القاهرة ـ «القدس العربي»: الخبر الذي أثار جدلا واسعا وعزز مخاوف الكثيرين بشأن تفاقم الأزمة الاقتصادية تمثل في إعلان محافظ البنك المركزي طارق عامر أنه طلب إعفاءه من منصبه، مبررا الأمر بأنه يهدف إلى “إتاحة الفرصة للآخرين لاستكمال المسيرة التنموية الناجحة تحت قيادة رئيس الجمهورية”.جاء ذلك بعدما أصدر الرئيس السيسي قرارا جمهوريا بتعيين طارق عامر مستشارا لرئيس الجمهورية. وفي السياق ذاته قال محمود الصعيدي عضو اللجنة الاقتصادية لمجلس النواب، إن استقالة طارق عامر تستدعي ضخ دماء جديدة في إطار تحقيق برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، ورحب الصعيدي بقرار محافظ البنك المركزي بعدما قدم استقالته قائلا: طالما نادينا بأفكار خارج الصندوق ودماء جديدة تستكمل منظومة الإصلاح الاقتصادي المصري.
وأمس الأربعاء 17 أغسطس/آب عاد من جديد الملياردير نجيب ساويرس للواجهة، إذ استيقظ على اشتعال الحملة التي يواجهها ووجد نفسه في مواجهة ثلة من الاتهامات الخطيرة أبرزها، التخطيط لنشر فتنة بين المسلمين والأقباط وتشويه السلطة الحاكمة وابتزاز الحكومة من أجل الهروب من دفع ضرائب مستحقة عليه تزيد على سبعة مليارات جنيه، وشارك في تدشين الهجوم على ساويرس العديد من الكتاب والإعلاميين للدولة ومن بينهم مصطفى بكري ومحمد الباز، وعدد من أبرز الموالين للسلطة في الصحف القومية والحزبية، وجرّ ساويرس الويلات على عائلته التي تعرضت لهجوم واسع وصل لحد اتهامها بجني ثروات مليارديرية على حساب الأغلبية الفقيرة.. الأهم والأبرز في الحملة التي يتعرض رجل الأعمال لها، أن البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية انضم لقائمة خصوم ساويرس، حيث وجه له انتقادات بالغة دون أن يسيمه، متهما إياه بنشر الفتنة وزعزعة استقرار المجتمع، إثر تصريحات ساويرس التي أعرب خلالها عن شكوكه بشأن حادث كنيسة أبو سيفين قائلا: “إننا في صعيد مصر لا نقبل العزاء قبل أن نعرف التفاصيل، وأن نعرف الفاعل الله هو المنتقم وهو الذي سيأتي بحق الضحايا”.
ومن اخبار الحوادث: قال وزير النقل الفريق كامل الوزير، إن المتهمين بسرقة أجهزة وصناديق من هيئة السكة الحديد، أُحيلوا إلى النيابة العسكرية، ومنهم 11 شخصا حُكم عليهم بـ15 سنة سجن، متابعا: “عشان محدش تسول له نفسه يسرق حاجة تاني، دول مسرقوش مسمار ولا اتنين دول سرقوا صندوق إشارات تخلي القطارات تمشي مش شايفة قدامها وتخبط في بعض، والناس بتتأخر وممكن تموت.. صندوق الإشارات ثمنه 50 ألف دولار وباعوه بـ50 جنيه”.. ومن أخبار القلعة البيضاء: أكدت أسرة المستشار مرتضى أنه داخل النادي يباشر عمله، ونفت إشاعة سجنه تماما ونشرت صورا تجمعه مع الكابتن جمال عبدالحميد، وكان الإعلامي أحمد شوبير قد قال، “القانون فوق الجميع” تلميحا لتنفيذ مرتضى عقوبة سجنه شهرا بتهمه سب وقذف رئيس النادي الأهلي.
