شهادات البنك الدولي لن تجلب للمصريين العدالة الاجتماعية… والأزهر يحذر من تعاظم خطر «داعش»

حسام عبد البصير
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي» : تراجعت في صحف أمس الجمعة 14 يناير/كانون الثاني السياسة وتقدمت الرياضة والحوادث خاصة مواجهات المشاهير.. من جانبه وجد نجم المنتخب القومي وفريق ليفربول نفسه في مأزق، إثر تزايد الهجوم الذي يتعرض له من قبل الجمهور والإعلاميين على حد سواء، بسبب تردي مستواه، وواجه محمد صلاح انتقادات صريحة بأنه لا يعبأ سوى بحماية نفسه من الإصابة داخل الملاعب، ولو كان المقابل هزيمة منتخب بلاده وتردي سمعته. ومن بين انتقدوا أداء صلاح اللاعب السابق إبراهيم حسن نجم الأهلي والزمالك ومنتخب مصر السابق، الذي اعترف بأن محمود حسن تريزيجيه، جناح نادي استون فيلا الإنكليزي والمنتخب الوطني، أفضل من نجم ليفربول. وأضاف: “تريزيجيه، لاعب مهم جدا في منتخب مصر، ولم يحصل على حقه وقت وصول منتخب مصر لكأس العالم في روسيا 2018″، وقال اللاعب السابق إن: “تريزيجيه، مستواه الفني كان أعلى من صلاح”. كما انتقد الإعلامي أحمد موسى تراخي أداء صلاح مع المنتخب.
ومن أبرز القضايا التي لهثت خلفها الصحف، النزاع الذي اندلع بين طبيب الإعلامي الراحل وائل الإبراشي وأرملته، بدورها تعقد النقابة العامة للأطباء، يوم الثلاثاء المُقبل، جلسة استماع للدكتور شريف عباس الطبيب المُعالج للإبراشي، بناء على طلب الطبيب الذي أعلن رغبته الامتثال أمام لجنة التحقيق في نقابة الأطباء، لتبرئة ساحته من الاتهامات كافة المُوجهة إليه من قبل أرملة الإبراشي، والدكتور خالد منتصر، بالإضافة إلى بدء التحقيقات في الشكوى التي تقدم بها شريف، ضد الدكتور خالد منتصر، لنشره عدة اتهامات دون سند علمي.
وبالنسبة للسياسة ومتاعبها اهتم كتاب بالدفاع عن موقف السلطة في المعركة التي تخوضها ضد عواصم غربية، بسبب ملف حقوق الإنسان، وواصلت الصحف الإشادة بالمنتدى العالمي للشباب الذي اختتم أعماله في شرم الشيخ بحضور وفود من مختلف بلدان العالم.. وأصدر الرئيس السيسي عددا من القرارات في ختام منتدى شباب العالم.. الذي عقد تحت رعايته، وفي صدارتها إعلان عام 2022 عاما للمجتمع المدني، بحيث تقوم إدارة المنتدى، والجهات والمؤسسات المعنية بالدولة، بإنشاء منصة حوار فاعلة بين الدولة وشبابها، ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية. وتكليف إدارة المنتدى، بتفعيل مبادرتها التي أطلقتها، بإنشاء حاضنة عالمية لرواد الأعمال والمشروعات الناشئة والصناعات الصغيرة، بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء، والجهات المسؤولة مع التوسع في إشراك القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، وشركاء التنمية في هذه المبادرة.
ومن تقارير المؤسسة الدينية: أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنه رغم حالة التخبط التي يعاني منها تنظيم “داعش” الإرهابي في السنوات الأخيرة بعد سقوط دولته المزعومة والقضاء على أغلب عناصره وإلقاء القبض على آخرين منهم، إلا أن التنظيم ما زال يشكل خطرا عالميا لوجود جماعات إرهابية موالية له في آسيا وافريقيا على وجه التحديد.
ومن أخبار الحوادث: تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على فرد أمن حراسات داخل كومباوند في الشيخ زايد، لقيامه بالتعدي بالضرب على شدوى الحضري ابنة عصام الحضري، مدرب حراس المرمى في المنتخب المصري وصديق لها.. ومن أخبار الراحلين: توفي علاء رشدي، سفير مصر في إيطاليا. ونعت وزارة الخارجية المصرية، وفاة سفيرها في روما، حيث تقدم سامح شكري وزير الخارجية والعاملين في الوزارة بالتعازي وصادق المواساة.
بريء من دمه

