في مثل هذه الأيام قبل 27 عاما، قام الناشط اليميني المتطرف يغآل عامير، باغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، بتحريض من نتنياهو وقوى اليمين، رغبةً في دفن عملية السلام مع الفلسطينيين.
تعاظمت قوة اليمين المتطرف على حساب اليساريين، إلى أن ظهرت معالم تنامي قوته جلية في ذلك الاكتساح الذي حققه نتنياهو وتحالف اليمين في الانتخابات الأخيرة، بما يجعلنا أمام توقعات لحكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفا في تاريخ دولة الاحتلال.
نتنياهو الذي وحّد صفوف اليمين وخاض به الاستحقاق الأخير، ورث توجهاته المتطرفة من عائلته، حيث إن والده هو المؤرخ بنتسيون نتنياهو الذي كرّس حياته لإقامة دولة يهودية، وآمن بأن قوتها هي السبيل الوحيد لأن يفقد العرب أي أمل في القضاء عليها، وهو ما سماه القيادي الصهيوني الشهير زئيف جابوتنسكي (1880-1940) بالجدار الحديدي. ومن هنا صاغ نتنياهو رؤيته التي سماها بالمثلث الحديدي في الحفاظ على الدولة اليهودية، بناء على إيمانه بأن القوة هي التي تجلب السلام، تتحقق هذه الرؤية باندماج القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية، لمواجهة التحديات التي تواجهها دولة الاحتلال. مفتاح الاستقرار والسلام للدولة اليهودية لدى نتنياهو باعترافه هو، القوة الصلبة، والاستخدام الحكيم لها، وهي التي استطاع من خلالها فرض التطبيع والابتعاد بدولته عن كونها دولة مجذومة، وإلغاء الفيتو العربي على التطبيع مع حكومة الاحتلال. حصل حزب نتنياهو (الليكود) على 32 مقعدا، وتحالف الصهيونية الدينية برئاسة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على 14 مقعدا، وحركة شاس برئاسة أريه درعي على 11 مقعدا، وحزب يهدوت هتوراة برئاسة موشي غافني على 8 مقاعد، بما يعني حصول المعسكر اليميني المتطرف على 64 مقعدا في البرلمان، بأغلبية مريحة. تعكس هذه النتائج، توجه المجتمع الإسرائيلي باتجاه اليمين واليمين المتطرف، وذلك بعد تنامي وتغلغل ذلك التيار في المجتمع الإسرائيلي، وزيادة أعداء المتدينين بمختلف مستوياتهم، سواء القوميين والمحافظين والمتشددين (الحريديين)، وهو مؤشر على تفوق ملحوظ لفكرة يهودية الدولة على حساب العلمانية والديمقراطية.
نحن إزاء تشكيل حكومة إسرائيلية متطرفة، ويكفي أن نعلم أن زعيم تيار «عظمة يهودية» ضمن تحالف الصهيونية الدينية إيتمار بن غفير المعروف بعنصريته وتشدده الديني والمتورط في اقتحامات المسجد الأقصى والذي يطالب بضم أراضي الضفة الغربية كافة، ينادي بحقيبة الأمن الداخلي في تشكيل حكومة نتنياهو، وشعبيته الجارفة وسط المتدينين وجهوده الكبيرة في وصول المعسكر اليميني لهذه المرحلة، تضمن له الحصول عليها، إلا إذا نجح نتنياهو في إقناعه بالتخلي عن مطلبه تفاديا للدخول في عزلة دولية، أو مواجهة سخط أمريكي، في الوقت الذي يطالب شريكه في زعامة التحالف سموتريتش، بحقيبة الدفاع، علما أن الحريديين والتيار الديني المتشدد بمثابة طوق النجاة الذي سوف يتشبث به نتنياهو للنجاة من تهم الفساد التي تلاحقه، ومن ثم فهو مجبر على التماهي مع مطالب معسكر اليمين المتطرف، ما سوف ينعكس بشكل قوي وبصورة سلبية على الملف الفلسطيني والمحيط العربي. أغلبية هذا المعسكر لا يؤمن بالسلام والمفاوضات أو أي حلول سلمية مع الفلسطينيين، ويرى وجوب ضم كل الضفة الغربية لدولة الاحتلال، وتنفيذ صفقة القرن وفق الرؤية الصهيونية، وتطبيق التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بما يعني فترة أخرى من الاضطرابات في ما يتعلق بالمسجد الأقصى، الذي يشعل الأحداث في القدس.