انتظروا التحقيقات
أيا كانت نتيجة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بشأن الحريق المروع الذي أودى بحياة واحد وأربعين شخصا، كثير منهم في عمر الزهور، في كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين في المنيرة، فإن هناك ملاحظات مهمة تتصل بالحادث، الذي يمكن أن يتكرر في مناطق أخرى، على حد رأي سامح فوزي في “الشروق”: استمعت إلى تحليل من الصحافي نادر شكري، وهو من الذين يهتمون بالشأن الديني بموضوعية، دون تهويل أو تهوين، وقد نقل من أرض الواقع عددا من الملاحظات المهمة التي تتصل بمبنى الكنيسة. وكما كان متوقعا فإن الكنيسة بنيت في التسعينيات، مجرد مبنى عشوائي وسط منطقة عشوائية، مكان يُصلي فيه الناس، في وقت كان الأسلوب المتبع فيه هو وجود مكان للصلاة دون ترخيص، ولكن بالطبع تحت بصر وعلم أجهزة الدولة المعنية. المبنى ضيق، مكتظ بالأنشطة، له باب واحد، وسلم واحد، ولا يراعي الاشتراطات البنائية أو المعايير الهندسية. وهذا تعبير عن فشل السياسات العامة، وعدم قدرتها على السماح للناس بالصلاة في مكان يسع لهم، ويلبي احتياجاتهم، وبالتالي عندما تحدث كارثة، يكون ضحاياها أكثر بكثير مما يمكن أن تكون عليه إذا حدثت ـ لا قدر الله ـ في مبنى آخر مخطط، ومنظم، يراعي القواعد الهندسية والفنية. وأكاد أجزم أنه على شاكلة هذا المبنى توجد عشرات الآلاف من المباني في القرى والمناطق العشوائية، التي يمكن أن تلتهمها النيران في أي وقت، دون أن يستطيع الموجودون فيها الفرار منها.
الفقر وأشياء أخرى
مما يُعقد الأمر، ويزيد الطين بلة، على حد رأي سامح فوزي، أن المجتمع المصري بحكم تكوينه لا يعرف ثقافة الصيانة، والمتابعة الفنية، ولا يتدخل إلا عند حدوث خلل أو توقف أو انهيار. وهناك من يعتبر الصيانة «ترفا» لا معنى لها، ويكفي أن ننظر إلى كم السيارات المتوقفة على جانب الطريق تطلق دخانا من باطنها، أو متعطلة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، والسبب أنه لا توجد مراجعة أو صيانة دورية لها. بالطبع الفقر، وضعف الموارد المالية له دور أساسي في عدم إجراء الصيانة اللازمة في مواعيدها، ويسود عرف في كل مناحي الحياة أنه طالما الدنيا «ماشية» لا داعي للتدخل حتى يصل الشيء إلى «آخره»، عندئذ نتدخل بتغيير الجزء المعطوب أو ترميم البناء. وقد أدى غياب الصيانة في حياتنا إلى تدهور المباني، وترهل الإمكانات المؤسسية، وضعف الإنجاز، وارتفاع تكلفة إرجاع الشيء إلى أصله نتيجة تراكم التدهور، ما يجعل تكلفة إصلاحه أعلى بكثير من تكلفة صيانته الدورية. لو تأملنا كم العشوائية التي تحيط بنا من كل جانب، ليس علينا إلا أن نشكر الله كل حين لأنه «خير الحافظين»، ويحمي الناس من كوارث كبرى، وإن ما يضرب المجتمع من أحداث جسام من وقت لآخر أقل مما يمكن أن ينجم عن حالة العشوائية التي نعيشها. إذا عدنا إلى حادث كنيسة أبى سيفين، فإن الفقر والعشوائية وغياب التخطيط تركت آثارها القاسية على الحادث، وهي ليست مسؤولية الكنيسة وحدها، فهي نتاج الظروف التي أحاطت بها، ويستوجب النظر إلى المستقبل والعمل على مراجعة أنظمة الأمان، واتخاذ ما يمكن عمله لتحسين شروط المباني، وضمان سلامتها، ومراعاة الاشتراطات الفنية، سواء كانت كنائس أو مساجد أو مستوصفات أو مدارس، وغيرها.
فقه المحبة
بادر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من مستشفاه العلاجي في ألمانيا، لتعزية شعب الكنيسة باتصال كريم بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة المصرية، وقبلها وضع إمكانيات المؤسسة الأزهرية طبيا وخدماتيا في خدمة المصابين.. وجه حمدي رزق دعمه للطيب في “المصري اليوم”: بوركت فضيلة الإمام. التنويه عن عطفة الإمام الأكبر الطيب مستوجب وطنيا، ليعلم المحبون أن ما يجمع بين الأزهر والكنيسة محبة وتعاطف وتعاضد لا يفرقه إنسان، وما بين الإمام الطيب والبابا تواضروس (على المستوى الشخصي) محبة قلبية خالصة لوجه الله، ولا تشوبها شائبة.. ومعجميا، لا تشوبها شائبة، تعني محبة صَافِيَة، غَيْرُ مُخْتَلِطَة بِشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهَا. لاَ يَخْلِطُهُا شَىءٌ مَعِيبٌ، ولا يُدَنِّسُهُا شَىءٌ.. ومن قاموس طيب الذكر الشيخ الشعراوي وعلى قوله (وبتصرف): «لا يفرق بينهما حاقد أو حاسد أو مُستغَل أو مستغِل أو مدفوع من خصوم الوطن هنا أو من خارج هنا». تجلت في حريق كنيسة «أبوسيفين» صور المحبة المصرية، ومنها العطفة الأزهرية، و«فقه المحبة الشعبية» عميق الجذور في التربة المصرية، سبر أغواره يحتاج إلى التعمق في فهم الشخصية المصرية التي تثبت جدارة وطنية في الملمات التي تحيق بالوطن.. إذ فجأة وعلى غير توقع، تستنفر طاقات المحبة الكامنة في أعماق الأعماق. فقه المحبة ليس بجديد على الإمام الأكبر الطيب، ويسجل كتاب المواطنة في مصر للإمام شيخ الأزهر كلماته الطيبات في حق أخوة الوطن. مسكوكات الإمام الطيب ستُكتب بمداد فوّاح في سجلات المشيخة العريقة. سطور في صفحة منيرة نباهي بها العالمين إذا احتكموا إلى بيان المواطنة في المحروسة.
