قيادي إسلامي تونسي يقول إن الإسلام هو الحل «شعار فارغ».. وأن «الإسلاميين ليسوا خياراً دائماً» .. و»أنه لا يوجد في أدبياتنا كحركة إسلامية مبحث خاص بالحكم في العصر الحديث من منظور إسلامي»… وأن «الإسلاميين أخطأوا عندما تصوروا بأنهم البديل»… وأنهم «لم يعملوا على جعل الحراك الثوري هو البديل عن الدكتاتورية»… و»أن لا أحد من أصحاب القرار في العالم يرغب في أن يكون الإسلاميون هم البديل عن تلك الدكتاتوريات التي أطاحت بها الشعوب»… وأن هذه «الحركات الإسلامية لم تدرك أن المطلوب حاليا هو نظرة جديدة تأخذ بعين الاعتبار الواقع الراهن».
ربما لا أحد على الإطلاق من القيادات الإسلامية المعاصرة تحدث بمثل هذه اللغة الصريحة الجريئة للغاية التي تحدث بها المحامي عبد الفتاح مورو (صحيفة «العربي الجديد» الفاتح من تشرين الأول/أكتوبر الحالي). الرجل يوصف عادة بأنه «الرجل الثاني» في حركة «النهضة» التونسية، مع أنه دائم التغريد خارج سربها، ما أثار حوله الكثير من اللغط داخل الحركة وخارجها . الأولى لم تستسغ أن يتحدث عنها أحد قيادييها التاريخيين بلغة من هو خارجها، أما الآخرون ممن أعجبهم كلامه لم يفهموا أن يقول ما يقول عن هذه الحركة ومع ذلك يبقى في صفوفها، بل هو الآن رئيس قائمتها في تونس العاصمة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في السادس والعشرين من هذا الشهر.
لم يسبق أن جاء أحد من أبناء الحركات الإسلامية وقدّم مثل هذه المقاربة النقدية من داخل التيار، وليس من خارجه، فذلك يعطي وزنا أكثر لكلامه ويبعده عن شبهة تصفية الحسابات أو الثأر الشخصي أو العمل لحساب أجهزة معروفة. السيد عبد الفتاح مورو هو أحد مؤسسي الحركة في سبعينات القرن الماضي، صحبة راشد الغنوشي وآخرين، عندما كانت الحركة تسمى «حركة الإتجاه الإسلامي» وقد عرف خلال عهدي الرئيسين بورقيبة وبن علي تجربة السجن والمنفى قبل أن يظل لأكثر من عشرين عاما ممنوعا من مغادرة البلاد وخاضعا لمضايقات البوليس السياسي لبن علي الذي حاول بكل الوسائل عزله وتحطيمه وتشويهه ومحاربته في رزقه.
لقد دأبت الحركات الإسلامية منذ سنوات، ولا سيما في أعقاب ما أفرزته ثورات الربيع العربي على أمرين اثنين:
ـ الأول هو شعور شبه كامل بالرضا عن النفس مع بعض الخيلاء أو الغرور نتيجة تصدرالمشهد في عدد من الدول العربية بعد عقود من التنكيل والسجون. كان الانتقال صادما من وضع الشبهة والملاحقة إلى وضع الماسك بزمام الأمور، أو من يظن نفسه كذلك.
ـ الثاني هو النزوع القديم الجديد إلى تحميل الآخرين سبب أي فشل والشعور شبه الدائم، نتيجة التجارب المريرة، بأن الإسلاميين ضحايا مستمرون لمؤامرات لا تنتهي أبدا وأن المتربصين بهم أكثر من أن يحصوا مع اعتبار هؤلاء أحيانا متربصين بالإسلام أصلا.
هذان العنصران ثابتان تقريبا لدى كل الحركات الإسلامية، معتدلها ومتشددها، ولكنها قد تقود عند الأوائل إلى الصبر ومحاولة إعادة التموقع، بعد انقلاب الأمور ضدهم، فيما مهدت للآخرين المزيد من النزوع نحو التشدد مستقوين بالعنف والسلاح لحسم ما لم يكن ممكنا حسمه بغير ذلك، حسب اعتقادهم.
لذلك كان لافتا أن يأتي كلام نقدي قوي كالذي قاله مورو دون أن يمكن أن يتهم بأنه «معاد للمشروع الإسلامي» أو أنه «علماني حاقد» إلى غير ذلك من الاتهامات المتداولة عادة .
من بين ما قاله الرجل كذلك في ذات المقابلة أنه نصح الإسلاميين بأنه « لا يحق لهم تجاوز الثلث من مقاعد البرلمانات التي سيؤسسونها، ونصحتهم بألا يكون رئيس الجمهورية منهم لكن سرعان ما تم التراجع عن هذا الموقف في فترة وجيزة لم تتجاوز الشهر، إذ اختار الإخوان (في مصر) أن يكونوا الأغلبية في البرلمان، وأن يكون رئيس الجمهورية منهم». وعندما سئل: ما الذي دفعهم إلى ذلك؟ أجاب بأنهم « كانوا واهمين عندما تصوروا بأن العهد الماضي قد تغير. فالذي تغير هو الواجهة فقط. هم لم يفهموا ذلك، أو أنهم تحت وقع الفرح والحماسة أو بحسن الظن، أو لانعدام التجربة، اعتقدوا أن تغيير الأنظمة يكون بإزالة حاكم. هم لم يدركوا أن هذه الثورات جاءت لصالح الأنظمة القائمة، بمعنى أن هذه الأنظمة تخلصت من الورم الذي كانت تعاني منه. فالحكام الذين كانوا يقودونها تحولوا إلى أورام مسيئة لتلك الأنظمة».
كثيرا ما يردد البعض في تونس أن مورو لا يشكل تيارا قويا أو مؤثرا في حركة «النهضة»، وهذا صحيح، ولكن اللافت أن كلامه مريح لأغلب الناس في البلاد ممن لا يرون تناقضا بين هويتهم ومجتمع منفتح معاصر. هذا هو الأساس الذي يجب أن يعمل عليه بقية الإسلاميين في بلدان عربية أخرى إذا أرادوا أن يكون جزءا من النسيج الإصلاحي الوطني ككل وليس قوة على هامشه تثقل كاهلهم وكاهل المجتمع وقد تودي به إلى التهلكة أحيانا.
٭ كاتب من تونس
محمد كريشان
التجربة تقول ياأخ محمد ” لاحظ مايفعله السياسي ولا تلي إهتماما لما يقول ” قد يكون السيد عبد الفتاح مورو صادقا وأمينا فيما يقول, لكن كما في كل الأحزاب السياسية أطراف ,يمين اليمين ويساره, من يؤكد لي بأن هذا الكلام لايدخل في نطاق العملية السياسية. طمأنة بعض النفوس والعملية الإنتخابية على الابواب, الرجل سياسي , فلو كان واعظا محايدا خارج دروب وأزقة السياسة المتشعبة لكان لوقع كلامه صدى آخر وكذا تخوفه من الوقوع في الحالة المصرية, كل هذا يبين بأن لابد من النظر للأشياء بمنظار شفاف خال على الاقل من اللون الوردي.
اخوان مصر لم يخطئوا باءنتخابات الرئاسة
فمصر نظام الحكم فيها رئاسي وليس برلماني
فكيف يكون التغيير ان لم يحكموا
حكم الاخوان المسلمين لمصر كشف عورة الفساد بالدولة كلها
لذلك انقلب الفاسدون عليهم من عسكر وقضاة واعلام ووو
الدكتور محمد مرسي هو الرئيس الشرعي الوحيد لمصر
ولا حول ولا قوة الا بالله
شكرا أستاذ محمد على هذا المقال…
..لا أفهم كيف يجعل من نجاح الإسلاميين في أي موعد إنتخابي خطيئة..!!
