قبل أيام تعرضت لموقف بسيط ولكنه معبر، والأكثر تعبيراً منه هو ما تلاه من ردود فعل على وسائل التواصل حين استعرضت الموقف عبر تويتر. صدر قرار مؤخراً من شركة البترول الوطنية الكويتية بالسماح لشركات الوقود بتحويل خدمات تعبئة البنزين في الكويت إلى الذاتية، وذلك لتفادي مشكلة نقص العمالة، حسب توضيحاتهم. تصادف أن دخلت للمحطة بعد القرار بأيام للتعبئة، ونزلت من سيارتي في محاولة للقيام بالمهمة بنفسي. جرى في اتجاهي أحد الرجال المتواجدين في المحطة، الذي اتضح لي لاحقاً أنه أحد المراقبين الذين تم تعيينهم للمساعدة في تحويل الخدمة إلى ذاتية، مصراً على منعي من القيام بالمهمة بنفسي. على إثر إصراري، قام بجذب أنبوب التعبئة من يدي بشدة مقسماً أن هذا لن يكون وأن لي أن أجلس في سيارتي بانتظار الخدمة. انتظرت ابتعاده وقمت بتعبئة سيارتي بنفسي، وبعدها خاطبت من بدا لي كرئيس للمراقبين، متساءلة إن كانت النساء ممنوعات من القيام بالخدمة، فأكد لي الرجل دمث الأخلاق أن الأمر اختياري، وما معناه أنهم يحرصون فقط على مساعدة «الحريم» وهي اللفظة المستخدمة للإشارة إلى النساء في المجتمعات الخليجية. أخبرته أنني لست «حريماً»، أنا إنسان مكتمل الأهلية وفي إمكاني تقديم الخدمة لنفسي، وفي حال احتجت مساعدة سأطلبها، فضحك بلطف وتجاوب بكل دماثة.
على إثر قيامي بالكتابة في تويتر مطالبة شركات التعبئة التعميم على موظفيها بعدم فرض الخدمة من منطلق الحمية الرجولية، وأن لا رغبة لي في «خدمة تمييزية على أساس الجنس تماماً كما أرفض الظلم التمييزي للسبب ذاته»، جاءت أغلبية ردود المغردين تشكر الرجل على شهامته التي أتت «من باب تكريم المرأة» كما كُتب في أكثر من تغريدة، لتغيب النقطة الرئيسية التي يفترض أن تكون مغزى سردية هذا الموقف. الشهامة والمروءة اللذان باسمهما يتم تعجيز النساء عن رعاية أنفسهن وتسليط الرجال عليهن ليستا صفتين حكراً على جنس معين، ولا يجب أن تحددا ملامح ضعف وقوة في العلاقة، ولا تشكلا علامة تكريم واحترام للآخر، إنما شهامة الإنسان ومروءته هما علامتا احترام الإنسان لنفسه وإنسانيته، وتفعيلهما في كل وقت ممكن دليل على تحرك نزعة الخير والإنسانية في نفسه حين يحتاجه الآخرون من بني جنسه.
أسوأ ما في موضوع الشهامة المفروضة قسراً على النساء أنها ليست بلا ثمن، بل هي، كلما تم تفعيلها تجاه امرأة، تتحول إلى حجة على ضعفها وحاجتها المستمرة للرجل. المرأة في مجتمعاتنا دائماً damsel in distress حسب التعبير الإنكليزي القديم، هي دوماً تلك الضعيفة الواقعة في محنة والتي تنتظر الرجل المقدام لينقدها. وعلى الرغم من رومانسية هذه الصورة، إلا أن تكلفتها مرتفعة على المنظومة الحقوقية وعلى القيمة الإنسانية للمرأة إذا ما تم تفعيلها، ليس بحكم كونها بشراً يحتاج لمساعدة، لكن بحكم كونها أثنى ضعيفة في حاجة لحماية. أن تقدم خدمة لإنسان، فهذا ليس دليل ضعفه ولا حجة لتسلطك عليه، ولا يفترض أن تكون الشهامة مفروضة ولا المروءة محشورة في الزور. المرأة إنسان مكتمل الأهلية يفترض أن يساعدها المجتمع على حماية نفسها، لا أن يضع وصياً عليها طوال حياتها، حتى في الخدمات المجتمعية البسيطة، حد تحولها إلى إنسانة عاجزة تماماً في أبسط المواقف وإلى أقساها. المساعدة المقدمة في مجتمعاتنا للنساء دوماً تتلبس صورة الضعف والحاجة المستمرة للحماية والوصاية، وهذا أسوأ ثمن يُدفع لمساعدة متكررة ومفروضة سينتهي الأمر بها لأن تُضعف النساء في الواقع وترفع درجة اعتمادهن على الغير.
