بيروت- «القدس العربي»: على الرغم من الانشغالات الكثيرة بالأزمة الاقتصادية والمالية والحملات العنيفة المتبادلة حول موضوع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إلا أن ذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان/ إبريل 2005 عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تغب عن بال العديد من اللبنانيين، حتى أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل توقّف عند هذه الذكرى حيث قال «نتذكّر هذا اليوم طبعاً بفرح كإنجاز سيادي واستقلالي لكل اللبنانيين، ولكن أكثر نتذكّره لأنه كان حلماً أن يحصل، لا بل كان معجزة وحصلت. نذكره ليكون أمثولة لكل المشكّكين والميئّسين، الذين حاولوا تيئيسنا من حلم التحرير». وقد دفع موقف باسيل بعضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أكرم شهيب إلى الردّ عبر حسابه على «تويتر» بالقول نتذكّر جلاء جيش النظام السوري الذي دخل على دماء كمال جنبلاط وخرج بدماء رفيق الحريري، نواياكم مفضوحة وذاكرة الناس ليست قصيرة.الكل يتذكّر أنكم أول من طالب بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، واليوم أنتم جزء من هذه المنظومة التي دمّرت لبنان وسلبت خيراته.عن أي إنجاز تتحدثون؟!».
وكانت تحركات سُجّلت في المناسبة إذ وضع عضو «كتلة الكتائب» النائب نديم الجميّل إكليلاً على لوحة في ساحة ساسين تؤرّخ الذكرى، وصدرت مواقف أبرزها من نواب القوات اللبنانية، فغرّد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي سعد» 26 نيسان/إبريل 2005 أثمرت سنين النضال ودماء الشهداء انتصاراً على الاحتلال السوري. جلّ ما نتمناه في الذكرى رحيل ما تبقّى من أزلامهم أعداء الشرعية والسيادة المتحكمين بمفاصل البلاد سعياً لبناء لبنان القوي والمستقل».
ناشطون يستعيدون ذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان
وقال النائب بيار بو عاصي «في ذكرى انسحاب الجيش السوري يتسلّل المحتل عبر النفوس الخائنة حيث يقيم كالجرثومة القاتلة. النفس الوضيعة ترضخ لأي احتلال مهما كانت وضاعته. النفس القوية تثور ضد أي احتلال مهما كانت قوته. كلفة الكرامة ثمن الوطن. لن نرضخ لأي احتلال كيفما مكر او تنكّر».
من جهته، رأى رئيس «حركة التغيير» إيلي محفوض «أن النظام السوري يمارس استخفافاً بالعلاقات الديبلوماسية مع لبنان، فسفيره المعيّن منذ2009، تاريخ افتتاح السفارة، لم يتبدّل، وكأنه في دور ومهمة يريدها بشار الأسد لممثله كبديل من غازي كنعان ورستم غزالة». وقال «بعد مرور 15 عاماً على هذا الإنسحاب، المطلوب اعتذار السوريين على كل ما ارتكبوه بحق لبنان وشعبه، وتعويض ما تسبّبوا به من دمار وخراب، وكشف مصير 622 معتقلاً لبنانياً وإطلاقهم، وفتح الحدود لعودة اللاجئين». وذكّر «بقول رستم غزالة يوم الانسحاب انهم سيعودون، وقد عادوا فعلاً عبر ميشال سماحه».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت «القدس العربي» سلسلة تعليقات في المناسبة بينها للصحافي بيار عطالله الذي سافر إلى فرنسا بعد دخول القوات السورية إلى القصر الجمهوري في 13 تشرين / أكتوبر حيث قال «بعد 1990 كان إطلاق تسمية الاحتلال السوري سبباً للاعتقال والموت». وكتبت ريما منذر «أحلى شي صار بآخر تلاتين سنة جلاء الجيش السوري في 26 نيسان 2005».
ولفت رياض نجم إلى أنه «في مثل هذا اليوم إنسحب المحتل السوري من لبنان وننتظر اليوم الذي نرى فيه انسحاباً ايرانياً من بلدنا، لا مستقبل للبنان في ظل احتلال إيراني».
ونشر السفير السابق وليد معلوف صورة القرار 1559 وكتب «نذكر شهداءنا الأبرار الذين حاربوا الاحتلال لأكثر من 30 عاماً، ونشكر الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة ودولة فرنسا العظمى والأمم المتحدة على إصدار القرار الدولي 1559 في 4 أيلول/ سبتمبر 2004 الذي فرض قانونياً جلاء هذا الاحتلال من لبنان «.
اما بيار صقر فقال « هذا تاريخ مضيء في ظلام وظلم الوطن، لن ننسى إذلال اللبنانيين على الحواجز، فرض الخوّات على البضائع. لن ننسى البطش، الاعتقالات والتعذيب في مفارز المخابرات، لن ننسى الجرجرة إلى عنجر و»يوسف النبي المحقّق الجزار، ولن ننسى أحباء لنا في سجون المزّة وغيرها من المعتقلات».