1.الانتخابات التمهيدية جلبت ليتسحاك هيرتسوغ قائمة كاملة، بافتراض انه يتنافس على رئاسة بلدية تل ابيب -يافا. ولكن نظرا لأنه يتنافس على رئاسة حكومة إسرائيل فسيكون لديه مشكلة. ذلك ليس لأن القائمة سيئة، يوجد بها تقريبا الجميع. الكثير من النساء، الشباب، الضواحي. قائمة اجتماعية قائمة قوية، فريق نشيط مع وجوه جديدة.
جيل شاب به الكثير من الحيوية. مشكلة القائمة هذه هي أنها ليس لها علاقة بالمهمة الحقيقية لهيرتسوغ، في طريقه غير السالكة لمكتب رئيس الحكومة: من أجل تركيب الحكومة القادمة ولاختراق السقف الزجاجي ل24-25 مقعداً، عليه أن يتقدم باتجاه اليمين وإحضار مقاعد من المركز أرتال اليسار أو ما دعي مرة بـ»معسكر السلام»، فهم منذ فترة لا يكفون وبهذا، ومع ستاف شابير، ميراف ميخائيلي، البروفيسور يوسي يونا وايتسيك شمولي، سيكون من الصعب جلب مقاعد من المركز السياسي، سوف يأخذ هيرتسوغ مقعدا أو اثنين من زهافا جالؤون، ولكن السلطة لا تأتي منها. السلطة يجب أن تأتِ من الغابة الكثيفة من المقاعد التي تقف على البلاطة المركزية.
2.منذ فترة طويلة لم يكن لدينا أحزاب اجتماعية بهذا القدر. في هذه الحملة فإن الجميع سيحدثوننا عن غلاء المعيشة وارتفاع سعر الاسكان، وعن الفجوات الاجتماعية، عن الفقراء، عن ضائقة الطبقة الوسطى. قائمة هيرتسوغ لحزب العمل هي اجتماعية جداً. كحلون هو اجتماعي صافي. يائير لابيد طبقة وسطى. نفتالي بينيت يطمع أيضاً. مفاجأة هذه الجولة يمكن أن تكون بالتحديد ارييه درعي. هذا المساء بالتحديد وفي خطاب افتتاح حملته فسوف يثير اضطرابات. «خطاب الشفافين» سيتحدث عن الأناس الشفافين في المجتمع الإسرائيلي اولئك الذين لا يوجد أحد منهم سوبر (كاملا). حملة درعي ستكون خلاقة، مقاتلة ومتطرفة سوف يتوجه إلى الخاصرة الرخوة. سيكون أكثر كحلونية من كحلون. خنازير الأغنياء، كبار رجال الاعمال، كبار رجال المال، ذوي الاتصالات الواسعة مقابل الشفافين، سيكون لدينا حملة اجتماعية تماماً في الأشهر القريبة والسؤال هو :هل سيولد منها حكومة اجتماعية.
3.أية رمزية توجد في حقيقة أنه في حزب العمل (المعسكر الصهيوني) وفي أول أمس كان هنالك انتخابات تمهيدية وبالأمس كان ذلك في البيت اليهودي.
نوعان من الصهيونية جاءا يوما وراء الاخر. في يوم الثلاثاء، كانت تلك الصهيونية القديمة لحزب العمل الصهيونية المتواضعة، البرجماتية (النفعية)، التي أقامت الدولة.بطريقة دونم هنا ودونم هناك، البرج والسور، هيا ندخل عنزة إلى الصالون ونرى إن كان بالإمكان أن نعيش معها. صهيونية علمانية، ليبرالية تسعى أن تقيم هنا دولة صغيرة تتملص من الضائقة، لتكون شعباً كباقي الأغيار.
في يوم الأربعاء حلت عقيدة الصهيونية الجديدة. صهيونية الحماس الناري، التي لا تخجل ولا تتواضع بل بالعكس متفاخرة ماضية اللسان ومناكفة. صهيونية لا تكتفي بالقليل، بل تريد الكل وتتجاهل ما حولها، ولا تهتم بما يقول الأغيار ولكن يما يصنع اليهود. يتسحاق هيرتسوغ مقابل نفتالي بينيت، صدام للحضارات بالفعل بين جيل ثالث لمؤسسي الدولة الإسرائيلية (هيرتسوغ) وبين الجيل الأول لمؤسسي المملكة الإسرائيلية الثالثة، من المثير للاهتمام معرفة من سينتصر.
4.صحيح حتى هذه اللحظة أن افيغدور ليبيرمان هو الشخصية التراجيدية (المأساوية) للحملة الحالية. ما سأكتبه في هذا البند هو توقع يرتكز على شظايا معلومات، تقديرات مدروسة وشعور داخلي. ولهذا فإنني لست متأكداً تماماً بأن ليبيرمان ذاهب حتى النهاية. في هذه الحملة يوجد بالتاكيد وضع يجعله ينهار ويخرج من السباق. هو لم يقل لي ذلك، ولو أنني قابلته في اليومين الأخيرين فإنني أفترض بأنه كان سينفي هذا بشدة. و مع ذلك فإن ليبيرمان يسأل نفسه لماذا هو يحتاج كل هذا ؟ هو ليس مهيئاً بعمره ومركزه لهذه الحملة الدرايفوسية السيزيفية التي في نهاية المطاف تجلب له سبعة مقاعد لقد مر بهذه التجربة. هو يفهم أن السلطات القضائية لن تترك له لحظة واحدة من الهدوء في الشهرين القادمين. هو يعرف بأن أحلامه للوصول إلى رئاسة الحكومة في ظل هذه المجموعة السياسية المعقدة مجمدة في المرحلة الحالية ويمكن أن تتحطم تماماً في المرحلة القادمة.
ليبرمان هو رجل قرارات، أحياناً قرارات كبيرة في وقت قصير، يوجد له أيضاً فتيل قصير (للتفجير) وصبره محدود. ولهذا، فإن معظم الاحتمالات تشير إلى أنه سيبقى في السباق حتى النهاية ويتغلب على الأزمة، ولكن يوجد هنالك أيضاً حالة محددة من اسطفاف الأوراق من شانها دفعه، في وضع نفسي معيين وطقس مناسب، أن يقول «أنني لا أستطيع (التحمل) أكثر»، ويمضي. لا تحبسوا أنفاسكم، هذا كما يبدو لن يحدث، ولكن لو كانت هنا بورصة للقمار على السياسة وإذا كنتم تريدون كسر الصندوق فإنني كنت ساوصيكم بالمقامرة على هذا، لأنه إذا حدث ذلك، فإن الصندوق سينكسر بالتاكيد .
معاريف 16/1/2015
بن كسبيت