صوابعك مش زي بعضها
صوابعك مش زي بعضها صوابعك مش زي بعضها مثل قديم حضرني السبت الماضي عندما كنت في لقاء تم بمحض الصدفة مع واحد من اكبر رجال اعمال مصر. لماذ؟ ! لأني قابلت رجال وسيدات اعمال من هم اقل منه في النجاح وفي المستوي المادي والاجتماعي ولم اجد فيهم ما وجدته في هذا الرجل، فهم متجهمون، انوفهم في السماء لا تعرف البسمة طريقها الي وجوههم البلاستيكية.اما من نحن بصدد الحديث عنه هنا -لا اريد ان اذكر اسمه حتي لا يقال انها دعاية – فرجل الصناعة، عضو مجلس الشوري، رئيس جمعية مستثمري برج العرب، رئيس ثاني اكبر نادي رياضي بالاسكندرية كل هذه وغيرها هي القاب تضاف لاسمه، اما انا فعندي القاب اخري له تبدأ بالمتواضع المثابر مرورا بالعفوي خفيف الظل ولا تنتهي بالمحترم بالبسيط. اسمه يحمل الفرج والتباشير لمن حوله.شخصية لبقة تجلس معه لاول مرة وكأنك تعرفه منذ زمن، ادرنا حوارا انسانيا فيه الكثير من النصائح واعطاء خلاصة خبرته في الحياة.كان هذا اللقاء يوم السبت وقد مر الاحد وجاء الاثنين يوم عيد الربيع عند المصريين. كنت اجلس في مكان عام عندما سمعت حوارا علي طاولة مجاورة، جلاسها اعمارهم في حدود الخمسين. محور الحوار كان عن الفساد في مصر وذكر فيها اسم رجل الاعمال الذي احدثكم عنه، آخذين عليه انضمامه للحزب الحاكم وعضويته في مجلس الشوري، وان انتسابه له هو من باب التشريف والتربح من السلطة. فهو وغيره من رجال الاعمال يعيشون عيشة السلاطين يدعمون الحزب في مقابل الحصول علي تسهيلات لتسيير اعمالهم، كالاستيلاء علي اراضي الدولة باسعار زهيدة او تمرير شحنة بدون دفع جمارك.اردت ان اتدخل في الحوار من باب (انا واخويا علي ابن عمي) ولكن لحدة الحوار وشراسته، وحرصا علي سلامتي الشخصية فضلت العمل بالمثل القائل اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.وان كنت لست من مؤيدي الحزب الوطني وان كنت اتمني ان اجد رجل الاعمال هذا في اي مكان آخر غير الحزب الحاكم، الا انه ليس من حق احد ان يسرقه او يخونه ويتهمه بالتبعية والاتكاء علي الاقوي لترسيخ سياسة القمع والعمل علي استعباد الطبقة الفقيرة، كل هذه الاتهامات ولكن بدون دليل او حتي شائعة حامت حوله من قريب او بعيد. فهذا الر جل لم يذكر اسمه في اي قضية فساد، وليس من نواب القروض، ولم تظهر ثروته فجأة بل هي حصاد رحلة عذاب -حسب وصفه- منذ السبعينيات. بل علي العكس فهو واسرته عانوا من الحزب الحاكم عندما طبق عليهم قانون التأميم في الستينيات. هذا الرجل ليس في حاجة للحزب الحاكم فقد التحق به بعد ان بني امبراطوريته لذلك فان التحاقه به اتي من اجل العمل علي توظيف طاقات الحزب علي نحو سليم وتوصيل الدعم لمستحقيه وعدم تركها لاصحاب الضمائر الضعيفة التي تستبيح ما ليس من حقها وهذا ايضا هو مبدأ صديقة لي اصبحت رئيسة لجنة المراة في الحزب.ساهم هذا الرجل في حل مشكلة البطالة عند آلاف الشباب، مصانعه مفتوحة لطلبة المدارس الصناعية للتدرب بها. نجاح هذا الرجل ليس علي الصعيد الاقتصادي فقط بل علي الصعيد الاجتماعي حيث تولي رئاسة ثاني اكبر نادي اجتماعي في الاسكندرية وحوله بعد ان كان مرتعاً للكلاب الضالة الي اكبر نادي اجتماعي رياضي تقام به البطولات الدولية. زد علي ذلك حرصه علي الاعمال الخيرية التي توجت بانشاء مستشفي خيري علي احدث طراز.لقد انشغل الشعب بالسياسة والنقد عن تطوير ذواتنا وتقدير قيمة العمل، فالانسان بطبيعته كائن اقتصادي مبدع بامكانه عمل كل شيء ولكن اذا وظف قدراته بشكل صحيح وابتعد عن السياسة التي لا يفقه فيها سوي نظرية المؤامرة.لاادافع عن واقعنا السياسي ولكن كدولة نامية هدفنا الاول هو ايصال لقمة الخبر الي افواه الملايين. فعلينا الايمان بان اصابع ايدينا مختلفة فليس كل اعضاء الحزب الحاكم فاسدين وليس كل رجال الاعمال لصوصاً، فمنهم شرفاء هدفهم انعاش الحركة الاقتصادية عملا بمقولة الشيخ الشعراوي رحمه الله اذا كان طعامنا من فأسنا ستكون كلمتنا من رأسنا … ويا فرج الله.ايمان الشريف مصر6