حقوق مشتركة
راجع من فورك، والكلام ما زال لحمدي رزق، حديث الإمام الأكبر عن الإنجيل والتوراة ولا يمسهما إلا المطهرون، كحكم مس القرآن الكريم وحماية الكنائس وبنائها، جريا على مذهب العلامة المصري الكبير الليث بن سعد، وأخوية المسيحيين، وتشديده على حذف مصطلح «أهل الذمة» من صفحات التاريخ الحديث، وغيرها من مقولات كريمة تشي بصفاء قلب الإمام وتمثله سُنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي أوصى بالمسيحيين خيرا.. ثبتت عن سيدنا النبي صلوات الله عليه الوصية بأهل مصر في الحديث الشريف: «إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما». (رواه مسلم). الإمام يحلق بالأزهر الشريف عاليا في سماء الأخوية الوطنية، بمعنى المحبة والتسامح ما يترجم بالمواطنة، ويرسم بفقهه وعلمه وتواضعه ملامح وسطية المشيخة العريقة المستقاة من وسطية الإسلام وعدله ورحمته بالعالمين كافة. في حريق «أبوسيفين» تجليات «فقه المحبة”، سلو بلدنا الطيبة، ولا تعجب، ولا تسألن عن السبب، وهل يسأل محب عن المحبة، ما فاضت به جموع المصريين من محبة، صورة مصر إزاء الحريق بألف مما تعدون، صورة تقول إن المحبة ساكنة فينا، تحت الجلد، تحديدا في قلوب الطيبين، ليتكم تفقهون «فقه المحبة» الذي جافاه قساة القلوب.
وحدة وطنية
نبقى مع الحادث الأليم بصحبة فاروق جويدة في “الأهرام”: تجمع المصريون أمام كنيسة أبو سيفين يودعون ضحايا حريق دمر الكنيسة وترك 41 ضحية التهمتهم النيران معظمهم من الأطفال.. كارثة جديدة أخذت معها هذا العدد من الأطفال الأبرياء الذين بلغ عددهم 15 طفلا واحترقت أجزاء كثيرة من مبنى الكنيسة.. تجمع الأهالي يطفئون النيران ومنهم من أصيب وهو ينقذ الأطفال.. واحتراق الكنيسة يطرح سؤالا حول أجهزة الوقاية ومقاومة الحرائق وهل تتوافر في مثل هذه المنشآت المهمة ولماذا لا تتوافر أجهزة الوقاية والمقاومة حتى لا نجد النيران تحاصر المصلين في الكنائس والمساجد ودور العبادة.. أنا لا أتصور الاهتمام بالمباني وإهمال حمايتها وهنا ينبغي أن يكون للمواطنين دور في توفير المعدات اللازمة للوقاية قبل أن تشتعل النيران ويسقط الضحايا.. لقد قدمت الدولة دعما ماليا للضحايا، وأسهمت الجمعيات الأهلية بالأموال والأطعمة وقدم الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر معونات مالية للضحايا والمصابين، وقام جهاز الخدمة الوطنية بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء في تجديد الكنيسة وإزالة آثار الحريق.. وتبقى هناك ضرورة لتوفير معدات الوقاية والمقاومة.. أجهزة التكييف ضرورة ولكن الوقاية أهم، وأعتقد أن المجتمع المدني عليه مسؤوليات في ذلك.. العزاء للإخوة الأقباط وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصابهم وهو مصاب لكل المصريين وتغمدهم الله بواسع رحمته.. روح التواصل والمحبة التي تظهر بين المصريين في مثل هذه المواقف تؤكد دائما أن مصر شعب واحد ووطن واحد وفى الأزمات تظهر معادن الشعوب.. وكان تجمع المواطنين، مسلمين وأقباطا حول كنيستهم تأكيدا لهذه الروح التي عشنا عليها آلاف السنين.. المؤسسات الدينية يجب أن تتمتع بحماية خاصة وأن تتوافر الأساليب الحديثة في مقاومة الحرائق.. وما حدث في حريق أشجار حديقة القلعة ومبنى الكنيسة يتطلب إجراءات أمنية دائمة حتى لا تتعرض هذه الأماكن التاريخية لمثل هذه المخاطر، خاصة أن مبانيها لا تتحمل مشكلات الكهرباء والمياه أمام منشآتها القديمة.. وهذه الأماكن يجب أن تخضع لعمليات ترميم وصيانة دائمة في كل مرافقها وخدماتها.
اسكت يا نجيب
نعم الحدث جلل والمصاب كما قال جمال حسين في “الأخبار”، أليم والمأساة أوجعت قلوبنا جميعا مسلمين ومسيحيين، حزنا على شهداء حريق كنيسة أبي سيفين في إمبابة.. لكن الدولة كانت حاضرة وبقوة لتخفيف الآلام وتجلت المواطنة في أروع صورها وضرب أهالي إمبابة أروع المثل عندما هبوا لنجدة إخوانهم وأنقذوا كثيرين حاصرتهم النيران لدرجة أن الشاب محمد أنقذ 5 أطفال وأصيب أثناء إنقاذ سيدة مسنة.. النغمة النشاز الوحيدة حول تداعيات الحادث جاءت من رجل الأعمال المثير للجدل دائما نجيب ساويرس وليته صمت.. فبدلا من أن يسارع إلى إمبابة للمؤازرة والمساندة وتقديم مساعدات مالية أو التبرع بترميم الكنيسة، وهو المحسوب ضمن قائمة رجال الأعمال الأكثر ثراء في العالم.. إذ به يفاجئ الجميع بتويتة بطريقة الغمز واللمز، من شأنها أن تثير البلبلة والفتنة بين المصريين.. كتب على حسابه الشخصي في «تويتر»: «لم أرِد أن أكتب تعزية قبل أن أعرف تفاصيل الحادث، لأننا في صعيد مصر لا نقبل العزاء قبل أن نعرف التفاصيل وأن نعرف الفاعل، الله هو المنتقم وهو الذي سيأتي بحق الضحايا». لكن المصريين مسلمين ومسيحيين فطنوا إلى تلميحاته ولم يعيروا كلماته أي اهتمام. لا أدري ماذا يريد ساويرس ولماذا التلميح بوجود فاعل رغم أن كل شهود العيان من داخل الكنيسة أقروا بأن سبب الحريق جهاز التكييف؟ القاصي والداني شاهد بأم عينيه كيف بادر الرئيس السيسي بتقديم واجب العزاء للبابا تواضروس، وكيف وجه أجهزة الدولة بتقديم الدعم اللازم لاحتواء الحادث الأليم وعلاج المصابين وتكليفه للهيئة الهندسية للقوات المسلحة للبدء فورا في إعادة ترميم الكنيسة.. رأينا رئيس الوزراء والوزراء المعنيين وكل أجهزة الدولة في موقع الحادث.
لعله ينجح
الميزة التي يمتلكها الدكتور خالد عبدالغفار بين وزراء التعديل الأخير في الحكومة، من وجهة نظر سليمان جودة في “المصري اليوم”، أنه يستطيع أن يتعامل مع الملفات الأهم في وزارة الصحة منذ اليوم الأول.. والسبب أنه كان يتولى أعمال الوزارة مؤقتا منذ ما يقرب من السنة، ولا بد أنه خلالها استطاع التعرف على هذه الملفات عن قرب، واحدا وراء الآخر. وعلى العكس من ذلك يظل باقي الوزراء الجدد.. فكلهم يدخل وزارته للمرة الأولى، وكلهم سوف يقضي وقتا للتعرف على تفاصيل الوزارة التي يجلس على قمتها. ولست أريد شيئا هنا سوى تذكير الدكتور عبدالغفار بما كان الدكتور حاتم الجبلي قد قاله عندما ظهر على شاشة التلفزيون في يناير/كانون الثاني الماضي.. وكان يظهر وقتها للمرة الأولى منذ خروجه من الوزارة في 2011.. قال إن نصيب كل عشرة آلاف مواطن كان 21 طبيبا في عام 2000، وأن هذا العدد انخفض في 2020 إلى 8 أطباء، وأن نصيب هذا العدد نفسه من المواطنين من طاقم الممرضين في السنة نفسها كان 28 ممرضا، وأن عددهم انخفض بمرور العشرين سنة إلى 11 ممرضا. هذا كلام لم يصرح به عابر سبيل، لكنه كلام على لسان وزير صحة سابق وشهير، وقد كان الرجل يقرأ من ورقة أمامه وهو يطلق تحذيره من عواقب ما حدث ويحدث، ولم يكن يطلق كلاما إنشائيا. ولا أحد يعرف إلى أين وصلت أعداد الأطباء والممرضين من 2020 إلى الآن؟ لكن حتى لو كان الانخفاض قد توقف عند الأرقام التي ذكرها الدكتور الجبلي، فالأمر مخيف، ولا سبيل سوى التعرف على أسبابه، حتى لا نجد أنفسنا ذات يوم أمام مستشفيات بلا أطباء وبلا ممرضين. الدكتور عبدالغفار طبيب، وهو فوق ذلك سمع بالقضية أيام الوزيرة السابقة، ثم تعامل معها بشكل مباشر، بدءا من أكتوبر/تشرين الأول من السنة الماضية، وعنده بالتالي ما يشبه الروشتة للحل العملي. وإذا كنا نقول دائما إن المدرسة مدرس في الأساس، فالمستشفى في المقابل طبيب وممرض قبل كل شيء.
