شيعة العراق يهبون لنصرة الأسد مع تزايد الانقسام الطائفي

حجم الخط
19

بغداد- (رويترز): كان يجلس بين الحجاج الإيرانيين ومسؤولي الشركات الأجانب والسياح في قاعة انتظار المسافرين في مطار بغداد 12 شابا عراقيا في طريقهم إلى سوريا للمشاركة في الحرب الطائفية ليس في صف مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإنما ضدهم.

هؤلاء الشبان الذين يرتدون الجينز وقصروا شعورهم هم عراقيون شيعة من بين مئات يتوجهون للمشاركة فيما يرون أنه نضال من أجل الدفاع عن الشيعة السوريين ومزاراتهم ضد مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من السنة.

وأدت الحرب في سوريا إلى تقسيم الشرق الأوسط بين الطائفتين المسلمتين الرئيسيتين وحولت سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة بين إيران الحليف الإقليمي الرئيسي للأسد التي يغلب عليها الشيعة وبين أعداء الاسد السنة في تركيا ودول الخليج العربية.

وجذب الصراع في سوريا بالفعل تيارات من المقاتلين الإسلاميين السنة في صف المعارضة بينما يخوض حزب الله اللبناني المدعوم من إيران حربا علنية دفاعا عن الأسد.

والآن يثير تدفق رجال ميليشيا عراقيين عبر الحدود الشكوك في الموقف المحايد الرسمي الذي تتبناه الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في الحرب الأهلية السورية التي قتل فيها 90 ألف شخص منذ ما يزيد عل عامين.

كان علي (20 عاما) وهو أحد أفراد ميليشيا لواء أبو الفضل العباس في طريقه للحاق بوالده في سوريا لحماية مزار شيعي بالقرب من دمشق من مقاتلي المعارضة.

قال علي لرويترز قبل أن يغادر بغداد الأسبوع الماضي “من واجبي الشرعي أن أذهب إلى هناك وأن أقاتل دفاعا عن مسجد السيدة زينب”.

وبينما تدخل الحرب السورية عامها الثالث تتزايد أعمال القتل الطائفية ويعلن رجال الدين السنة المتشددون الجهاد ضد الشيعة في سوريا والعراق ولبنان. ويحفز كل هذا المتشددين الشيعة للرد.

وهناك تقارير كثيرة عن أن المقاتلين السنة دنسوا الأضرحة في بعض المزارات الشيعية في سوريا ومن بينها مزار حجر ابن عدي لكن من الصعب غالبا التحقق من صحة هذه التقارير بسبب القيود التي تفرضها سوريا على وسائل الإعلام والحالة الضبابية التي تثيرها الحرب بشكل عام.

وبدأت الميليشيات الشيعية العراقية تعترف علنا في الأشهر القليلة الماضية بدورهم في سوريا الذي كان سريا من قبل الأمر الذي ساعد على مضاعفة أعداد المجندين طبقا لقادة الميليشيات.

ومع هذا فإن هذا كشف عن وجود انقسامات واقتتال على الزعامة بين المتشددين السوريين والعراقيين الذي يحاربون إلى جانب قوات الأسد.

وكثير من المقاتلين الشيعة متطوعون شبان مثل علي ولكن هناك آخرين من رجال الميليشيا الذين دربتهم إيران وشحذوا مهاراتهم أثناء القتال ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة واحتلت العراق حتى عام 2011 .

تجمع علي ومتشددون آخرون من أنحاء شتى من العراق في بيت أبو زينب في بغداد. وأبو زينب كان قائدا كبيرا في ميليشيا جيش المهدي حيث أمضوا ليالي قليلة قبل أن يسافروا إلى سوريا عن طريق مطار بغداد.

وقال أبو زينب إن زعماء المتشددين يعيرون انتباها لأمور مثل التجنيد والتجهيز وحجز تذاكر الطائرة والنفقات وضمان الحصول على تصاريح من الحكومة السورية ويقومون أحيانا بالتنسيق بين الجماعات الشيعية المختلفة.

وقال متشددون إن حوالي 50 شيعيا عراقيا يسافرون إلى دمشق أسبوعيا للحرب غالبا إلى جانب قوات الأسد لحماية مزار السيدة زينب على مشارف دمشق والذي يحظى بمنزلة خاصة لدى الشيعة.

وقال أبو زينب “طرأت زيادة كبيرة على أعداد المتطوعين بعد هجمات المعارضة السنية التي كانت تستهدف بشكل رئيسي الشيعة والمزارات الشيعية في سوريا.

“طلبنا من الرجال الذين نثق فيهم تسجيل أسماء الشبان الذين يرغبون في القتال في سوريا”.

ويحكم العراق – الذي كانت الأقلية السنية تسيطر عليه حتى الإطاحة بصدام حسين في عام 2003 – الآن زعماء من الأغلبية الشيعية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي. وبالنسبة لهم فإن الاضطرابات في سوريا كابوس ويرون أن انهيار حكم الأسد سيجلب إلى السلطة نظاما سنيا معاديا مما سيشعل التوترات السنية الشيعية في العراق.

وظهرت بالفعل الهجمات الطائفية حيث استعاد مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة وجماعات إسلامية أخرى مسلحة أرضا في صحراء غرب العراق المتاخمة لسوريا. وسقط ما يقرب من ألفي قتيل في أعمال العنف منذ أبريل نيسان بتفجيرات تستهدف المساجد والأحياء الشيعية والسنية وقوات الأمن العراقية.

ويقول العراق إنه يتبنى سياسة عدم التدخل في سوريا ويبقي القنوات مع حكومة الأسد والمعارضة مفتوحة. لكن الدول الغربية تتهم بغداد بغض البصر عن جهود دعم الأسد مثل السماح للطائرات الإيرانية باستخدم المجال الجوي العراقي لنقل العتاد العسكري إلى سوريا جوا.

وترفض بغداد تلك الاتهامات وتنفي أنها تسمح للمتشددين الشيعة بالسفر إلى سوريا أو تقديم أي نوع من الدعم لهم.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة مع رويترز إن هناك مبالغة في عدد الألوية أو الوحدات العراقية التي تحارب في سوريا مشيرا إلى وجود عدد قليل من المتطوعين. وتابع قائلا إن هؤلاء المتطوعين ذهبوا إلى سوريا دون أي موافقة أو تأييد أو دعم من قبل الحكومة أو النظام العراقي أو الزعماء السياسيين.

لكن السياسة الداخلية العراقية معقدة وبعض الأحزاب الشيعية تعتمد بشدة على الدعم الإيراني مما يجعلها أكثر تعاطفا مع موقف طهران بخصوص سوريا.

ويقر سياسيون ومسؤولون وزعماء ميليشيات شيعية في أحاديث خاصة بأن هناك دعما يقدم للأسد وأن هذا يعني السماح للمقاتلين الشيعة بالسفر جوا إلى دمشق.

وقال مستشار للمالكي تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته نظرا لحساسية الموضوع “يعتقد السياسيون أن أفضل طريقة لإبقاء المقاتلين المتطرفين خارج العراق هي ان يظلوا مشغولين بسوريا.”

ويقول مقاتلون من الميليشيات إن المتشددين الشيعة يسافرون عادة في مجموعات صغيرة تضم ما بين عشرة أشخاص و15 شخصا من بغداد أو مدينة النجف ويتخفون أحيانا كزوار. وقد يحملون في حقائبهم زيا وعتادا عسكريا ومسدسات أحيانا.

ويقول مقاتلون وساسة عراقيون إن معظم الذين يقاتلون في سوريا أعضاء ميليشيا سابقون في جيش المهدي الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر أو من فيلق بدر – الجناح العسكري لحزب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي – وميليشيات عصائب الحق وميليشيا كتائب حزب الله. ومعظمهم مؤيد للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي كسلطة دينية.

ويقول قادة إن بعض مقاتلي ميليشيا جيش المهدي توجهوا الى سوريا عندما سحقت القوات العراقية جماعتهم في عام 2007 وشكلوا هناك لواء أبو الفضل العباس بالتنسيق مع الحكومة السورية ومكتب خامنئي في دمشق للدفاع عن مسجد السيدة زينب.

وقال زعماء المتشددين العراقيين إنه تعين حتى على بعض المقاتلين العراقيين المخضرمين الالتحاق بذلك اللواء والقتال تحت قيادة الشبيحة السوريين الذين ينتمون غالبا للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وكان هذا شرط كي تسمح لهم الحكومة السورية بالعمل وتسلحهم.

الآن تغيرت قواعد الاشتباك وظهرت انقسامات بين المقاتلين الشيعة السوريين والعراقيين فجيش المهدي وعصائب الحق وكتائب حزب الله بدأت تقاتل تحت قيادة حزب الله اللبناني الذي ساعد قوات الأسد في استعادة بلدة القصير الاستراتيجية هذا الشهر.

يقول بعض المقاتلين العراقيين إن الانضباط العسكري الذي فرضه قادة عصائب الحق وكتائب حزب الله على العراقيين أثار غضب الشبيحة لأن السوريين حاولوا الاستفادة من الفوضى لتحقيق مكاسب مالية من القتال.

وتفجرت هذه الخلافات في اشتباكات مسلحة بالقرب من مزار السيدة زينب قبل أسابيع قليلة بين مقاتلي عصائب الحق وكتائب حزب الله وجيش المهدي من ناحية وبين أبو عجيل القائد السوري للواء أبو الفضل العباس من الناحية الأخرى. وقال متشددون في بغداد إن مقاتلين عراقيين قتلا كما قتل ثلاثة من الشبيحة السوريين في الاشتباكات.

وعقد اجتماع للمصالحة بأمر من مكتب خامنئي لكن الانقسامات استفحلت وشكل المقاتلون العراقيون لواء جديدا رافضين القتال تحت القيادة السورية.

وقال أبو سجد وهو مقاتل سابق من جيش المهدي وأحد القيادات الشيعية التي أسست لواء أبو الفضل العباس إنه لا يتقاضى راتبا من الحكومة السورية وإنه ليس من حق أحد أن يعامله كأحد أفراد الشبيحة المرتزقة. وأضاف أنه لن يقاتل مرة أخرى بجانب من قتلوا إخوته. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو همام:

    ذاب الثلج وبين اللى تحته

  2. يقول خالد:

    مهزومين انشاء الله واراهن

  3. يقول فارس زهير:

    العراقين طول عمرهم رجال ويقفون دائما الى جانب المظلوم وينصرون الحق

  4. يقول أبو صديق:

    أنا مواطن سوري شيوعي ملحد لا علاقة لي بالدين و لكن للإنصاف و الأمانة مشايخ الفتنة علماء الناتو المحسوبين على أهل السنة هم من أشعلوا المنطقة العربية بفتاوى التكفير و قتل المخالفين لهم تحت غطاء الجهاد و لو كانوا فعلا أصحاب مبدأ و قضية لكانت فلسطين أولى بتحريرها أو على الأقل يفتون بالجهاد لرفع الحصار عن قطاع غزة و لكن هيهات دورهم التآمري لصالح المشروع الأمريكي واضح و مفضوح

  5. يقول ابو عبدالله العراقي:

    خسران من يقاتل ضد العراقيين ليس لأني عراقي لكن المنطق تخيلوا اجيال من سنة 1980 الى يومنا هذا وهي تقاتل من الحروب النظامية الى حروب الشوارع لم يترك العراقيين معركة لم يخوضوها فالذي يكسبهم الى جانبه حصل على جيش مدرب وجاهز لا يحتاج غير وضعه امام العدو

  6. يقول عبدالله - قطر:

    رغم ادراك اوباما خطورة محيط فلسطين
    (وامكانية ) اشتعال كامل المنطقة بحرب المذاهب التى كانت مستورة تحت الرماد
    الاانة اقتحم محيط فلسطين (لاعادة ترتيبة من جديد ) ولما كانت المذاهب كل لايمكن تجزيئة بأى حال من الاحوال هاهو الصراع يخرج من نطاق جغرافية البلد الضحية الذى تدمرة وتخربة امريكا بقصد اسقاط الشرعية بالقوة للدول الاخرى المجاورة التى اختارت منذ البداية ضبابية موقفها وهذة هى الخواتيم عبث
    فجر المجتمعات الامنة من الداخل لتسيل انهار حقد وكراهية وتصفية حسابات تصب صبا فى دمار كامل المنطقة بسبب اصرار امريكا على التدخل الخارجى لتنظيم وترتيب اوضاع البلاد المغزوة رغم المعارضة الثلاثية والداخلية الشعبية مما يهدد بقرب حرق كامل المنطقة ان لم تتوقف امريكا عن عبثها وتترك الشعب فالداخل يقرر مصيرة بنفسة دون تدخل خارجى (اتحدت كلمة الشعب ) تكون التغيرات انقسم الشعب يبقى الوضع على ماهو علية وتبقى السيادة للشرعية حتى يتفق الشعب اولا 0

  7. يقول راغب:

    وهل نحر أكثر من ستين شيعي بما فيهم من نساء وأطفال وسط صيحاة التكبير والتهليل علي أيدي أجانب وإحتفال بعض “مشايخ” الكويت وفرحتهم والإعراب عن رغبتهم هم أيضا في نحر الشيعة في سوريا، هل من المفروض أن يكون رد فعل الشيعة أي شئ غير الرغبة الشديدة في الإنتقام وإرتكاب كل أعمال القتل الممكنة ضد السنة، لذا هي ليست بثورة وإنما الفتنة والمؤامرة ولعنة الله علي كل من شارك فيها أو دعمها أو حرض عليها أو روج لها أو سكت عنها.

  8. يقول سني عربي جزائري:

    انها وببساطة السياسات الاستعمارية والصهيونية تنفذ على ارض الواقع بسوريا والعراق ومختلف جهات العالمين العربي والاسلامي من ليبيا الى مصر ووو…
    انها سياسة فرق تسد التي استخدمتها القوى الاستعمارية على مدار عدة عقود.
    كما انها نظرية الفوضى الخلاقة لليهودي الصهيوني التي تنفذها امريكا واسرائيل اليوم .
    المساكين والجهلة يتطاحنون ويدمرون الممتلكات ويخربون بيوتهم بايديهم باسم الدين والطائفة والجهاد والاعداء عليهم يتفرجون .
    انه الجهل والغفلة والانحطاط والتخلف والضغينة بين العرب والاحقاد التي حولتها مخابر الصهاينة الى اسلحة فتاكة تأتي على الاخضر واليابس. يغذيها الساسة ورجال الدين المرتزقة والخونة .
    ولا سبيل غير العيش المشترك بخلق اجواء التقارب والحوار والتفاوض .
    والدمار لا ينتج الا الدمار

  9. يقول حسین الناصري:

    هذه حرب بالوكالة الخاسر فيها سوريا والمسلمين والرابح هي اسرائيل وامريكا لانها جعلت سوريا الاسفنجة التي تمتص المسلمين الاصولين من الشيعة والسنة وقد وقع الاثنين في الفخ فقد كان بامكان المعارضة المسلحة السورية تفادي هذه الصبغة الطائفية باظهار حسن نية تجاه الشيعة والمراقد الشيعية حتى لا تقع في فخاخ اسرائيل والغرب عبر فتاوي شيوخ الناتو التكفيرية فشيوخ الفتنة والتكفير في الخليج كلهم من انتاج الغرب ولو لم يكونوا كذلك لاعتقلتهم الحكومات الخليجية التابعة لامريكا واسرائيل .

  10. يقول سلمى:

    هذا ما كانت تحلم به اسرائيل منذ زمن بعيد ليتقاتل المسلمين فيما بينهم ونستبدل اسرائيل العدو الحقيقي للعرب والمسلمين بأيران والشيعه.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية