بيروت ـ «القدس العربي»: بدأ لبنان منذ حوالى الشهر الدخول خطوة خطوة في ما يُسميه البعض «العرس الديمقراطي»، أي الإنتخابات البرلمانية. انطلق الصراع المشروع وغير المشروع بين أركان السلطة على الصوت الانتخابي، فكل يرى في الانتخابات المقبلة مسألة حياة أو موت. المتقاسمون لخيرات الوطن باسم طوائفهم يتحسسون مواقعهم خوفاً من سحب بعض المغانم منهم. والذين يُعرفون بـ»قوى التغيير» يتصارعون فيما بينهم بحثاً عن حصة أكبر في كعكة يأملون أنها دسمة. ولكن.. ماذا تقول الفنانة أميمة الخليل؟ أظنها مع الشاعر جرمانوس جرمانوس أدركا كيفية مخاطبة الطبقة السياسية الفاسدة، وبغير الأسلوب المباشر «صوتي مش إلك». ويجوز افتراضاً أن الشاعر والمغنية ليسا بهذا الوارد مُطلقاً، إنما للجمهور حق قراءة وتفسير أي عمل فني كما يرغب.
إنها أغنية جديدة اطلقتها أميمة الخليل على قناة يوتيوب في نصها البريء شكلاً والبعيد الأهداف اسلوباً أسئلة تطرح ذاتها. «صوتي مش إلك» ليست بالطبع أغنية «غرام وانتقام». أو بحث عن الحرية من خلال الحب والطيران معه كما فعل الراقص البارع وسيم جعجع. بل يحق للمتلقي أن يحمل صوت أميمة الخليل إلى حيث يشاء. وقد لا يبتعد كثيراً عن «عرس الديمقراطية» الذي ينتظرنا وننتظره بفارغ الصبر. وهو في المُرتجى طموح بحرية خارج أسر السائد في وطن يقهره نظام الطوائف والتسويات المقيتة.
إلى كلام الأغنية وصوت أميمة الخليل الذي لا يحتاج لشهادات، ثمة رسالة بالأهمية عينها وصلت مع كل تعبير جسدي صدر عن الراقص الأصم بيار جعجع. كنا حيال جسد يحكي الحرية بطلاقة وعشق. جسد بدا وكأن ريح المكان المفتوح تحمله وتحركه بخفة ريشة.
«..أنا صوتي اللي بيوجعني وأخدني لبعيد وضيعني… أنا حبستني الغنية بقلب الماضي بالخبرية.. والحرية ال كانت فيي تقلّي ما تزعلي.. أنا صوتي مش إلك ولا صوتي إلي». بعض مما جاء في جديد أميمة الخليل التي كان لها قرار سابق بتطوير التعاون مع الفنان الراقص بيار جعجع بعد الحفل الذي جمعهما في مسرح مونو بداية الصيف الماضي.
«صوتي مش إلك» من ألحان وتوزيع هاني سبليني، إخراج وتصوير جيلبير شرفان.