أكاذيب إسرائيلية
على مدى التاريخ والكلام للينا مظلوم في “الوطن” ارتبطت عقدة الأمن بالشخصية اليهودية حتى أصبحت الهاجس الأكبر المسيطر على النسيج المجتمعى والسياسى الإسرائيلى.. عقلية «الجيتو» القديمة تعززها المخاوف الأمنية، رغم عدم واقعية هذه المخاوف بعد كل التسويات من الدول العربية والفلسطينيين للتوصل إلى حل سياسى يضمن تعايش كلا الطرفين، تصر إسرائيل في المقابل على إبقاء فتيل الحروب مشتعلا. الهاجس الأمنى أصبح حاضرا بقوة في السياسة الخارجية والداخلية، خلال أي مفاوضات يطرح الإسرائيليون بند الأمن ضمانا لكل مزاعم ما قد يشكل تهديدا لوجودهم. هذا الانشغال المرضىّ بقضية الأمن يضع حسابات إسرائيل في تضارب حول فكرة طمأنة هاجسها الذي حصرته داخل استراتيجية خاطئة تعتمد العنف والوحشية مقابل التعايش مع الشعوب المجاورة. تاريخ من العمليات العسكرية، الاغتيالات الممنهجة، القمع الذي تمارسه ضد الفلسطينيين منذ 1948.. كلها لم تقتل روح المقاومة عند الشعب الفلسطينى، ولا منحت إسرائيل علاجا من عقدها التاريخية المزمنة.تابعت الكاتبة : إسرائيل اختارت صراعاتها الإقليمية عنوانا لأعمالها العسكرية التي جرت منذ أسابيع في غزة. تحت زعم ارتباط إيران الوثيق بحركة الجهاد، والمفترض أن هدف العمليات الحد من نشاطها المرتبط بإيران وإنهاء تدخلها في غزة. قرار العمليات العسكرية سبقته حملة إعلامية عن شعور مستوطنى غلاف غزة بالحصار وتأهب الجهاد لضرب أهداف إسرائيلية، وهو ما لا يتفق مع عدم مبادرة الجهاد هذه المرة إلى أي عمل ضد إسرائيل.. الأمر الذي يدحض مبررات إسرائيل في صياغة العنوان على أنه مواجهة مع إيران أو «وكيلها»، وفق وصف رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد لحركة الجهاد بعدما كانت الاعتداءات الإسرائيلية السابقة تنتظر إطلاق بعض الصواريخ، لتبدأ القصف الجوى ضد المدنيين من سكان غزة.
دون حسم
بينما لا تزال العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا مستمرة منذ 6 أشهر دون حسم نهائي، أقدمت روسيا وفق ما أوضح مرسي عطا الله في “الأهرام” على خطوة مفاجئة بالإعلان عن استعراض مبهر لأحدث ما في ترسانتها العسكرية من أسلحة وعتاد، تحت مظلة منتدى دولي استضافته موسكو بمشاركة 80 دولة تحت عنوان “منتدى الجيش التقني 2022”. موسكو استهدفت من عقد هذا المنتدى أن تبعث رسالة مفادها أن على دول العالم وضع خطوط سياساتها واتخاذ مواقفها على ضوء ما أحدثته روسيا من انقلاب في أرقام ومعادلات ميزان الرعب العالمى، بل إن روسيا في ما يبدو تريد أن تتضمن رسالتها إفادات للجميع بأن التداعيات الاقتصادية والمالية الرهيبة التي ضربت كل دول العالم دون استثناء بسبب حربها في أوكرانيا، ليست وحدها هي الثمن الباهظ الذي يتقاسم العالم فاتورته الآن، وإنما هناك احتمالات لا يمكن استبعادها بأن الحرب في أوكرانيا ومع ظهور تهديدات ضد المفاعل النووي الأوكراني في “زابوريجيا” يمكن أن تغير مسار الحرب وتنتقل بها إلى مشارف حرب عالمية واسعة تجعل السلام العالمي معلقا على حافة هاوية مرعبة قرب نقطة الخطر، التي لا رجوع بعدها. إن ما يجري في إطار العملية العسكرية ضد أوكرانيا منذ ما يزيد على 6 أشهر دون حسم، وفي إطار لعبة عض الأصابع بين روسيا من ناحية، وأمريكا وحلفائها الأوروبيين من ناحية أخرى، لم يعد مستبعدا أن يتحول في الغد إلى خطر مرعب مع أي خطأ في الحساب على هذا الجانب أو ذاك.. أخشى أن أقول على ضوء ما استهدفته روسيا من المنتدى والاستعراض العسكري الأخير، إن النظرية التي عشنا خلالها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بشأن ضمانات السلام العالمي، التي تقول بأن التقدم الهائل في الأسلحة، صنع بين الدول الكبرى وفاقا في ضوء حقيقة اسمها “ميزان الرعب”، لكن ما جرى في أوكرانيا شكك في صحة هذه النظرية التي لم تعد لديها قدرة الصمود، إذا صحت التسريبات الروسية بأن هذا الميزان قد اختل، ولا بد من نظرية جديدة تواكب الحقائق الجديدة في صناعة السلاح.