في صدارة الموضوعات التي اهتمت بها صحف الجمعة توابع رحيل الإعلامي وائل الإبراشي ووفقا لبسام رمضان في “المصري اليوم”، فقدعلق الدكتور شريف عباس، الطبيب المعالج للإعلامي الراحل، واستشاري الكبد والأمراض المعدية في معهد الكبد، على اتهامه بالعلاج الخاطئ، قائلا: «أنا دكتور أمراض معدية ولم أعطه علاجا خاطئا». وأضاف الطبيب الذي تحول لمتهم بين عشية وضحاها خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «يحدث في مصر»، المُذاع عبر فضائية «إم بي سي مصر»: «طلبت من الإبراشي الذهاب للمستشفى خوفا من تدهور حالته، ولكنه رفض»، متابعا: «صديق لي جعلني أتواصل معه للتأكد من الإصابة بكورونا». وأشار: «بدأنا العلاج لكن بعد يومين طلبنا تحليل وحالته ساءت، وذهبت له وكان يخدم نفسه وكانت زوجته غير موجودة في المنزل». وأوضح: «وفرت له ممرضا يجلس معه في المنزل، وطلبت منه الذهاب لمستشفى، لكنه رفض وأحضر أنابيب الأوكسجين إلى المنزل»، مردفا: «مفيش حاجة اسمها علاج سحري أنا اديته علاج معتمد». وأكد الدكتور شريف عباس «عالجت الإبراشي في البيت لمدة 5 أيام وكان يقيم بمفرده في المنزل».

ابتزاز الأبرياء

أكدت الدكتورة آيات الحداد في “الوفد” أن جريمة الابتزاز الإلكتروني التي يتعرض لها الكثير وبسبب الجهل بالقانون والخوف من المجتمع، تشعر المجني عليها الضحية بأنها هي المتهمة، وأحيانا تذهب أرواح بريئة لخالقها بسبب بعض المبتزين، وتتعدد صور وأشكال الابتزاز الإلكتروني والهدف واحد وهو ابتزاز المجني عليه للحصول على الأموال أو الانصياع له في أمر ما، فقد يطلب المجرم نقودا أو مزيدا من التهاون من الفتاة صاحبة الصور، وإلا قام بنشر تلك الصور فتضطر بعض الفتيات للانصياع في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تقوم بعض الفتيات بالانتحار، كما شاهدنا في قضية بسنت، والضحايا يكونون من الجنسين، فقد يستغل بعض المبتزين الشخصيات العامة للحصول على الأموال وإلا يقومون بفضحهم وإثارة البلبلة حول سمعتهم، والمثير للدهشة أن الضحايا حتى المثقف منهم لا يعلمون كيف يكون التصرف، ويجهلون الجهات التي يتعين لجوؤهم إليها، فمباحث الإنترنت هي الجهة المختصة للتصدي لجرائم الإنترنت، سواء أكان التهديد عن طريق الفيسبوك أو البريد الخاص أو تليفونات المحمول، وقد تخشى الضحية الإبلاغ درءا للفضيحة، أي خوفها من أن تصبح متهمة في نظر المجتمع، ولكن هذا سلوك سلبي يجعل هؤلاء المبتزين يطمعون ويتمادون في جرمهم. مثل تلك الجرائم تصدى لها القانون، فقد نصت المادة 327 من قانون العقوبات المصري على معاقبة كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالقتل أو السجن المؤبد، أو المشدد أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور مخدشة بالشرف وكان التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر يعاقب بالسجن، ويعاقب بالحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر، وكل من هدد غيره شفهيا بواسطة شخص آخر بمثل ما ذكر يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تزيد على خمسمئة جنيه، سواء أكان التهديد مصحوبا بتكليف بأمر أم لا، وكل تهديد سواء أكان بالكتابة أم شفهيا بواسطة شخص آخر، بارتكاب جريمة لا تبلغ الجسامة المتقدمة، يعاقب عليه بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على مئتي جنيه. وهناك أكثر من طريقة للإبلاغ عن جرائم الابتزاز الإلكتروني.