زعيما تحالف الصهيونية الدينية بن غفير وسموتريتش، كانا يركزان في البرنامج الانتخابي على ضرورة إعادة العمل بسياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين
ومن الطبيعي مع تنامي هذا التيار المتشدد، ستكون هناك فعاليات للمتدينين المتشددين في المسجد الأقصى تحت رعاية، أو صمت أجهزة الأمن لتلك الحكومة المتطرفة، وسوف نشهد مزيدا من محاولات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، لفرض أمر واقع للتقسيم الزماني والمكاني، الأمر الذي يفاقم من معاناة المقدسيين.
سوف تزيد القبضة الأمنية من بطشها لمواجهة المقاومة المتنامية في الضفة والقدس، ومن المتوقع توسيع دائرة الاعتقالات والمداهمات. ولنا أن نعلم أن زعيمي تحالف الصهيونية الدينية بن غفير وسموتريتش، كانا يركزان في البرنامج الانتخابي على ضرورة إعادة العمل بسياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين، واستغلال التوتر في الضفة الغربية، لدفع جمهور المستوطنين واليمين المتطرف إلى دعم التحالف. ومن المتوقع كذلك، أن تزيد الضغوط الإسرائيلية على السلطة الفلسطينية، ومطالبتها بتكثيف التنسيق الأمني والتصدي لأنشطة المقاومة في القدس والضفة الغربية، والاعتراف بمزيد من المستوطنات والتوسع الاستيطاني، الأمر الذي من شأنه أن يعمّق الفجوة بين السلطة والشعب الفلسطيني. وفي ما يتعلق بقطاع غزة، لا يتوقع أن يسعى نتنياهو للتحرش بالمقاومة الفلسطينية، والدخول في مواجهات غير محسوبة، خاصة أن ما يهمه حاليا التفرغ لإحكام السيطرة على الضفة الغربية. وعلى الصعيد العربي، سوف يواصل نتنياهو سياسة فرض التطبيع التي اشتهر بها، وحقق فيها إنجازات غير مسبوقة في السياسة الإسرائيلية، وتسريع وتيرة الخطى باتجاه تعزيز وتعميم الديانة الإبراهيمية.
ستكون الأنظمة العربية مطالبة بالاستجابة لعملية التطبيع، وتقديم تنازلات أكثر بهذا الشأن، خاصة أن حكومة نتنياهو أوجدت الصيغة التوافقية لتعميق وتمرير التطبيع، وهو مواجهة المخاوف العربية الإسرائيلية المشتركة للخطر الإيراني، يقابله مزيد من تسطيح وتهميش للقضية الفلسطينية. سوف تعمق هذه الاستجابة المتوقعة من الفجوة بين الحكام والشعوب، وربما يزيد من استهداف النخب الثقافية والسياسية والدينية داخل المجتمعات العربية الرافضة للتطبيع، وإلى مزيد من التضييق عليها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية
ويل للعرب من شر قد اقترب الوعد الحق على الأبواب ✅
يجب أن يقابل التشدد بالتشدد !
يجب أن ترجع المقاطعة العربية الشاملة لكل ما هو صهيوني !!
لماذا لا نبدأ بأنفسنا ونقاطع التطبيع الآثم مع هذا العدو المحتل ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله
والله يا استاذه لن تقوم لنا قائمة الا اذا اعتمدنا علي الله ثم انفسنا وليس علي من يحكم الكيان المحتل او من يسكن البيت الابيض. الفلسطينيون كانوا وما زالوا رآس الحربة وخط الدفاع الاول عن الامة لبينما تفيق الامة من سباتها وتعمل ما عليها وتتحرر اولا من التبعية والطغيان ثم وعد الله سيآتي وسينتهي الاحتلال. والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
اود ان اشكر الكاتبة ولو ان هناك نظرة متشائمة.
أعتقد بان يجب إلا نأمل خيرًا من الصهاينة.
الدعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يفتح أذهان وعيون قادة الفصائل الفلسطينية بما في ذلك السلطة الفلسطينية وإن يتفقوا على اقامة الانتخابات الفلسطينية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وايقاف التعاون الامني مع اسراءيل. بالرغم من الرفض الاسرائيلي المستمر لقرارات الامم المتحدة على الفلسطينين والدول العربية والاسلامية دفع الامم المتحدة من آجل أتخاذ قرارات فعالة لنصرة حقوق ألشعب الفلسطيني في تحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف واقامة ألدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أفضل لقادة فلسطين تركيز على مطلب حل الدولتين وحق تقرير مصير لمناطق احتلتها إسرائيل 1967 وسكانها رفضوا الضم والجنسية الإسرائيلة فهذا مطلب مقبول للمجتمع الدولي وتزداد قناعة دول الغرب به وصولاً لحل دائم بموجب شرعية دولية، وبالتوازي يجب تجنب مجادلة دول الغرب حول مقارنة لن تقنعهم بقضية مذابح أوروبا الشرقية لملايين مواطنيها اليهود المسالمين بحينه وتسميم بالغاز وحرق بالأفران وسلب ممتلكاتهم وتهجير الباقي لأمريكا وفلسطين ويجب تجنب جدال دول الغرب بمقارنة لن تقنعهم مع فصل عنصري جنوب أفريقيا لمواطنيها السود
وضع دولي جديد بقيادة بايدن سيقود لوقف تدخل إيران وضم حماس لمنظمة التحرير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود 4 حزيران 1967 ولو منزوعة سلاح وبتبادل أراضي وإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وعودة مليوني نازح 1967 من الأردن للضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وستنتهي المشاكل الاقتصادية بفلسطين والأردن، بل إن تدفق الاستثمارات على فلسطين المستقلة سيحدث نهضة عمرانية 10 سنوات تتطلب تشغيل معظم شركات مصر والأردن وعمالة كثيفة، كما أن استتباب الأمن والسلام سيتيح لإسرائيل استبدال مليون عامل أجنبي بعمال عرب.
ظننا خيرا باردوغان فوضع يده بيد إسرائيل أكثر مما كان. فماذا يفعل العرب وهم اشتات؟
شكرآ استاذه إحسان. أحسنتي. مما ورد في المقال انهو لايمكن تحقيق السلام بغير القوة، ولم اسمع قديماً وحديثا ان السلام تحقق بغير القوة.
لقد جعلت اسرائيل من ايران فزاعة للعرب حتى يطبعوا معها لحمايتهم منها , فعلى ايران ان كانت حقا تعادي اسرائيل وتريد تحرير القدس ان تثبتللعرب تحالفها معهم ضد اسرائيل وتدعمهم بما توصلت اليه من اسلحة متطورة كتعبير عن حسن نيتها وعن الاخوة الاسلامية التي تجمعهم .
انا احترم كل الاراء ولكن ألم يحين وقت إنهاء العنجهيه الفرغه من عبد الناصر إلى صدام حسين تحرير الأرض لماذا تحر الأرض اذا كانت الأرض المحتله اعلا مقياس في الأمن والتقدم والبناء والمدارس والجامعات وكل مقاييس التقدم مقارنه ببقيه الأرض الفلسطينيه المسيطر عليها من قبل منضمات القتل والتخريب او مقرنتها بجميع الدول المحيطه ألم يأتي أوان حل الأمر بشكل سلمي لان فلسطين ليست الأرض الوحيده المحتله هناك دول عضمى محتله اراضيها (جبل طارق،تايوان،كلفورنيا،جزر القمر وغيرها المئاة لماذا الاصرار على ارجاع الأرض بالقوه التي العسكريه التي فيمجموع كل الدول المحيطه غير قادرين لها لماذا لا ترجع الأرض بالاندماج مع إسرائيل لتساهم في بناء البنيه التحتيه لكل فلسطين الاحتلال يزول مهما طال ولدينا الأندلس خير مثال ٨٠٠ سنه من اسلمه المنطقه وزال لماذا نخسر شبابنا في استمرار الكذب ان القوه العسكريه تزيل إسرائيل يجب أن ننهي هذا التفكير واللجوء إلى تعمير الأرض وبناء الإنسان فلسطين ليست المره الأولى تحتل فهي مركز للاديان واحتلت من الروم والعرب والأتراك والانجليز والفرنسيين فكل د وله عضمى تحملها لحين والان أمريكا عقد السلام والانظمام إلى إسرائيل هو الخيار الوحيد للتحرير فلتنتهي اسطوانه القوه من الان