شظايا صواريخ من غزة تضرب قطاعات اقتصادية في إسرائيل

حجم الخط
0

رام الله- محمد خبيصة:
تلقى الاقتصاد الإسرائيلي صواريخ المقاومة الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة، بكثير من الضرر في عديد من القطاعات، أبرزها الطيران والسياحة والتأمين والطاقة.
وحتى الصواريخ التي اعترضتها القبة الحديدية، فآثارها حاضرة على بعض القطاعات، فليس ضروريا أن يسقط الصاروخ على أحد الأهداف حتى تظهر تبعاته على الاقتصاد الإسرائيلي.
والإثنين، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا ما مجموعه 3100 صاروخ خلال 7 أيام من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، اعترضت القبة الحديدة غالبيتها، وفق تعبيره.
وبينما تقدر صحيفة “جيروزاليم بوست” تكلفة صاروخ حماس قصير المدى بين 300 إلى 800 دولار، إلا أن الخسائر التي يتسبب بها لعديد القطاعات في إسرائيل تتجاوز مئات أضعاف قيمته.
هذا الأسبوع، سمحت إسرائيل بنشر خبر مفاده أن صواريخ أطلقت من غزة باتجاه منصة غاز طبيعي في حقل “تمار” بمياه البحر المتوسط، تبعتها طائرة مسيرة، ما دفع وزارة الطاقة الإسرائيلية لإغلاق الحقل كاملا.
تملك إسرائيل أكثر من 8 حقول للغاز الطبيعي في مياه المتوسط، إلى جانب آبار تخزين وقود في موانئ أشدود وعسقلان وحيفا، تعرض بعضها لهجوم بالصواريخ.

التعويضات
في الأيام الثلاثة الأولى من التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، وبالتحديد من الثلاثاء حتى الخميس، تم إدخال 1744 مطالبة في أنظمة التعويضات من جانب إسرائيليين قالوا إن ممتلكاتهم تضررت بفعل صواريخ المقاومة.
وفي تقرير نشرته، الجمعة، صحيفة “كالكليست” المختصة في الاقتصاد الإسرائيلي، فإن عدد المطالبات المسجلة في الأيام الثلاثة الأولى تشكل 40 في المئة من مجمل المطالبات المقدمة في حرب 2014 التي استمرت 50 يوما.
وحتى الخميس الماضي، تم إجلاء 76 عائلة من منازلهم؛ في وقت قالت مصلحة الضرائب في إسرائيل إن هناك مئات الحالات الأخرى التي تم التعامل معها، ولم يتم إدخالها بعد في أنظمة التعويضات.
وتتوزع التعويضات المدخلة بين 1000 مطالبة من مستوطنات غلاف قطاع غزة، والباقي من بقية أنحاء إسرائيل، حيث سجلت تل أبيب، بما في ذلك اللد والرملة 150 مطالبة تعويض أضرار لحقت بالمركبات، وأكثر من 450 مطالبة عن أضرار لحقت بالمباني.
وفي المنطقة الشمالية، بما في ذلك عكا، تم تقديم 10 مطالبات تتعلق بأضرار في المركبات و30 مطالبة بأضرار في المباني؛ وفي القدس، قُدمت 17 مطالبة بالتعويض عن أضرار في المركبات و24 مطالبة بالتعويض عن الأضرار الهيكلية.
ومن السابق لأوانه، تقدير قيمة التعويض الذي سيُطلب من الصندوق تقديمه، لكن هذه المقاييس أعلى بكثير مقارنة بالحروب السابقة على قطاع غزة.
وبحسب مصلحة الضرائب الإسرائيلية، يمتلك صندوق التعويضات حاليا، سيولة مالية بأكثر من 13 مليار شيكل (3.95 مليارات دولار).
والصندوق الحكومي للتعويض، وجد لتعويض أضرار الحرب التي تلحق بممتلكات الأصول بسبب أعمال الحرب من قبل الجيوش النظامية، أو بسبب “أعمال عدائية” ضد إسرائيل، بحسب مصلحة الضرائب.

المطار مهبط الصواريخ
وللمرة الثالثة في أقل من أسبوع، تصل صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى محيط مطار “بن غوريون” في تل أبيب، آخرها مساء السبت، ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة والقدس والضفة الغربية.
وبلغ إجمالي عدد الرحلات المجدولة، الإثنين، للوصول إلى إسرائيل عبر مطار بن غوريون الدولي، 83 رحلة، ألغيت منها 70 رحلة على الأقل، بينما الرحلات الأخرى كانت في غالبيتها محلية.
بينما الأحد، أظهر مسح إلغاء مطار بن غوريون الدولي 40 رحلة قادمة من مدن حول العالم، كان مقررا وصولها الإثنين إلى إسرائيل، من إجمالي 47 رحلة.
ووصفت صحيفة “كالكليست”، السبت، قرار شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها، بأنها “خطوة تركت إسرائيل وشركات طيرانها المحلية، وحيدة في الساحة”.
والخميس، أعلنت شركات طيران “دلتا إيرلاينز” و”يونايتد إيرلاينز” و”لوفتهانزا” و”النمساوية”، عن تغييرات في جدول الرحلات، تبعتها السبت شركات “الاتحاد” و”فلاي دبي” الإماراتيتين.

قبلة سياحية منفرة
مع رفض غالبية شركات الطيران حول العالم، تنفيذ رحلات حاليا إلى إسرائيل بسبب التصعيد الحاصل، واستمرار إطلاق رشقات صاروخية من غزة، يبدو أن صناعة السياحة الوافدة أمام تأجيل حتى إشعار آخر.
وكانت وزارة السياحة الإسرائيلية أعلنت في 13 أبريل/ نيسان الماضي، عودة رحلات السياحة الأجنبية اعتبارا من 23 مايو/ أيار 2021، بعد فتح كافة المرافق، عقب عمليات تطعيم واسعة ضد فيروس كورونا.
لكن تظهر تقارير إسرائيلية، أن شركات الطيران ترفض طلبا من هيئة الطيران المدني بتحويل الرحلات القادمة إلى مطار “رامون” جنوب البلاد بدلا من “بن غوريون”، ما يعني أن لا مطارات آمنة في إسرائيل.
حتى مع فرضية وصول رحلات سياحية، فإن المدن المختلطة الإسرائيلية (داخل الخط الأخضر) لم تشهد منذ عقود حالة العصيان والاشتباكات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما هي عليه الآن.
وكما أسواق الأسهم، فالسياحة المحلية والوافدة سريعة التأثر سلبا بأية توترات أمنية، إذ تقع مدن القدس وتل أبيب وصولا إلى مشارف إيلات جنوباً، في مرمى صواريخ الفصائل الفلسطينية.
وتراجعت السياحة الوافدة إلى إسرائيل بنسبة 81.7 في المئة خلال العام الماضي، مقارنة مع 2019، مدفوعة بالتبعات السلبية الحادة لتفشي جائحة كورونا عالميا.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية