صاندي تايمز: إسرائيل قصدت من اغتيال هنية في قلب طهران جر إيران وحزب الله لحرب مفتوحة

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا لأستاذ دراسات الحرب في كينغز كوليج، مايكل كلارك، تحدث فيه عن  شكل الحرب القادمة بين إيران وإسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، يوم الأربعاء الماضي. وقال إن الاغتيالات السياسية، عادة ما تدفع نحو الحرب.

وجاء مقتل هنية بعد ساعات من استهداف القائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر في بيروت. واتهمت إسرائيل شكر بالمسؤولية عن الصاروخ الذي ضرب ملعبا في مجدل شمس بمرتفعات الجولان، بطريق الخطأ على الأرجح في 27 تموز/ يوليو. وكان مقتل هنية أثناء زيارته لطهران من أجل المشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، رسالة من إسرائيل على نجاح المعلومات الاستخباراتية والجرأة على القتل داخل الأراضي الإيرانية، وعن عدم قدرة الدولة الإيرانية على حماية ضيوفها.

ويقول كلارك إن إسرائيل لم تكن ترد على مجدل شمس فقط، بل تريد جر الإيرانيين للرد، فقد كانت لديهم فرص أخرى لقتل هنية في أماكن ثانية، لكن لماذا الآن؟

يرى كلارك أنها محاولة لاستفزاز رد إيراني سيأتي خلال الأيام المقبلة. ففي يوم الجمعة، أخبرت إيران الأمم المتحدة أنها تتوقع هجوما من حليفها حزب الله اللبناني وأن الضربة لن تقتصر على أهداف عسكرية.

وفي العواصم الغربية، كان التوقع هو عدم رغبة إيران أو إسرائيل بحرب شاملة. ومن المعتقد أن إيران ستحفز وكلاءها بمن فيهم حماس والحوثيون في اليمن للقتال دعما لحزب الله، لكنها في النهاية ستضحي بأحدهم تجنبا لحرب واسعة مع إسرائيل، بحسب رأي الكاتب.

ويقول كلارك، إن هناك شعورا داخل الإدارة الأمريكية أن غريزة البقاء السياسي لدى بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف الذي يدعمه بالتحضير للمواجهة مع حزب الله، في العاجل وليس الآجل.

ويقول هؤلاء إن حماس ليست مشكلتهم الرئيسية ولا غزة بكل ما فيها من معاناة وبؤس للملايين هناك. فالتهديد الأكبر هو حزب الله والطريقة التي تستخدمه فيها إيران في حرب مفتوحة ضد إسرائيل. فقد حان الوقت لتصفية الحساب وإجبار إيران إما على التراجع أو المواجهة مباشرة.

ولا يعبّر هذا الموقف عن النخبة أو الرأي العام، ولكن الجيش الإسرائيلي خطط له دائما وفكر بهذا السيناريو بعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وفي الوقت الذي لا يرغب فيه أي جيش بالقتال على جبهات متعددة، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي شبه دائرة من الأعداء في اليمن وسوريا والعراق ولبنان واليمن، والأوضاع تغلي في الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه خفض الجيش توغلاته في غزة إلى حرب وعمليات سريعة في المراكز المدنية، بدون أن تكون هناك خطة لما بعد الحرب.

لكن الجيش يريد تقليل قواته هناك وتحضيرها لجبهة الشمال. والسؤال هو عن طبيعة الحرب، في حالة قرر فيها الجيش الإسرائيلي فتح جبهة في الشمال عام 2024، وبالتأكيد لن تكون مثل عام 1978 أو 1982 أو 2006 والتي منحت الجيش الإسرائيلي انتصارات فارغة لم تحل أيا من المشاكل الأمنية.

ويقول الكاتب إن حزب الله لا يحظى بشعبية بين اللبنانيين، لكنه أقوى مما كان عليه قبل 20 عاما، وهذا بسبب الدعم الإيراني المستمر. والتقديرات أن لديه 150,000 صاروخ مقارنة مع 10,000 صاروخ كانت لدى حماس. وتشمل ترسانته على  مسيّرات وقنابل هاون وصواريخ مضادة للدبابات. وهناك شبكات من الأنفاق التي بناها الحزب أكثر مما بنته حماس في غزة، وتمتد من الجنوب اللبناني حتى الحدود مع سوريا، ولديه مخابئ ونقاط إطلاق نار تحيط بجنوب نهر الليطاني حتى الحدود مع إسرائيل.

وفي غزة، تقاتل حماس كجماعة مسلحة، لكن حزب الله لديه حوالي 50,000 مقاتل، ويستطيع القتال كجيش نظامي وجيش عصابات.

وفي الحروب السابقة، كان هدف إسرائيل هو تنظيف المناطق القريبة من الليطاني وخلق منطقة عازلة يمكن السيطرة عليها. أما العملية القادمة، فقد تتم على هذه الخطوط، باستثناء أن حزب الله لديه نسخة رخيصة من “الردع النووي”، المتمثلة بالصواريخ طويلة المدى والتي إن أطلق نصفها على شكل رشقات متتالية، فإنها كفيلة بإغراق الدفاعات الإسرائيلية، وقد تدمر البنى التحتية والمراكز السكانية في الشمال بما فيها تل أبيب وحيفا.

ولو لم تستطع إسرائيل العيش في ظل الخطر، فربما تنفذ عملية برية عميقة لتدمير مواقع إطلاق الصواريخ وشبكات الأنفاق. وإن لم تستطع، فربما تحاول القيام بغارات جوية قوية وخاطفة لتحييد التهديد الصاروخي. لكن حزب الله، قد يقرر عند هذه النقطة إطلاق ما تبقى لديه من ترسانة الردع. ولو تورط الجيش الإسرائيلي في المناطق الجبلية اللبنانية أو قام بالتوغل شمالا بدون استراتيجية واضحة، أو اضطر للقتال داخل الحدود السورية التي استخدمها حزب الله كملاذ، فستكون هذه عملية مكلفة وسط ضربات من الحوثيين والحرب في غزة والتوتر في الضفة الغربية.

وسيكون المنظور للجيش الإسرائيلي فقيرا على كل السيناريوهات هذه. ولكنه يقوم بسحب وحدات من غزة ويعيد تسليحها وإعادة بناء المخزون من الصواريخ وتوسيع النداء لجنود الاحتياط. ويحضّر 60,000 من سكان الشمال الذي أجلاهم من المناطق إلى فترة أطول من الحرب.

ويظهر الجيش الإسرائيلي كل النية لحرف عملياته من غزة إلى الشمال. وربما تكون هذه حيلة لدفع مقاتلي حزب الله إلى الانسحاب من المناطق الحدودية، وهذا ردع بحد ذاته. وربما شعر الجيش الإسرائيلي أنه حقق الردع بعمليات الأسبوع الماضي بعد فشل 7 تشرين الأول/أكتوبر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية