أنطاكيا – «القدس العربي»: كشفت مصادر خاصة لـ«القدس العربي» عن اتباع الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني أساليب جديدة في عمليات نقل عناصرها وأسلحتها بين المحافظات الشرقية السورية، تجنباً لاستهدافها من قبل مقاتلات التحالف الدولي، والإسرائيلية. وطبقاً للمصادر، تستخدم الميليشيات شاحنات تجارية مغلقة لنقل عناصرها من ريف دير الزور إلى أطراف مدينة الرقة الجنوبية، كذلك تتعمد الميليشيات أن تجعل مسيرة الشاحنات التي تقل عناصرها برفقة شاحنات محملة بمواد وبضائع (خضار، حطب).. وأشار سكان محليون إلى وجود حالة من الخوف الشديد من السائقين على حياتهم، وخصوصاً أن الميليشيات تقوم بإرغام البعض منهم على العمل معها.
وإلى جانب العناصر، تحتوي الشاحنات طبقاً للناشطة الإعلامية راوية محمد، على صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، تقوم الميليشيات بنقلها إلى ريف الرقة. وأضافت لـ«القدس العربي» أن الميليشيات استقدمت مؤخراً دفعة من الصواريخ إلى ريف دير الزور عبر المنافذ الحدودية مع العراق، وخوفاً من استهداف هذه الشحنات تقوم بنقلها إلى مناطق بعيدة عن دير الزور التي تعتبر معقلاً رئيسياً لها في سوريا.
وأشارت محمد، استهداف آليات عسكرية تابعة للميليشيات المدعومة من إيران ليل السبت/الأحد، من طائرات مجهولة يُعتقد أنها تابعة لـ«التحالف الدولي» أثناء مرور الآليات في منطقة الثلاثات في بادية البوكمال، شرقي دير الزور.
وقال الباحث بالشأن الإيراني، ضياء قدور، إن الميليشيات المدعومة من إيران بدأت بعمليات إعادة انتشار واسعة وهي الأكبر من نوعها في عموم المناطق السورية، موضحاً لـ«القدس العربي» أن عمليات إعادة الانتشار تسجل بين الرقة ودير الزور شرقي سوريا، وكذلك في حمص (المنطقة الوسطي) بين مطار التيفور والشعيرات.
وتابع قدور، أن عمليات الانتشار هذه تجري باتباع أكثر من طريقة للتمويه، منها استخدام الشاحنات التجارية لنقل الأسلحة والعناصر، وكذلك رفع أعلام النظام السوري لتجنب الضربات الجوية. ومرد كل ذلك، وفق قدور التنسيق الأمني والاستخباراتي العالي بين قوات التحالف الدولي والاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً: «الواضح أن هناك تنسيقاً حول توزيع المناطق السورية بين بالتحالف وإسرائيل للتعامل مع تحركات الميليشيات». من جهته، أكد القيادي في فصائل المعارضة السورية، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن استخدام الميليشيات للشاحنات والسيارات المدنية للتحركات العسكرية في سوريا، لا يعد بالأمر الجديد.
وأضاف لـ«القدس العربي» أن «الميليشيات استخدمت الأسلوب ذاته لنقل أسلحة وذخائر منذ بداية العام 2013، حيث قام «حزب الله» بنقل ذخائر من ضمنها ذخائر كيميائية إلى أماكن عديدة في سوريا، عبر سيارات مدنية بالتعاون مع قوات النظام السوري.
ويبدو أن الرصد الدقيق لتنقلات الأسلحة التي تصل الميليشيات من إيران واستهدافها في كل لحظة وكل مكان، دفعها مؤخراً إلى زيادة اتباع أساليب التمويه، وفق عبد الرزاق، الذي اختتم بقوله: «لا تتوانى الميليشيات عن استخدام أي طريقة للحماية من الضربات الجوبة».
في هذا الوقت، تشهد أجواء دير الزور تحليقاً مكثفاً للطيران المسير التابع للتحالف الدولي، وخصوصاً في أجواء الميادين والبوكمال. وفي سياق متصل، كشفت شبكة «فرات بوست» عن مقتل عدد من عناصر نظام الأسد، نتيجة انفجارات ألغام أرضية زرعها تنظيم الدولة في أماكن متفرقة في بادية السخنة ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، وأضافت أن من بين القتلى، موسى محمد الغضبان المنحدر من قرية خشام في ريف دير الزور الشرقي، ونايف عيسى الصليل المنحدر من قرية مراط. وأكدت الشبكة، أن تنظيم الدولة كثف مؤخراً عملية زرع الألغام الأرضية والعبوات الناسفة على الطرقات التي يسلكها عناصر قوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران في كل من باديتي دير الزور الجنوبية وبادية حمص الشرقية.