المؤكد هو أن النساء، وخصوصاً في مجتمعاتنا، يحتجن لمساعدة ووقفة إنسانية صارمة، ألا ليت الشهامة تظهر حيث الحاجة الحقيقية لها، ليت الشهامة تظهر حين تُقهر المرأة تحت منظومة زواج تملكها للرجل وتجعلها أسيرة في عائلته، ليتها تظهر إذا ما أرادت الخروج من زواجها دون ذل أو مهانة أو «جرجرة» في المحاكم سنوات طوالاً، أو طلب في بيت الطاعة، أو حكم بنشوز يشل حياتها لسنوات، ليتها تظهر حين تختفي النساء في بيوتهن قسراً بحكم ذكور العائلة، حين يلاحق الأب والأخ والزوج نسائهم بالأمر والنهي والعنف الجسدي واللفظي بحجة المحافظة وصيانة العِرض، حين تُقتل النساء بشكل مستمر بحجة قضايا الشرف، وهل من شيء مخل بالشرف وهادم للشهامة أكثر من استباحة حياة إنسان وحريته وصولاً إلى قتله؟ أي شهامة تدور في شوارعنا العربية والنساء تتعرض للتحرش الجنسي بنسب مرتفعة غير مسبوقة ليقع اللوم عليها هي في النهاية، متهمينها في مظهرها وأخلاقها؟ أي شهامة تدور بين الأسر العربية والنساء ترغم على الزواج طفلات والعيش مدى الحياة أسيرات؟ أي شهامة تدور في عقول الرجال وهم يداولون النساء في حياتهم بحجة الإباحات الشرعية المختلفة؟ أي شهامة تدور في الأروقة السياسية العربية، التي يسيطر عليها الرجال، تغرِّب النساء في مواطنها وتمنعها تمرير جنسيتها لأبنائها وتبقيها في عوز وحاجة في بلدها؟
أي شهامة هذه التي لا تظهر إلا في محطة البنزين (مع تقديري للشخص المذكور في القصة من حيث عدم معرفتي بنواياه فعلياً) تعجيزاً وإضعافاً للمرأة عن إتمام خدمة بسيطة لنفسها؟ أي شهامة هذه التي ضرب المغردون مثلاً عليها، وفي الوقت ذاته على ضعف المرأة وحاجتها، بتبديل إطار السيارة في يوم صيفي حار؟ هذه هي الشهامة وتلك هي المروءة؟ وامرأة تُضرب من زوجها وتُحبس من والدها وتُظلم في وطنها وتُقهر في قوانين الأحوال الشخصية؟ ومنصفة طيبة أمورها ما عبأ لها «ذكر» البنزين وغير لها إطار السيارة؟ واعجبي!
كلما افتكر الصحفيه هدايا سالم وحادثت اغتيالها بسبب كتابتها لمقاله عن فن الخماري لدي الكويتيين اقول سبحان الله ولا حوله ولاقوه الا بالله… الرجل رجل والمرأه هي المرأه…
انت دائما في كتاباتك بشكل عام ترين ان المرأه العربيه مضهده مقهوره و محرومه من ابسط الاشياء بسبب جبروت الرجل او المجتمع او في بعض احكام الدين الاسلامي التي تعطي الحق للرجل بفرض سيطرته علي المرأه و هذا فيه شئ من الصحه و أنا نفسي كنت مؤمن بذلك من قبل عندما كنت اعيش منذ الصغر او ولادتي و علي فكره في الكويت التي تعيشين فيها الي ان ذهبت للدراسه في امريكا و التي اعيش فيها منذ اكثر من اربعين سنه لاتعرف بذلك علي وضع المرأه في احدي او كبري المجتمعات الغربيه والتي تعتبر مثلا للديموقراطيه و الحريه و للغربيه صدقيني لقد غيرت افكاري تماما لان المرأه في العالم الغربي تضرب و تغتصب و تقتل و تستعمل كسلعه و يضحك و يستهزأ عليها و اذا لم تكن حلوه او جميله زادت الطينه بله فهي تعامل كلبهيمه الجرباء و لا يمكن ان يتزوجها أحد او ينظر اليها حتي كأنثه و مع ان هناك قوانين افضل في العالم الغربي لحماية المرأه من المجتمعات العربيه او الاسلاميه بشكل عام و لكن لا فائده من تلك القوانين لانها لن تغير الكثير و هذا ليس في امريكا و حدها ففي فرنسا هناك اجصائيه حصلت قبل سنوات اظهرت ان هناك كل سنه 60% من النساء الفرنسيات يغتصبن و يضطهدن و يضربن
ما الأصعب قيادة السيارة او تعبئة البنزين؟ لا أحد يشكك في قدرات المرأة. الراجل اراد المساعدة.