ظلموك يا صلاح
نتحول نحو الساحرة المستديرة بصحبة أحمد عصام في “اليوم السابع”: مشاهدة محمد صلاح يحطم الأرقام القياسية أصبح مشهدا معتادا لكل متابعي الكرة العالمية منذ موسمه التاريخي الأول مع ليفربول في 2017-2018 والذي انتهى بتتويجه هدافا للدوري الإنكليزي وأفضل لاعب في المسابقة وإعادة الريدز إلى مصاف كبار اللعبة محليا وعالميا، بعودته إلى سباق المنافسة من جديد على كل البطولات التي يشارك فيها حتى الآن، ولكن دون أثر واضح على الجوائز العالمية الكبرى خارج حدود المملكة المتحدة. صلاح المتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الأقوى في العالم على كل المستويات من جماهير إلى نقاد إلى لاعبين، هو نفسه صاحب الـ3 أحذية ذهبية كهداف للمسابقة الأكثر تنافسية على مستوى العالم، لم يجد أي تقدير على مستوى جائزتي أفضل لاعب في أوروبا وأفضل لاعب في العالم، سواء من فرانس فوتبول التي تمنح الكرة الذهبية، أو من فيفا صاحب جائزة “ذا بيست” وكأن صلاح ما زال لاعبا في المقاولون العرب ولا يمكنه تحقيق تلك الجائزتين. في موسم صلاح الأول، الذي اعتبره البعض موسما لن يتكرر وأطلق عليه بالفعل وقتها “ظاهرة الموسم الواحد”، قدّم أداء استثنائيا بالفعل على كل المستويات، ونجح في قيادة منتخب مصر إلى كأس العالم 2018 لأول مرة منذ 1990 كإنجاز تاريخي على المستوى الدولي، وليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 2007 بعد خوض المسابقة من الدوري التمهيدي، وحصل على جائزة لاعب الشهر 7 مرات من أصل 9 وجائزة الأفضل في الدوري وهداف الدوري، إلى جانب تحقيق سلسلة طويلة من الأرقام القياسية بعد تسجيله 32 هدفا في الدوري الإنكليزي و44 إجمالا في كل المسابقات مع ليفربول، ولكن في النهاية خرج من القائمة النهائية لأفضل لاعب في العالم والأفضل في أوروبا.
ضربة موجعة
تابع أحمد عصام: بعد سنوات من سيطرة ميسي ورونالدو على الجوائز الكبرى استمر إقصاء صلاح بطريقة غريبة في المواسم الخمسة الماضية من سباق الأفضل، يعود صلاح في الموسم الحالي بضربة موجعة بعد اختياره في المركز السابع بترتيب الأفضل في أوروبا 2022 رغم قيادته للريدز إلى نهائي دوري الأبطال، وأعتقد أن رد صلاح سيكون قويا الليلة أمام كريستال بالاس في الدوري بعد ترتيبه الصادم في ترتيب الأفضل داخل القارة العجوز. محمد صلاح حقق كل الألقاب الممكنة مع ليفربول، وعلى المستوى الفردي حقق أيضا إنجازات تاريخية، والموسم الحالي هو موسمه الأول بعد تجديد تعاقده مع الريدز لفترة طويلة من المنتظر أن تشهد تحطيمه العديد من الأرقام القياسية، وقد تنتهي بتنصيب صلاح الأفضل في ليفربول على الإطلاق، بعدما نجح في معادلة مايكل أوين في ترتيب هدافي الفريق عبر التاريخ بـ158 هدفا في المركز الثامن بعد هدفه أمام فولهام في الجولة الأولى من الدوري هذا الموسم. إنجازات صلاح التاريخية المنتظرة بعد تجديد تعاقده حتى 2025 مع تدعيمات ليفربول بوجود نونيز والمنافسة المتوقعة على كل الألقاب مع انتهاء عصر ميسي ورونالدو رسميا، نتمنى أن ينتهي معها ظلم الملك المصري ونشاهده بجائزتي الأفضل في أوروبا والعالم قريبا.
سبب البلاء
أكثر ما يؤخر هذا البلد في أي مجال وفق ما يرى علي البحراوي رئيس تحرير “الوفد” بعض الشخصيات العامة أو المسؤولين الذين يرفعون شعار «المصلحة العامة» في كل تصريحاتهم وهم في حقيقة الأمر بعيدون تماما عما يقولون، ولا يهمهم إلا ما يمكن أن نطلق عليه «المصلحة العمياء»، لدرجة أنني أصبحت أنزعج وأقلق من الذين يكثرون من الإشارة إلى المصلحة العامة في تبرير أو تفسير قراراتهم أو بعض تصرفاتهم أو توجهاتهم.. والعجيب أنه بمرور الوقت نكتشف أن هؤلاء بالفعل لم يكن لهم أي اهتمام إلا بـ«المصلحة العمياء» التي تخدم مصالحهم وذويهم، وأنهم اعتبروا وجودهم في بعض المناصب التي وصلوا إليها بحق أو دون وجه حق، فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب خاصة بغض النظر عن طريقة الوصول إليها، وهل هي قانونية أم لا، وهل هي حلال أم حرام.. البعض مثلا يدلى بتصريحات تتعلق بحادث كنيسة إمبابة الأخير الذي راح ضحيته 41 مواطنا مصريا بينهم أطفال بخلاف المصابين.. وبدلا من التفكير بطريقة إيجابية والبحث عن كيفية عدم تكرار مثل هذا الحادث الأليم الذي أحزننا جميعا.. بدأوا في البحث عن «المصلحة العمياء» والإيحاء بأن وراء الحادث شيئا غامضا، رغم أن المعاينة وجهات التحقيق الرسمية أشارت إلى أن ماسا كهربائيا وراء الحادث.. ولكن بدأ هؤلاء في التشكيك والتلميح ومحاولة مغازلة الغرب الذي يبحث لنا عن أي ثغرة أو سلبية في محاولة للتدخل في شئوننا.. ولم يكن هذا النهج جديدا على هؤلاء الذين كوَّنوا ثرواتهم الطائلة من الفرص الذهبية التي أتيحت لهم داخل هذا الوطن الذي يديرون له ظهورهم في وقت الأزمات والتحديات الحقيقية.. ولا يكتفون بهذا التصرف الغريب، بل يطلقون التصريحات التي من شأنها أن تسمم الأفكار وتزيد الأمور تعقيدا.. رغم أن مصر لم يفلح حتى الاستعمار في شق صف الأمة التي لم تفرق يوما بين مسلم ومسيحى، وهو ما تصدت له ثورة 1919 العظيمة التي رفعت شعار «يحيا الهلال مع الصليب».. ويظهر معدن المصري الأصيل في المحن والشدائد..
رئيس سابق
آخر ما كانت تحتاج إليه أمريكا من وجهة نظر جلال عارف في “الأخبار” هو أن يصل الانقسام في المجتمع الأمريكي إلى هذه الدرجة التي أصبحت تهدد الأمن والاستقرار في الدولة التي ما زالت رقم 1 في قيادة العالم. أزمات ترامب وآخرها مداهمة منزله من المباحث الفيدرالية ومصادرة وثائق سرية والحديث الرسمي عن اتهامات منها ما يتصل بخرق قانون مكافحة التجسس.. كل ذلك نقل الانقسام الهائل في المجتمع الأمريكي إلى مستوى جديد وخطير مع تنامي العنف وتصاعد دعوات التطرف والعنصرية. ما كان قد بدأ باقتحام الكونغرس من أنصار ترامب لمنع تنصيب بايدن رئيسا، يتواصل الآن مع محاولة مسلحة لاقتحام مبنى المباحث الفيدرالية، ومع تهديدات لأفراد الجهاز وعائلاتهم، ومع تقارير رسمية تحذر من الأسوأ في ظل استمرار خطاب التحريض ضد مؤسسات الدولة، ومع وجود جماعات التطرف والملايين من قطع السلاح، وفي ظل مناخ أزمة يمكن أن تتحول إلى انفجار، لم يعد غريبا أن يُطَرح على الساسة والمفكرين ومراكز البحث المرموقة سؤال الأزمة حول ما إذا كانت الدولة الأقوى في العالم ـ حتى الآن ـ تسير في طريق الحرب الأهلية؟ ولم يعد غريبا أن يشعر جمهوريون بارزون بالخطر، وأن يتجاوزوا الحسابات الضيقة لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الحاسمة ليحذروا من خطر الانجرار وراء ترامب ووضع الحزب الجمهوري في صدام مع الدولة أو انقلاب على الشرعية، ربما تكون المعركة داخل الحزب الجمهوري هي الأجدر بالاهتمام، خاصة مع تزايد الأدلة على جدية الاتهامات ضد ترامب في التحقيقات الجارية، وخطورة الوضع إذا صحت هذه الاتهامات آخر لقطة في المشهد الترامبي: يقول ترامب أن المباحث الفيدرالية «سرقت» جوازات السفر الخاصة به أثناء تفتيش منزله، وهو ما يعني أنها «صادرت» هذه الجوازات.. هل يعني ذلك أنه أصبح ممنوعا من السفر؟
الحسناء والأنذال
موقف لا ينساه كان شاهدا عليه صبري الموجي في “المشهد”: شاءت ظرُوفها التعيسة أن تقف في عربة القطار المُنطلق من القاهرة إلى مدينة طنطا محطة نزولها، بعدما لم تجد مكانا للجلوس؛ إذ أن الوقت هو موعد رجوع الموظفين وطلبة الجامعات إلى بيوتهم. لم تمض على وقوفها دقائق حتى أخذ القطار يضيق بالركاب رويدا رويدا، وصار عند انطلاقه أشبه بعُلبة (السردين) ليس فيه موضعٌ لقدم، وأضحى من استطاع الوقوف على رجليه داخل العربة من ذوي الأملاك يحسُده من وقف على درج باب القطار المفتوح على مصراعيه، يُحاذر السقوط المُفضى لا محالة إلى الموت. من بين الركاب كانت هناك فتاةٌ في ريعان الشباب، طاغية الأنوثة، حباها الله جمالا يخطفُ الأبصار، وهو ما جعل كلَّ من يدلف من باب الدخول يقف بجانبها؛ عساه أن يظفر بحركة رمش، أو نغمة صوت تُنسيه غصة الزحام الأشبه بيوم الحشر. ضاقت الفتاةُ ذرعا بازدحام العربة، وما استتبعه ذلك من نظرات فتاكة، وأياد طائشة التطمت بها بين الحين والآخر، وبرر أصحابُها – كذبا – بأن ذلك كان عن غير قصد. أبصرتُ المشهدَ عن قرب، إذ كنتُ أحد المحظوظين بتلك العربة ممن ظفروا بمقعد للجلوس حتى محطة النزول، فراعنى ما تُعانيه الفتاةُ من مضايقات تصبب لها وجهُها عرقا، وتفصد جبينُها، فهمتْ بالنزول قبل انطلاق القطار، ولكن هيهات لها أن تصل إلى الباب.
ضميره استيقظ
من الوهلة الأولى، حدث صبري الموجي نفسه بأن يتخلى عن مقعده لينقذ الحسناء من براثن المتطفلين والمتحرشين في قطار الفقراء فماذا حدث؟ قررت أن أقف لها لتجلس مكاني، فخانتني رجلاي مخافة ما ينتظرُني إذا أقدمت على تلك الخطوة الجريئة التحام، وربما (سرقة حافظة النقود)، وكسر (نظارة القراءة) التي علقت بجيبى، فتراجعتُ عن الفكرة. لم يتركني وخزُ ضميري، وإشفاقي على الفتاة، التي أحاط بها الشبابُ إحاطة السوار بالمعصم أهنأ بالجلوس على مقعدي الصُلب، الذي إذا ما قورن بالوقوف كان ألين من ريش النعام، فبلعتُ (حبة شجاعة) ونهضتُ واقفا تاركا مقعدي – الذي لو شئتُ لأخذتُ عنه (خلو رجل) – لتلك الفتاة المسكينة، التي ثمنت صنيعي، وانبرت تشكرني، وتدعو لي. مشهدٌ.. كثيرا ما نراه في المواصلات العامة أو في طابور إحدى الجمعيات التعاونية، أو أمام مخبز أو مصلحة حكومية، حيث يتصارع الجميعُ للوصول إلى مأربه، وقضاء مصلحته، دون الالتفات إلى ضعف امرأة أو براءة طفل أو أنات مريض، أو توسلات عاجز، فصار لسانُ حال الكل: (أنا ومن بعدى الطوفان). إن ديننا دينُ رحمة، يدعو إلى التعاون ومكارم الأخلاق، ويرفض الفسوق والعصيان، وأيُّ فسوق أشدُ من قهر صبي، وظلم امرأة، وغض الطرف عن استغاثة مُحتاج وأنين مكلوم، وأكل أموال الناس بالباطل؟
و الحقيقة لا يقربها إلا الصادقون