كفى شماتة

هل نحن ملائكة؟ أجابت جيهان فوزي في “الوطن”: بالقطع لا..خُلقنا في الحياة خطائين، هكذا كانت حكمة الخالق في خلقه، ليس هناك إنسان على وجه الأرض لم يخطئ، فلماذا نعلق المشانق لبعضنا؟ ولماذا نشمت في المرض والموت؟ تلك قسوة مفرطة لا تستوي مع الإنسانية، التي خلقها الله في الإنسان لتكون من صفاته الأساسية، للموت جلال، كما له مرارة وألم ورهبة وشعور بالغ بالفقد واليتم والضعف، كلنا سائرون على هذا الدرب، شئنا أم أبينا، وأصعب شعور على النفس أن نفرح في فجيعة أحد، أو نشمت في مصيبته، بل نسخر من حزنه وألمه. ردود الفعل المتباينة على رحيل الإعلامي وائل الإبراشي، والقاضية تهاني الجبالي، وما نالهما من تشفٍّ وشماتة، تثير الاشمئزاز والدهشة معا، الحقيقة الغائبة عن البعض أن الشماتة في الموت أو المرض ليست من الدين، وهي شيء مشين، وغير أخلاقي، وينافي كل معايير القيم والأخلاق التي نعرفها وخُلقنا بها، وتربينا عليها، إنه لأمر محزن ومُستنكر أن تضج مواقع التواصل الاجتماعي بكل هذا الحقد والتشفي، من أناس رحلوا عن عالمنا ولا يستحقون منا سوى الترحم والدعاء لهم بالمغفرة، فلا يصح أن ننصّب أنفسنا قضاة، وجلادين، نحاسب البشر على آرائهم وتوجهاتهم، وأعمالهم، ونعلق لهم المشانق، لمجرد أنهم يخالفون أفكارنا وآراءنا، كل شخص من حقه الدفاع عن أفكاره وقناعاته وتوجهاته، دون أن يؤذي أحدا، الله وحده الذي يحاسب عباده، يُعز من يشاء ويُذل من يشاء، اختلف كما شئت وجادل في ما أنت مؤمن به بالحجة والمنطق، اجعل من اختلافك في الرأي وسيلة للمعرفة، ومساحة لتقبل الآخر، فلو أراد الله أن يخلقنا متشابهين، ما استعصى عليه ذلك، الله خلق البشر ليكونوا مختلفين، وله في خلقه شؤون، وفي ذلك حكمة وعظة.

لا يستحقان البغض

انتهت جيهان فوزي، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت نقمة، منصات للإيذاء والابتذال، ولم يبق من اسمها شيء، «تواصل اجتماعي» أي تواد وتراحم، وائل الإبراشي، قبل كل شيء هو إنسان، من دم ولحم، يخطئ ويصيب، له مكانته الاجتماعية وقناعاته الفكرية، مثلك تماما، الفارق بينكما أنه كان في بؤرة الضوء، وأنت تمارس حياتك بكل تناقضاتها في الظل، في دائرتك الضيقة، دون ضجيج، كما أن القاضية الجليلة تهاني الجبالي، قامة لها قدرها ومكانتها، فلا تجعلوا من الخلافات الفكرية والأيديولوجية، اختلافات عنصرية، وفرصة لنشر الكراهية والتفرقة، الموت له جلاله وهيبته، وهو ليس مناسبة للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والورع، وصفاء النفس، والتسامح، والتصالح مع الذات، حتى نستطيع التصالح والتسامح مع أنفسنا والآخرين. إن الراحلين الإبراشي وتهاني الجبالي، اللذين نعرفهما عن قرب، لا يستحقان كل هذا البغض، وكل ردود الفعل القاسية التي نالتهما، وإن كان ذلك يدل على شيء، فهو يدل على نجاحهما، وتألقهما في عملهما، وضريبة النجاح أن تكون مختلِفا، ومختلَفا عليك، لكن أن يصل الأمر إلى إصدار دار الإفتاء بيانا يدين ما حدث، فهذا يدل على حجم التدني الذي وصلنا إليه في الخصومة، ومصادرة الرأي وعدم احترام ثقافة الاختلاف، والتحكم بمصائر الناس، بتمني العذاب لمن مات.

ليلة الاقتحام

من بين من احتفظوا بذكريات ثرية مع الإبراشي عماد الدين حسين في “الشروق”: ذات يوم وأثناء اقتحام قوات الأمن لنقابة الصحافيين عام 2016 كنت ضيفا على برنامج وائل مع ضيوف كثيرين منهم اللواء فاروق المقرحي، واستمر البرنامج يومها من العاشرة حتى أذان الفجر، وما يزال البعض يتذكر هذه الحلقة نظرا لسخونتها وتنوع الآراء فيها بين مؤيد ومعارض، أو صاحب وجهة نظر ثالثة. كنت يومها من المعارضين للاقتحام، وأتذكر أن وائل، رغم محاولاته أن يكون محايدا كمدير للحوار، إلا أنه لم يكن يخفي انحيازه لمهنته حتى مع اختلافه مع بعض الزملاء الصحافيين. تواصلت مع وائل كثيرا، خلال رحلة مرضه، وقد رأيته مرة واحدة على مائدة سحور في رمضان الماضي. كانت آثار المرض واضحة عليه تماما، جاء في سيارة إسعاف وغادر فيها، وحينما نزل منها كان هناك من يسير خلفه حاملا أنبوبة أوكسجين، كان يحاول جاهدا الحديث والكلام والمشاركة، لأنه لم يتعود مطلقا الصمت، لكن نقص الأوكسجين كان واضحا. فرحنا أكثر من مرة، حينما كان يخبرنا أنه سيعود قريبا. وقبل حوالي ثلاثة أشهر سافرت للصعيد، وقال لي والدي رحمه الله «أريد الاطمئنان على صحة وائل»، اتصلت بوائل وأخبرته وتحدث مع والدي مطولا، وقبل أن يرحل أبي بأيام سألني أيضا عنه، فقلت له ادع له. كانت هناك أخبار كثيرة متواترة وغير صحيحة تماما عن وفاته، وفي كل مرة كنت أحرص على الاتصال به، لكن بعدها بيوم أو اثنين، حتى لا يربط بين الاتصال وهذه الأخبار الحقيرة. لا أفهم كيف يكتب صحافي خبر وفاة شخص من دون أن يتأكد تماما، ولا أدري كيف يمكن أن يكون هناك من يشمت في الموت؟

لن يرهبونا

الخطوات التي اتخذناها لحماية حقوق الإنسان لم تتم تحت ضغط، بل كانت إيمانا منا باحترام الاختلاف بين البشر، ومصر حريصة على حقوق الإنسان من منظور فكرى ومعتقدات.. العبارة السابقة كما أشار كرم جبر في “الأخبار” من مداخلة الرئيس السيسي في جلسة حقوق الإنسان في منتدى شباب العالم، وتجسد رؤية شاملة وليس حصرها في المنظور السياسي فقط.. شدد الرئيس على ضرورة التناول المتكامل والشامل للأوضاع، والالتفات إلى ما تواجهه مصر من تحديات، ووضع قضايا مثل توفير فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم المناسب، باعتبارها حقوقا أصيلة من حقوق الإنسان.. لم يذكر الرئيس أسماء الدول التي تم تدميرها في المنطقة، وحالة الخراب والدمار الموجودة فيها، ومعسكرات اللاجئين وفيها ملايين البشر منذ سنوات، “احنا مش بنتكلم عن 10 آلاف ولا 100 ألف.. دول ملايين.. واللي عنده 7 سنين بقى عنده 17 سنة، وقضى من عمره 10 سنوات في الخيام” هكذا قال الرئيس. أين ذهب الضمير الإنساني عند الذين قاموا بهدم هذه الدول؟ أليس هذا من حقوق الإنسان؟ وجاءت الرؤية الشاملة لمصر في ملف حقوق الإنسان، في الرسائل القوية التي وجهها الرئيس لشباب العالم ومن بينها، أن التنوع والاختلاف بين الناس سنة كونية ولا يمكن جعل العالم كله بشكل واحد. كما أن مصر تتناول حقوق الإنسان من منظور فكري شامل. فضلا عن أن تعزيز البنية الصحية والتعليمية من تحديات حقوق الإنسان. وأكد الكاتب على أن حقوق الإنسان ليست “كروتا سياسية” يستخدمها الغرب للضغط على دول المنطقة، وبمقتضاها تفككت دول وتشردت شعوب واشتعلت الحروب الدينية، ولكنها بالدرجة الأولى هي الحق في الحياة، وتحقيق الأمن والسلامة والطمأنينة للشعوب. وحقوق الإنسان إذا جاءت بالمدافع والقنابل والمتفجرات وقتل الأبرياء، فهى ليست حقوقا للإنسان، وإنما لاغتيال الحق في الحياة.

ما زالوا ينكرون

من أغرب غرائب نظام مبارك وإعلامه ورجاله ونسائه، كما قال احمد عبد التواب في “الأهرام”، إنهم جميعا ودون استثناء، أنكروا طوال حقبتهم، ولا يزالون ينكرون، كل التخريب الذي أحدثوه في مصر، خاصة مشروع توريث الحكم من مبارك إلى نجله، حتى دون اعتبار لمضى 11 عاما على الثورة العارمة، التي أطاحت بحكمهم ورفعت جملة شعارات كان أهمها رفض التوريث، بما يعني اتفاق عشرات الملايين على أن هناك توريثا كان يُعَد له، وعلى رفضهم له، ورغم الانكشاف التام لمؤامرة التوريث في الخارج أيضا. وكان كل هذا مادة أساسية لصحف المعارضة المحلية، كما أنها نالت تحليلات وتعليقات أكثر من أن تحصر في صحافة الخارج، مدعومة بآراء كبار مسؤوليهم، والأكثر غرابة أن طهاة المشروع، الذين كانوا، من وراء الكواليس، يخططون ويُلقِّنُون ويتوهمون أن قدراتهم فائقة على التمويه، كانوا يتهمون المعارضين بأنهم يختلقون الموضوع في اللعبة السياسية ضد مبارك، وهذا يعني، في فهمهم، أن مسألة تولي الحكم لا تخص الشعب، مما ورطهم في أوهام أن لديهم الذكاء والقدرات العملية على التمهيد للاستيلاء على الحكم، بوهم ألا أحد يقدر على فهم خطتهم العبقرية، ثم أن يضعوا الشعب أمام أمر واقع، بوهم آخر أن الشعب سيرضخ، وأن الغنيمة سوف تدوم لهم، ليقتسموها في ما بينهم. ولاحِظ أن كل هذا كان يجري دون إدراك منهم لخطورة الإطار العام الناتج عن جملة سياساتهم، حيث يعاني الشعب في حياته اليومية، حتى انعدم الأمل في الغد. أما الآن، وفى ذكرى أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني الشعبية العظيمة التي أطاحت بمبارك، وأجهضت مشروع التوريث، فمن حق الشعب أن يسعد لأنه جعل المؤامرة ضمن تفاصيل الماضي، على أمل أن يأتي يوم قريب يُفتَح فيه الملف لتحديد مسؤولية كل من شاركوا في السعي الخائب لتدمير النظام الجمهوري، وقد وصلوا إلى أبعد نقطة في الاستهانة بالشعب ونخبه وبقدرة الشعب على الفهم وإعلان الرفض والتصدي وإجهاض المؤامرة.

هذه الحالة

تتوقف احتمالات عودة ترامب للبيت الأبيض من وجهة نظرمحمد المنشاوي في “الشروق” على 3 عوامل: أولها رغبة ترامب الشخصية في المنصب من جديد، وربما الانتقام لهزيمته في الانتخابات الأخيرة. ثاني العوامل الدافعة لعودة ترامب ترتبط بغياب أي منافسة جادة أو وجود تحديات كبيرة أمامه بين الجمهوريين الطامحين إلى خوض انتخابات عام 2024. ولا توجد أي قيادة جمهورية تقترب شعبيتها من شعبية ترامب، رغم دوره في اقتحام مبنى الكابيتول، وحظره على وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يملك أي من الجمهوريين والجمهوريات ممن لهم طموحات رئاسية الشجاعة بعد لإعلان رغبتهم خوض الانتخابات، وينتظرون موقف ترامب نفسه من خوض انتخابات 2024. وبالفعل كما أوضح الكاتب عبر وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وحاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتوس، وسفيرة أمريكا السابقة لدى الأمم المتحدة نيكى هيلي، ومايك بنس النائب السابق للرئيس ترامب، والسيناتور تيد كروز، عن نيتهم خوض الانتخابات، إذا لم يترشح ترامب. ولا ينافس أي جمهوري آخر ترامب في حجم شعبيته الطاغية بين أوساط الناخبين الجمهوريين. ورغم محاولات ترامب وفريقه استخدام القضاء لتغيير نتيجة انتخابات عام 2020، وفشل 62 قضية رفعها للتشكيك في مصداقية الانتخابات، وأنه تم تزويرها؛ يؤمن 70% من الناخبين الجمهوريين بأن الانتخابات تم تزويرها لإلحاق الهزيمة بترامب. وثالث وآخر العوامل الدافعة لعودة ترامب يتعلق بالتراجع الواسع في شعبية الرئيس بايدن، ووصول نسبة الرضا عن سياساته إلى ما دون 40%، وتعد هذه النسبة شديدة السوء لرئيس خلال عامه الأول في البيت الأبيض. ولا يمتلك الحزب الديمقراطي أي مرشح من العيار الثقيل، ومع ارتفاع عمر الرئيس بايدن الذي سيتخطى 80 عاما عند حلول الانتخابات المقبلة، وعدم جاذبية نائبة الرئيس كامالا هاريس وتواريها عن الأنظار بصورة لافتة؛ سيشهد الديمقراطيون معركة تكسير عظام على بطاقة الحزب للانتخابات المقبلة، ويستفيد منها بصورة غير مباشرة دونالد ترامب.
ليس أحمديا

هل يمكن أن يكون هناك إنسان تراه أربع مرات عبر خمسة وثلاثين عاما فيصير من أصدقاء العمر الموثوقين القلائل؟ نعم. هذا ما حدث بين الكاتب محمد المخزنجي في “الأهرام” ومن وصفه بأحد أرقى وأعذب مخلوقات الله كاتبا وإنسانا. وقد بدأت بالكاتب لأن هذه هي الإشراقة الأولى للمحبة التي تربط بين كاتبين. فعام 1985 صدر كتاب قصصي عنوانه «البساط ليس أحمديا» لكاتب اسمه حسام فخر، وقدّم له عبقرى القصة العربية عالمية المستوى الحبيب يوسف إدريس، ساردا في مقدمته كيف حوّل له عبقرى آخر هو صلاح جاهين هذا الكتاب ليخبره، ما إذا كان ابن اخته صاحب هذا الكتاب موهوبا أم لا؟ وإذا بالحكم يصدر من باب القصة العالي مؤكدا أنه موهبة لا شك فيها. وللغرابة لم يفد هذا الحكم حسام فخر، بل أصابه بما يشبه مؤامرة مكتومة للإزاحة. في ذلك الوقت كنت قد نشرت كتابين، ولأنني كنت قريبا من الدكتور يوسف إدريس، وأعرف مدى جرأته في قول أقصى أو أقسى الحقيقة، في ما يخص فن هو عنوانه، تيقنت أن حسام فخر كاتب قصة مهم، ومنافس بطبيعة الحال. قرأت قصص الكتاب فطارت بي آفاق من دفء الروح المصرية وشفافية وتشويق السرد، وما أسميه: الجرأة النبيلة للتواضع الخلاق في الفن. ولعل هذه الصفات نفسها كانت جزءا من تشكيل مؤامرة الصمت على مبدع واعد، إذ كانت راية «عبادة الشكل» سائدة الرفرفة حول ساحة الأدب. وكان طبيعيا أن أقر بأن حسام كاتب مهم، ومنافس حقيقي، وفي الوقت نفسه أحببته، فقد لمست الجمال الإنساني وراء سطور قصصه العطوف والجريئة معا. وقررت أنه صديقي ولا بد سنلتقي. لكنه كان في نيويورك. مكثنا نتراسل شفهيا عبر صديقي الشاعر بهاء جاهين، ولم نلتق إلا بعد ثمانية عشر عاما في جروبي طلعت حرب، مكثنا ثلاث ساعات فكأننا يعرف كل منا الآخر قبل ثلاثين سنة، وتكرر اللقاء ثلاث مرات في ما بعد، وفي كل مرة كنا نلتقي كأننا لم نفترق إلا بالأمس أو منذ ساعات قليلة. وكانت آخر مرة منذ شهر. أهديته كتابي « رق الحبيب» الذي كان قد قرأه، وأرسل لي نسخة PDF من كتابه «بالصدفة والمواعيد» الموشك على الصدور، قرأته، وانتشيت، وفرحت بحضور صاحبي البديع والمهم. لماذا؟

حميمية البوح

واصل الدكتور محمد المخزنجي متسائلا: لماذا هذه تتطلب حديثا طويلا أجدني مضطرا لإيجازه إذ سرقني حب الحكي، خاصة أن أهم ما أشرق به الكتاب فنيا هو العودة المجيدة إلى مملكة الحكي التي جافتها كتابات «الحداثة المشوهة» بوهم الارتقاء، بينما الحكى هو القوام الأساسي لكل فنون الأدب، إضافة إلى رقرقة صافية وعذبة التدفق للغة فصحى تكمن شعريتها في حساسية اختيار المفردة، وتناغم الجملة مع عبق واضح للطف العامية المصرية، وما دمنا نتحدث عن عودة إلى مملكة الحكي، فطبيعي أن يعني هذا سيرا ينتهي إلى وقفة تمثلها نهاية كل قصة، وهذا يعيدنا إلى حقيقة قديمة لا تزال وستظل في يقيني «صالحة لإثارة الدهشة» وهي أن جودة القصة الفائقة تتألق في خاتمتها، أو ما كان يشار إليه بمصطلح «لحظة التنوير» لأنها تذهب بمدلول الحكاية إلى معانٍ أعمق من ظاهر الحكاية، وهذا ساطع في كثير من نهايات قصص الكتاب. وفي إطار ذلك الابتعاث الفني للعريق المدهش، لا بد سنلمح تقنية استخدام القصص كوحدات بنائية لتشكيل جدارية من «الموزاييك» الحكائي، أو «الفسيفساء» الساردة، يصح تسميتها «رواية شرقية» أهملناها فيما ألهمت العالم، وأشهرها ألف ليلة وليلة. ويبقى من اللافت والمهم، أن حسام فخر استخدم في هذا الكتاب تقنية «التخييل الذاتي» التي أُحبها وأُقدِّرها لصدقها ومشقتها، فهي تيسر للفنان أن ينظر إلى ذاته في مرآة سحرية فتعكس صورة هي صورته وليست صورته، بل صورة ثالثة حميمة تبوح باقتراب يقنع ويؤثِّر. وقد أقنع حسام وأثَّر. شكرا يا حسام.