فناهيك هن أن وصول أي طرف إلى السلطة هو إختيار شعبي بالأساس فالجماهير هي من ينبغي أن تسائل لا من إختارت، فإن كل من إنتقد الإسلاميين تجنب المحاكمة إلى إنجازهم بل عد مجرد نجاحهم هو مثلبة كبرى..!! هذا دون الحديث عن غض الطرف عن التحالف الكوني لإفشالهم و الظروف الموروثة الجد صعبة التي حملوا وزرها..
جل ما يلام عليه الإسلاميين يلام عليه غيرهم فالأطراف و التيارات العربية كلها أثبتت أنها مازالت بعيدة عن تمثل أو إستيعاب الكثير من القيم المدنية و الروح الديمقراطية و الخبرات القيادية و الرؤية الإستراتيجية بل و الإلتزام الوطني كذلك…
الإسلام هو الحل
هذا ممكن جدا إذا كان هذا الشعار راسخ لدى الحاكم الذي يأمل أن يحل بتعاليمه المشاكل والمعضلات:تعاليم الإسلام واضحة وقد سبقنا الغرب والدول المتحضرة إلى تطبيق جزء كبير منها في حياتهم المدنية اليومية. ومن الأمثلة المبكية أنه سبقنا في الإعداد ما استطاع من قوة وأسلحة فتك ليرهبنا بها ويتحكم في رقابنا بعد أن صنفنا كأعداء للإنسانية إرهابيين مارقين . ولا ينكر ذلك إلا أعشى فاقد التدبر والبصيرة.الغرب والدول المتحضرة اليوم يشيرون لنا بأصابع الهزء والصغار لما لم نستطع فهم ديننا ونستلهم منه أسلوب الحياة التي تؤمن الكرامة والعدالة والمساواة والأخوة صفات أعتمدتها بعض هذه الدول شعارا لها.
كل مشكك في هذا فليبحث في القرآن والسنة وسيجد الحلول الكافية الشافية. فعل الأمر المعتمد في التعاليم الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية هي بمثابة بنود الدستور الغير قابلة للتأويل والتصرف.ابحثوا في الأوامر والنواهي وآداب المعاملات وستجدون سر معنى الإسلام هو الحل .أما من يتزلف تأييد من لايؤمنون بهذا الطرح لأغراض انتخابية ومصلحية فليقل مايريد،فكل شيء بيّن.
لو ترك الإنقلابيون في مصر( إنقلاب أحمر) و كذلك تونس( إنقلاب أبيض) الإسلاميين ، ليُنهُــــــوا عُهدتهم الأولى في الحكم ، و يُطِيحُوا بهم عبر صناديق الإقتراع ، لكان الحال أفضل للجميع ..
الإسلاميين في السلطة ، لم تُعطهُم الفرصة ، أو حتّى ربع فُرصة …
اذا اعتبرت الدول الاسلامية نفسها مسلمة فعلا فعليها وضع البرامج والمناهج الوطنية وفقا للحضارة الانسانية المتاتية مع اسقاط كل ما ير فضه الشرع الاسلامي.وهذا ما يجب ان يحصل.
حسب الخبرة اي جهة او حزب يلحق اسم “اسلامس” لا يعني الا سوء نية
الديمقراطية تعني مشاركة الجميع , لذا قهي نقيض الديكتاتوريات عسكرية أو دينية . كلاهما سحق القيادات الديمقراطية المدنية التي رفضت الإنتماء لأحدهما ..
مشاركة الجميع.. جميع من يلتزم بمبادئ الحرية و القبول بالآخر، و رضي بقواعد الديمقراطية.. بمن فيهم الحاملين للتوجه الإسلامي طبعا..
ولكن أمريكا تريد الأسلام الوهابي