال القاعدة وعمليات داعش. وكما هو مفهوم رجال جبهة النصرة الذين نجحوا قبل بضعة اشهر في السيطرة لفترة محدودة على موقع في الحدود بيننا وبين سوريا. من جهة اسرائيل فان هذا كابوسا. الحديث يدور عن حلم مروع قد تحقق. الصاروخان اللذان اغتالا المخربين الكبار في هضبة الجولان يُثبتان لنا أنه قبل أن يحل السلام يتوقع أن تكون هناك مواجهة اخرى. اذا تحدثنا عن المستقبل القريب، فهو يبدو عسكريا أكثر منه سياسيا. ومن يعتقد العكس فليتفضل وليشرح لنا – كيف يصنعون السلام مع مليشيات الارهاب؟ يا ليت ما يحدث خلف الحدود يبقى خلفها. في الواقع ما يحدث هو العكس. الامر الوحيد الذي يوحد كل القوات العاملة خلف الحدود هو الرغبة في اسقاط الجدار وضرب اسرائيل، ولا يوجد خلاف على ذلك.
ايران لا تكتفي كما كانت في الماضي بتشغيل مندوبيها بالقرب من الحدود (حزب الله وحماس)، بل هي اليوم ترسل قواتها لتشرف على مستوطناتنا. وهذا ما يسمونه معلومات استخبارية من اجل العملية. العملية الدقيقة أول أمس كانت رسالة واضحة للارهاب: اسرائيل يدها على قلبها واذا لزم الامر ستكون يدها ايضا على الزناد.
اسرائيل اليوم 20/1/2015
بوعز بسموت