غزة – القدس – “القدس العربي”:
دفعت سلطات الاحتلال بمشاريع استيطانية جديدة، اشتملت على بناء وحدات سكنية في المستوطنات، ومشاريع لشق طرق، علاوة عن مخططات خطيرة لإقامة بؤر استيطانية.
وهذه المشاريع الجديدة التي تنوي سلطات الاحتلال تنفيذها قريبا، هي بمثابة باقات الزهور التي ودعت فيها بايدن بعد انتهاء زيارته للمنطقة، لتحمل إشارات سلبية تنذر بواقع أكثر سوءا للفلسطينيين.
ودللت تلك المشاريع الجديدة أيضا على أن ملف الاستيطان، لم تدرجه الإدارة الأمريكية على جدول النقاش مع قادة دولة الاحتلال، رغم مساسه بشكل خطير بخطة “حل الدولتين” التي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه لها.
ولم تكد الزيارة تنتهي، حتى سارعت سلطات الاحتلال على المصادقة على مخطط استيطاني يقضي بالاستيلاء على أكثر من 60 دونما من أراضي بلدة جيوس بمحافظة قلقيلية، من أجل إقامة حي استيطاني جديد يتبع لمستوطنة “تسوفيم” التي تنهب أراضي المحافظة، حيث يشمل المخطط بناء 92 وحدة استيطانية جديدة على أراضي البلدة من الناحية الشمالية الغربية للمستوطنة.
كما بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بعد انتهاء زيارة بايدن بالترويج وبشكل سريع لإقامة 2000 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة، من شأنها الفصل بين بلدتي بيت صفافا وشرفات، وباقي الأحياء المقدسية.
مشاريع جديدة
وبحسب حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، التي تعارض الاستيطان، فإنه وبعد أن قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي يئير لبيد إلغاء المناقشة المزمعة للجنة تخطيط منطقة القدس التي كان من المفترض أن تعقد في 18 يوليو الجاري، من أجل تجنب الإحراج أثناء زيارة بايدن، تم تحديد المناقشة في 25 من هذا الشهر، لإقرار المخططات الاستيطانية.
وترافق ذلك مع موافقة بلدية الاحتلال، على عدة مشاريع تهويدية في القدس، بعضها بدأت بتنفيذها فعليًا على الأرض، وأخرى ما تزال تتنظر الموافقة على تنفيذها، بما في ذلك الترويج لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على أراض فلسطينية خاصة، ومن أبرز تلك المشاريع التي يريد الاحتلال تنفيذها بعد زيارة بايدن، إقامة أضخم مجمع تهويدي سياحي وتجاري تحت عنوان “مجمع جبل صهيون” جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، وفوق أراضي وادي الربابة، ويضم بناء 350 غرفة سياحية وفندقية، و4 قاعات للاجتماعات والمناسبات اليهودية، بالإضافة إلى برك للسباحة وصالات للألعاب، ومواقف للسيارات، و380 محلًا تجاريًا، وكذلك إقامة متحف كبير لعرض المقتنيات العسكرية الإسرائيلية.
وكشف معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نشرت ثلاثة مخططات استيطانية جديدة تستهدف مستوطنات جديدة في مواقع مختلفة في الضفة الغربية، بحيث يتم بموجبها الاستيلاء على مساحة 733.6 دونما من الأراضي الفلسطينية، وقال إن المخطط الأول يستولي على ما مساحته 103.7840 دونما من الأراضي الفلسطينية التي تتبع لقرية راس كركر في محافظة رام الله من أجل توسيع مستوطنة تلمون الإسرائيلية، ويقضي ببناء 168 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة.
أما المخطط الاستيطاني الثاني فيستولي على ما مساحته 375.90 دونما من الأراضي الفلسطينية من أجل توسيع مستوطنة “شيلو”، التي تسرق أراضي من بلدة ترمسعيا وبلدة جالود، وبحسب المخطط الصادر، سوف يتم بناء 534 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة المذكورة، فيما المخطط الاستيطاني الثالث يستهدف مستوطنة “نعماه” في منطقة الأغوار الفلسطينية ويستولي على 253.9340 دونما من الأراضي الفلسطينية التي تتبع لقرية النويعمة الفلسطينية.
من بين المشاريع الخطيرة، خطط المستوطنين الحالية لإنشاء 28 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، حيث تعمل حركة “نحالا” الاستيطانية، حاليا مع مئات المستوطنين، للانتقال والاستيطان في ثلاثة مواقع استيطانية جديدة.
وبات من الواضح كما يؤكد المسؤولون الفلسطينيون، أن نهج الولايات المتحدة الذي وضعه الرئيس السابق دونالد ترامب لم يتغير، وأن خطة “صفقة القرن” التي تدعم الاستيطان والتهويد، لا تزال تنفذ على الأرض، لكن بأساليب مختلفة.
هذا وقد أعاد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، التذكير أنه مع كل الزيارة السابقة لبايدن عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي، كانت دولة الاحتلال تنفذ مشاريع استيطانية جديدة، وأشار إلى ما حصل عامي 2010 و 2016 عندما قام بايدن بزيارات لإسرائيل، حين وجهت حكومة بنيامين نتنياهو صفعات للإدارة الأمريكية بالإعلان عن عطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية بتركيز على البناء في مدينة القدس.
اود ان اوجه سوءال الى المطبعيين العرب القدامى والجدد:
هل حقًا انكم تدافعون عن قضية اخوانكم واخواتكم ابناء وبنات الشعب الفلسطيني عندما تتفاوضون مع اسراءيل والدول الغربية الداعمة لها؟
بماذا سيذكركم التاريخ ؟
هل سيذكركم كما نتذكر اليوم ابا رغال؟