برلين: أكّد المستشار الألماني أولاف شولتس مساء الجمعة أنّ اللاجئين السوريين “المندمجين” في ألمانيا “مرحب بهم”، في حين يطالب المحافظون واليمين المتطرف بإعادتهم إلى بلدهم بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المستشار الديموقراطي الاشتراكي في رسالة على منصة إكس إنّ “كلّ من يعمل هنا، ومندمج بشكل جيّد، هو موضع ترحيب في ألمانيا وسيظل كذلك. هذا مؤكد”، مشيرا إلى أنّ “بعض التصريحات في الأيام الأخيرة أدّت إلى زعزعة” استقرار “مواطنينا السوريي الأصل”.
حرية! – كان هذا الهتاف مسموعا في سوريا والعديد من المدن الألمانية. يستحق جميع السوريات والسوريين بعد كل ما تجرعوه من معاناة أن ينعموا بالعيش في حرية وأمان. إننا نعمل بالتعاون مع شركائنا على تحقيق آمالهم: الحرية وأخيرا لبلدهم! pic.twitter.com/rkzDbMERBk
— Bundeskanzler Olaf Scholz (@Bundeskanzler) December 13, 2024
ويقيم في ألمانيا حوالى مليون سوري وصل معظمهم بعد اندلاع الحرب الأهلية في بلدهم في 2011 ولا سيما خلال “أزمة الهجرة” في 2015.
وفي حين حصل قسم من هؤلاء على الجنسية الألمانية فإن كثرا منهم لم يحصلوا عليها بعد، مما يجعلهم عرضة لترحيلهم من هذا البلد.
والإثنين أعلنت ألمانيا، على غرار دول أوروبية أخرى كالنمسا والسويد وسواهما، تعليق البتّ بطلبات اللجوء المقدّمة من سوريين، وذلك في أعقاب سقوط الأسد.
ومنذ الأحد، قالت مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف لمنصب المستشارة أليس فايدل، في منشور على منصة إكس “لن نقبل أحدا بعد اليوم!”.
وهذا الحزب الذي تعزّزت شعبيته بفضل المخاوف التي سادت قسما من الرأي العام الألماني بسبب تدفق المهاجرين، صعد إلى المركز الثاني في استطلاعات الرأي للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 23 شباط/فبراير المقبل.
لكنّ الأصوات المطالبة بترحيل اللاجئين السوريين لا تقتصر على اليمين المتطرف بل تتعداه إلى قسم من أنصار المحافظين الذين يقودون المعارضة حاليا ويتوقع أن يفوزوا بالانتخابات.
ومن بين هؤلاء ينس سبان، أحد قادة الكتلة البرلمانية المحافظة في مجلس النواب الألماني، والذي اقترح “استئجار طائرات” وتخصيص مكافأة قدرها ألف يورو “لكل من يريد العودة إلى سوريا”.
من ناحية أخرى، أظهرت دراسة نشرت الجمعة أنّ العودة المحتملة لسوريين مقيمين في ألمانيا إلى بلدهم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم نقص العمالة في مستشفيات البلاد، وكذلك في قطاعات أخرى مثل النقل والخدمات اللوجستية.
وفي رسالته قال شولتس إنّ “نحو خمسة آلاف طبيب سوري يعملون حاليا في المستشفيات الألمانية”.
(أ ف ب)