النسويات واقفات على نكشة.. عملتي من موقف يشكر عليه الرجل لمحاضرة عن حقوق المرأة الضائعة…
شكرا جزيلا لك سيدتي لهذه الإضاءة، ستستمر هذه الثقافة مادامت تعاليم الأديان، وخاصة الإسلام، تضع المرأة في درجة أدنى من الرجل، فما بالك وهي خرجت من ضلع الرجل؟ وينسون ان الرجل خرج من رحم المرأة. دمتِ بخير.
” على من تقرأ مزاميرك يا….” إبتهال …..؟
لابد من رفع هذا الحجر على المرأة في اتخاذ قراراتها وفق قناعتها لا قناعة مقربيها. يبدأ زرع هذا الوعي منذ سن مبكر, ففي البلدان التي تعرف مستوى عالي من التحرر تتخذ المرأة ابتداءا من سن معين قرارها بربط علاقات خاصة مع من تشاء من محيطها دون تدخل أو وصاية من افراد عائلتها من منطلق أن جسد المرأة ملك للمرأة ولها حرية التصرف حسب رغبتها لا حسب قناعات والديها. كما يعتبر حق الاجهاض اذا لم ترغب المرأة في حمل مبكر حق يكفله لها القانون دون تدخل من طرف ثاني. بل ابعد من ذلك هناك نساء يمتهن ربط علاقات رضائية مؤقتة مقابل أجر لهن بطاقات مهنية قانونية ويعاملن ككافة العاملات في مهن أخرى لهن حقوق وواجبات. أما في بلداننا العربية فلازالت العادات والقيم تكبل الكثير من هذه الحريات رغم ظهور بعض الأصوات المتحررة والتقدمية هنا وهناك. لكن تبقى للأسف شاردة ومعزولة
رأس الاسرة عند الحيوانات يختلف البعض يكون انثى مثل الفيل الافريقي وسمك القرش المعروف orca كذالك النحل وغيرهم ….وكذالك عند البشر كثير من المجتمعات ترأسها انثى …طبعا هناك مجتمعات متخلفة تدعو المرأة للخضوع للرجل نظرا لقوته العضلية لذالك ستبقى متخلفة مادامت العضلات المقياس وليس الدماغ والعلم …
في الغرب مثلا يسمح للمرأة ان نركب المصعد أولا او في الدخول وهذا من باب الإحترام لجنسها وهذا ما فعل الرجل….اما ما جاء في المقال بعد ذلك فحقيقة و مبالغة في نفس الوقت، واثارتها بعد واقعة البنزين اديلوحية لا اكثر، يمكن التعبير عنها في سياق آخر
سؤال للدكتورة المؤيدة للحريات الغربية بلا حدود : لماذا نسبة المتزوجين بالغرب أقل من 10 % ؟
أنا سألت فقال لي الرجال : ولماذا نتزوج , فالجنس متوفر , ولا نريد أن نخسر نصف ما نملك !
أما النساء فلم يجبنني سوى كذباً بتكوين أنفسهن !! والسؤال الصعب هو : إلى متى ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
لو قام رجل في بلد غربي (على الاقل في امريكا ) بعرض مساعدته في ملء خزان الوقود على امرأة امريكية لشكرته واعتبرته جنتل. بالطبع هناك حالات شاذة التي تسيء التفسير ولكن الاغلبية الساحقة ستقول … ثانك يو.