مطلوب أخلاق

ظاهرتا التحرش والتنمر بالبشر على حد رأي دينا شرف الدين في “اليوم السابع” فاقتا الحدود، فما هما إلا انعكاس لحالة المجتمع الأخلاقية وخرجت عن كل قواعد الأخلاق والدين والتقاليد والأعراف، التي لم يعد الكثير يعرف عنها إلا القليل. فطالما نعلم وتعلمنا أنه كلما ارتقت الأخلاق بمجتمع زادت درجة رقيه وتحضره والعكس صحيح، فلم يمر يوم على قضية بسنت ضحية التنمر، التي ما زلنا ننتظر القصاص العادل لما وقع عليها من ظلم جراء تفشي ظاهرة التنمر والابتزاز والتلفيق، في بيئة اجتماعية تجردت من مشاعر الرحمة والإنسانية، وتجلت فيها القسوة في أبهى صورها، ما دفع بفتاة صغيرة للانتحار كسبيل وحيد للخلاص من جحيم حياة لا ترحم، حتى وقعت حادثة تنمر وتحرش إلكتروني، وفقا لموضة العصر بالمدرسة التي فقدت أسرتها وطلقها زوجها وفقدت وظيفتها لمجرد أنها مارست سلوكا طبيعيا مألوفا، في مثل هذه المناسبات الخاصة كالرحلات، محاولة الاستمتاع بالرحلة المدرسية، وسط الزملاء والتلاميذ بعفوية دون أدنى سلوك مشين، أو تجاوز يستدعي ما تعرضت له من عقاب أسري ومجتمعي شديد القسوة، أبعد ما يكون عن العدل لمجرد أن صورها أحدهم ونشر مقطعا لها ترقص في رحلتها التي أودت بمستقبلها كما لو كانت ارتكبت أبشع الجرائم، وأقام عليها الحد مجتمع ظالم لا يرحم. وأخيرا ولعله يكون آخرا.. هذا الذئب البشري المريض المحسوب على فئة رجال الأعمال وطبقة الأثرياء، الذي اتخذ من فعل الخير ظاهرة وارتكب الفاحشة في باطنه، فتجرد من كل مشاعر الرحمة والشفقة، ناهيك من الأخلاق التي لم تكن يوما في اهتماماته، ليصبح نموذجا جليا للشذوذ والمرض النفسي، فيبحث في ملذات الحياة التي اغترف منها حتى الامتلاء الذي يصاحبه الملل عن متعة مفقودة لا تحققها له متع الدنيا الطبيعية، ليؤسس ملاجئ للأيتام يجمع فيه كمّا من الفتيات ويعتبرهن ملك يمينه، فيقضي يومين أو ثلاثة في غرفته في هذا الملجأ ليتحرش بهن ويهددهن ويعيث فسادا بمكان من المفترض أنه للخير، لكنه بحقيقة الأمر “خير يراد به شر”.

