لندن – “القدس العربي”:

ذكرت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية أن الأمراء السعوديين يعيشون في رعب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وفي تقرير أعدته لويز كالاهان قالت فيه إن الأمير سلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود، الخبير في المبارزة والمتخرج من جامعة السوربون بباريس طلب منه وعدد من أقاربه الحضور ذات مساء إلى البلاط الملكي. وبعد وصولهم بلحظة اندلع شجار بينهم والحرس الخاص لولي العهد الذين دعمهم المرتزقة الأجانب. وتعرض الأمير سلمان البالغ من العمر 37 عاما للضرب حتى فقد وعيه ونقل للحجز ولم ير منذ ذلك الوقت. وكانت هذه هي الرواية التي نقلها والده إلى محاميه إيلي حاتم في باريس، ليعتقل هو نفسه بعد يومين. إلا أن المسؤولين السعوديين كانت لديهم قصة مختلفة، وقالوا إن الأمير كان واحدا من بين 11 أميرا مبذرا في العائلة المالكة واعتقلوا في احتجاج على إجبارهم لدفع فواتير الكهرباء. ويقول المسؤولون الغربيون الذين يعرفون بالقصة إن هذا لم يكن السبب الحقيقي.

ومهما كانت التفاصيل التي أدت لسجنه فأمر الأمير المختفي هو دليل على وجود انقسام داخل العائلة المالكة التي تعرض فيها الكثيرين للعقاب بسبب إغضابهم الأمير محمد بن سلمان، المعروف بـ “م ب س”. وفي أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في إسطنبول، بات الغرب ينظر بشك عميق إلى ولي العهد السعودي إلا أن الصورة أكثر وضوحا بين أفراد العائلة أنفسهم. فمن الشقق على طول الأليزيه في باريس والغرف في بلغريفيا بلندن إلى القصور الملكية في الرياض ينتظر منافسو  “م ب س” من سيأتي عليه الدور.

“صاندي تايمز” :قال مقرب من العائلة المالكة “الناس خائفون” وأخبره أمير بارز الشهر الماضي “(م ب س) هو الذي يجعل الناس لا ينامون في هذا البلد”.

 قال مقرب من العائلة المالكة “الناس خائفون” وأخبره أمير بارز الشهر الماضي “(م ب س) هو الذي يجعل الناس لا ينامون في هذا البلد”. وينظر بعض الأمراء نظرة دونية لولي العهد الذي تلقى تعليمه في السعودية مثل بقية العاملين معه وليس مثل منافسيه الذين حصلوا على درجات علمية من جامعات الغرب. وقال المقرب من العائلة: “هؤلاء ليسوا متعلمين” و “أقسم بالله أن بعضهم لا يعرف تهجئة اسمه بالإنكليزية.. فهم بدو بدون تعليم”.

لويز كالاهان : منافسو ولي العهد لم يعد لهم انياب وإن ظلوا يهزأون منه وحاشيته. وقام منذ إطاحته العام الماضي بابن عمه الأمير محمد بن نايف بتمزيق الإجماع داخل العائلة.

إلا أن منافسي ولي العهد لم يعد لهم انياب وإن ظلوا يهزأون منه وحاشيته. وقام منذ إطاحته العام الماضي بابن عمه الأمير محمد بن نايف بتمزيق الإجماع داخل العائلة.

وقال محلل في الخليج:” مزق طريقة عمل العائلة” و”كان أفرادها يتنافسون على مناصب داخل العائلة ولكن لم يسيطر أحد منهم مثل سيطرته الآن فقد جمع كل السلطات بين يديه“. وأدى هذا إلى حنق قطاع كبير من الأمراء الكبار خاصة أبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي توفي عام 2015. وقال هيو مايلز، محرر “أراب دايجيست” “إنهم مثل آل تيودر”  “واحد من الملوك يموت وفي ليلة وضحاها ينتقل الحكم من فرع في العائلة إلى آخر”.

وقارن بعض النقاد”م ب س” بعمه الملك سعود الذي أجبر على التنحي عن العرش عام 1964 بعدما فكر في اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر. والفرق كما يقول المحللون أن لا معارضة داخلية لبن سلمان الذي يحظى بدعم والده الملك سلمان ولا أحد يريد أن يكون الأول الذي يواجهه. وقال مسؤول غربي: “في النهاية أظهر الملك أنه لا يخطط ولا يريد إزاحة ابنه رغم قضية خاشقجي”، مضيفا “لا توجد جماعة من الناس ترغب بالثورة ضد الملك”. ولكن السؤال الشائك حول الخلافة سيظهر بعد وفاة الملك البالغ من العمر 82 عاما، فمن الناحية الفنية يقوم مجلس البيعة المكون من الأمراء البارزين بقسم البيعة للملك الجديد حتى يتولى السلطة. وقال محلل إن هناك البعض في مجلس البيعة ربما تردد في تقديم البيعة للملك “ولكنه يتمتع بدعم كبير داخل الأمراء البارزين”. ويعول الكثير من نقاده الأمراء على الأمير أحمد بن عبد العزيز البالغ من العمر 76 عاما، والذي درس في الولايات المتحدة وعاد إلى المملكة في الخريف بعدما كان يقيم في لندن. وهو الملك سلمان هم أخر فرع السديريين السبعة من أبناء الملك سعود والذين عملوا طوال العقود الماضية للحفاظ على الحكم في أيديهم. ويحظى الأمير بن سلمان بدعم قوي من قطاع الشباب بسبب إصلاحاته الاجتماعية. ويقول دبلوماسي غربي “في السعودية يقولون نأسف لما حدث ولكن زوجتي تقود السيارة وتذهب للسينما”.