غزة – “القدس العربي”: يبدو أن الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة ليل الإثنين، بدد حالة الهدوء التي جرى التوصل إليها من جديد نهايات شهر أغسطس الماضي، خاصة وأن جيش الاحتلال بادر إلى قصف مواقع للمقاومة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمني إسرائيلي، لقناة “كان” العبرية، إن الجيش والمنظومة الأمنية الإسرائيلية لا يستبعدان اندلاع تصعيد جديد مع حركة حماس.
وبحسب ما ذكر ذلك المسؤول، فإن المنظومة الأمنية والجيش الإسرائيلي لا تستبعدان احتمالية اندلاع تصعيد جديد بمبادرة حماس.
وأشار إلى أن هناك احتمالات لاندلاع التصعيد، وذلك لعدة أسباب، منها وقف إدخال الأموال القطرية لغزة، والإحباط المتزايد من تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين.
وقال إنه ليس متفائلا بإيجاد حل لقضية الجنود الإسرائيليين الأسرى الموجودين في غزة، والتي تعتبر شرطا بالنسبة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، للتوصل إلى أي تسوية في القطاع.
يشار إلى أن هذه التصريحات جاءت بعد يوم من قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، لنقطة مراقبة تابعة لحماس بغزة، زعم أنه رد على إطلاق صاروخ من القطاع تجاه مستوطنات الغلاف.
وقد جاء ذلك مع تقارير إسرائيلية، ذكرت أن إطلاق الصواريخ من غزة تم “بتغاض مقصود من حركة حماس”.
وليل الإثنين، أعلن جيش الاحتلال عن إطلاق صاروخ من قطاع غزة، على إحدى مستوطنات الغلاف، حيث سقط في منطقة مفتوحة في المجلس الاستيطاني “أشكول”.
وتلا ذلك أن قامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف نقطة للضبط الميداني شرقي محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، دون أن يسفر القصف عن وقوع إصابات، لكنه خلف دمارا في المكان.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن طائرة عسكرية أغارت على موقع عسكري تابع لحركة حماس جنوب قطاع غزة، بزعم الرد على إطلاق القذيفة الصاروخية.
وفي سياق قريب، أكد أبو محمد عضو المجلس العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن تنظيمه العسكري “على جهوزية تامة في أي مواجهة قادمة مع الاحتلال وفي جعبتها ما يفاجئ الاحتلال”.
وقال أبو محمد خلال تصريحات لـ “إذاعة القدس” المحلية، في ذكرى انطلاقة حركته الـ 33: “لن نخذل شعبنا ولدينا من الإمكانيات ما يكبد الاحتلال الخسائر، مشدداً على أن سرايا القدس في ديمومة لتطوير العمل العسكري”.
ويشهد قطاع غزة حاليا حالة هدوء، جرى تثبيتها من جديد، عقب وساطة قطرية قام بها السفير محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة، وشملت تعهد إسرائيل بتطبيق تفاهمات التهدئة السابقة، التي تنص على تنفيذ مشاريع بنى تحتية في القطاع، من أجل إسعاف السكان المحاصرين.
وسبق تلك الوساطة أن شهدت مناطق الحدود توترا شديدا، كاد أن يصل لحد مواجهة عسكرية قوية، حيث قام شبان من الناشطين في فعاليات “مسيرات العودة” بإطلاق دفعات كبيرة من “البالونات الحارقة” على مدار 3 أسابيع، أدت إلى نشوب مئات الحرائق في مناطق المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة.
كما قامت قوات الاحتلال بتنفيذ عشرات الغارات الجوية التي استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية، وأدت إلى إلحاق دمار كبير فيها.
وكانت الفصائل الفلسطينية المسلحة حذرت مؤخرا قوات الاحتلال من تغيير قواعد الاشتباك، وأكدت أنها سترد على أي عملية قصف تستهدف مواقعها، في إطار معادلة سمتها “القصف بالقصف”.