خيانة قديمة

نتحول نحو الساحرة المستديرة، حيث كشف أحمد حسام ميدو نجم الزمالك السابق، عن فضيحة، داخل معسكر المنتخب الوطني الأول في بطولة كأس الأمم الافريقية 2004. وتابع ميدو، وفقا لإسلام صادق في “المصري اليوم”، قبل مباراة الكاميرون في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، كان هناك لاعبان في المنتخب، أبديا غضبهما بسبب عدم مشاركتهما في مباراة الجزائر، مشيرا إلى أن: «المنتخب في تلك البطولة كان لديه لاعبون مميزون ولكن كان هناك انقسام كبير داخل الفريق». وأضاف: «قبل مباراة الكاميرون بيوم واحد، محسن صالح المدير الفني للمنتخب، وصلاح حسني مدير المنتخب، استدعياني، لإبلاغ أحد اللاعبين الكبار أنه سيشارك في مباراة الكاميرون، في مركز الجناح»، مضيفا: «ذهبت للاعب وأبلغته بقرار الجهاز الفني ولكن رفض المشاركة، وادعى الإصابة». وتابع: «عُدت وأبلغت الجهاز الفني برفض اللاعب المشاركة، فطلب مني إبلاغ لاعب آخر، بأنه سيشارك في مركز الجناح الأيسر، اللاعب رد عليا وقالي (مش هلعب، حتى لو جابولي مين)». وأشار :«يوم مباراة الكاميرون، كان هناك 5 لاعبين كبار لم يشاركوا في أول مباراتين، كانوا يلعبون بالكرة في حمام السباحة، بعد الفطار، كانت هناك حالة انقسام كبيرة في المنتخب في ذلك الوقت، وهذا السبب الأساسي لخروجنا مبكرا من البطولة». واعترف ميدو، بواقعة تواطؤ بين منتخب مصر والكاميرون، حيث قال: «منتخب الجزائر كان يلعب مع زيمبابوي في توقيت مباراتنا مع الكاميرون، حدث اتفاق بينا وبين الكاميرون وسط المباراة، بإنهاء اللقاء بالتعادل السلبي، لكي يصعد المنتخبان لدور الثمانية، خاصة أن التعادل السلبي كان قائما بين الجزائر وزيمبابوي» أضاف: «بين شوطي المباراة، الجهاز الفني أبلغني أن نتيجة مباراة الجزائر مع زيمبابوي التعادل السلبي، فبعد نزول في الشوط الثاني، طلبت من سونج وصامويل إيتو، إنهاء المباراة بالتعادل لكي تصعد مصر والكاميرون، لذلك لم تكن هناك أي هجمات على المرميين في الشوط الثاني، وعندما أسأل الجهاز الفني خلال اللقاء عن نتيجة المباراة الأخرى يؤكد أنها تعادل.. بعد انتهاء المباراة، اكتشفنا أن زيمبابوي فازت على الجزائر، ولم يخطرنا أحد بالنتيجة قبل انتهاء مباراتنا مع الكاميرون».

المهم النتيجة

تقول نادين عبد الله في “المصري اليوم”، يبدو أن متوسط النمو المتوقع لهذا العام في مصر يُقدر بـ5.5% وفقا لصندوق النقد الدولي. ما يعنى كما أن مصر حققت نموا اقتصاديا أعلى من المتوسط العالمي، الذي يتراوح وفقا للصندوق ما بين 4 و4.5%. بالتأكيد أخبار زيادة النمو الاقتصادي هي أخبار مفرحة لنا جميعا، ولكنها لا بد أن تدفعنا في الوقت نفسه إلى طرح أسئلة وتساؤلات عن مدى قدرة هذا النمو الكلي على تغيير حياة الناس إلى الأفضل. في مايو/أيار 2016، عمل صندوق النقد الدولي سلسلة مراجعات أقر فيها بأن سياساته المتمثلة في التصميم على الإجراءات التقشفية كانت سببا في زيادة الفجوات بين الطبقات الاجتماعية. واعترف بأنه رغم أن سياساته القائمة على تشجيع الاستثمارات الأجنبية ولبرلة الاقتصاد، أدت إلى ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي، فإنها في الوقت نفسه أدت إلى جعله غير مستدام بسبب غياب العدالة الاجتماعية وارتفاع معدلات الفقر. من الضرورى الاطمئنان على المؤشرات الاقتصادية الأخرى، مثل معدل التضخم ومعدل الفقر، لمعرفة ما إذا كان النمو الاقتصادي يُترجم بتحسن في مستوى معيشة المواطن أم لا؟ فارتفاع التضخم يقضي على أغلب ما يحققه النمو. ولو كان النمو غير عادل، أي أن عوائده لا يتم توزيعها بشكل عادل، فستكون النتيجة فقط ارتفاعا اسميا للنمو الاقتصادي، أما على أرض الواقع فسيغتني البعض، ويفتقر آخرون، وهم كثر. لذا فإنه من المهم جدا أن تبعد الدولة عن اتباع وصفات اقتصادية دولية جاهزة تدفع إلى التقشف، أي إلى تقليص إنفاقها على الخدمات العامة «تعليم وصحة ومواصلات وسكن» مثلا، بل تعمل بالعكس على وضع سياسة اجتماعية تدفع إلى إعادة توزيع دخول النمو الاقتصادي عبر الاستثمار في الموارد البشرية. ونعنى بذلك تخصيص جزء من عوائد النمو الاقتصادي لتنمية التعليم والصحة مثلا، فالعدالة الاجتماعية لا تعني بالضرورة المساواة (غير الواقعية) في الدخول، لكنها تعني بالأساس توفير الحد الأدنى من عدالة الفرص لأعضاء المجتمع الواحد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول اردني يراقب.:

    احب مصر…لا ادري كم قيمة امة العرب بدون مصر.

إشترك في قائمتنا البريدية