صورة أردنية أريد لها أن تظهر: «الشركسي» في رفقة رموز «بني صخر» خلال التحضير للانتخابات

بسام البدارين
حجم الخط
0

عمان ـ «القدس العربي»: أمام الكاميرا وبكل عفوية وخطاب صلب ومتماسك سياسياً وانتخابياً، وقف القاضي والزعيم العشائري الأردني الشيخ طراد الفايز إلى جانب عضو البرلمان لعدة مرات منصور سيف الدين مراد، ثم خطب في الناخبين والمواطنين في سياق «تسييس التصويت».
كلاهما، الشيخ الفايز والبرلماني مراد، يدعوان إلى المشاركة في الانتخابات على أساس معادلة واحدة وموحدة، وهي التصويت لصالح حماية الوطن الأردني من الأطماع الإسرائيلية، والاقتراع فقط للمرشحين الذين يدعمون أهل قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية.
رغم أن الهدف دعم وإسناد ترشيح ابن قبيلة بني صخر عضو البرلمان سابقاً غازي أبو جنيب الفايز، فإن مداخلة الشيخ طراد لم تكن مفاجأة قياساً بما عرف عنه من مداخلات صلبة ضد إسرائيل والتطبيع ومساندة الشعب الفلسطيني.
معنى ذلك أن هذه الصيغة في «مقترح دعم المشاركة» في الانتخابات ليست حكراً على المهرجانات الانتخابية التي تقيمها الحركة الإسلامية وهي تدعو عبر المراقب العام لها الشيخ مراد العضايلة للمرة الثالثة إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات تحت عنوان أقرب إلى التوحد مع تداعيات معركة طوفان الأقصى.

مع طوفان الأقصى

قالها الشيخ العضايلة ثلاث مرات وفي 3 محافظات أردنية هي إربد والكرك والزرقاء، وبين جمهور الناخبين من التيار الإسلامي، معتبراً أن التصدي لمؤامرة إسرائيلية يمينية طامعة في الأردن ولديها مشروع يعتدي على المملكة يتمثل في التصويت انتخابياً يوم 10 أيلول المقبل على أساس التصدي لتلك الأطماع وحماية الوطن الأردني.
مراقبون كثر لم يدخلوا في مقاربات، تقترح بأن قياديين بارزين في البنية الاجتماعية والعشائرية مثل الشيخ القاضي البارز طراد الفايز وممثل الشراكس الأردنيين الأقدم في البرلمان منصور سيف الدين مراد، يمكنهما تبني خطاب دعائي انتخابي مقارب لمعادلة المقاومة وإسنادها في الحواضن الاجتماعية.
الشيخ طراد الفايز وقف وسجل كلمة للناخبين ولأهالي قبيلة بني صخر الموجودين عند افتتاح مقر المرشح غازي الفايز، أحد الشخصيات المتحركة في الأفق السياسي المحلي وصاحب سبق تسمية قائمة انتخابية بعناوين مرتبطة بفلسطين المحتلة.

غزة تزداد حضوراً وتزحف في مشهد الاستعداد للاقتراع الشهر المقبل

الشيخ طراد قالها بوضوح أمام الكاميرا؛ بأن الشعب الأردني ينبغي أن يضع صوته كأمانة في سياق مشهد وطني يدافع عن الأردن، معتبراً أن القدس وفلسطين المحتلة عقيدة بين الأردنيين، ومتعهداً بأن لا يصوت شخصياً ولا عشائرياً إلا لمن يعمل في نطاق الخط المقاوم والممانع للمشروع الإسرائيلي.
والأخير يمثل شخصية عشائرية مختصة بالقضاء العشائري وبارزة في الأردن، وكان قد لفت الأنظار بعدما أبعدته السلطات الإسرائيلية وهددت باعتقاله إثر جولات مهمة جداً قام بها في الضفة الغربية وفي عدة مناطق وسط قيادات قبائل وعشائر جبل الخليل وبئر السبع.
في الأثناء، يكمل النائب السابق والشخصية الوطنية المعروفة منصور سيف الدين مراد، هذه الصورة التي تقول بوضوح إن «مساحة غزة» في مواجهات الانتخابات الأردنية «تزحف وتتوسع» والأهم «لم تعد ترتبط بالإسلاميين».
يعيد ذلك إنتاج ما سبق أن لفت النظر له الخبير والمراقب الدكتور أنور الخفش عندما تحدث عن قاعدة عريضة في المجتمع الأردني تتشكل الآن في التصويت لصالح إسناد المقاومة بعد العدوان الإجرامي، فيما إسرائيل التي يستمر التطبيع معها ـ في رأي الخفش ـ «تخسر» بالمعنى الاستراتيجي.
طبعاً عملية «تسييس» التوجه إلى صناديق الاقتراع قبل ثلاثة أسابيع من يوم الانتخابات ليست عملية سهلة، لا بل محفوفة ببعض المؤشرات غير المفهومة، فالعديد من التقارير لاحظت بأن غالبية المرشحين لا يرفعون يافطات أو شعارات في حملتهم الدعائية تتحدث عن فلسطين أو عن غزة.
تلك ملاحظة سجلت مبكراً، وعنوانها فرضية الخوف من ردة فعل سلبية من السلطات الحكومية في حال التركيز بالحملة الانتخابية الدعائية على المسألة الفلسطينية الآن. لكن ذلك في بعض المواقع الانتخابية المسيسة أو التي تتسيس الآن حكماً يفرز نتائج معاكسة؛ فالعديد من المرشحين ومع إيقاعات المذبحة الإسرائيلية ضد أهل قطاع غزة مضطرون للإجابة عن تساؤلات محددة في السياق الفلسطيني، بدلالة أن بعض المرشحين فتحوا «بيوت عزاء» بالشهيد القائد إسماعيل هنية على أمل جذب المزيد من الناخبين.

خلط الأوراق

ثمة إضافة مستجدة في الأثناء خلطت الأوراق مجدداً، وهي التصريحات المنقولة عن توسيع إسرائيل وحدودها للمرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب.
تعليقات ترامب أضافت تعقيداً على المشهد الأردني الداخلي المعقد، وتسببت بإقلاق راحة الأردنيين عموماً مع أنهم يشعرون أصلاً بمخاطر تداعيات ما يجري في فلسطين المحتلة، ويضغطون بشدة على حكومة بلادهم في ملف التطبيع مع الإسرائيليين، والدعوة الى إعادة التموقع على أساس مساندة المقاومة الفلسطينية ليس لأغراض فلسطينية فقط، ولكن لأغراض حماية الدولة والوطن الأردني. وهو ما يفهم من خطاب الشيخ العضايلة الأخير وسط مهرجان انتخابي حاشد في مدينة الزرقاء حيث الكثافة السكانية.
وقد ربط العضايلة هنا عملياً ومنطقياً بين تصريحات دونالد ترامب، وطرح عليه سؤالاً علنياً وسط الناخبين أو وسط الشعب الأردني: تريد توسيع إسرائيل في أي اتجاه وعلى حساب من؟
الفرضية في السؤال والجواب واضحة هنا؛ أن الإسرائيلي ومعه مرشح رئاسي أمريكي قوي وعنيف يعملان في اتجاه حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، لا بل يهددان بوضوح – وفقاً للمنطق الذي تطرحه قيادات محلية بارزة اليوم مثل الشيخ الفايز والنائب مراد والعضايلة – بالعبث بأمن المملكة الأردنية الهاشمية ومصالحها، لا بل بحدودها أيضاً، وهي مسائل أدخلها بعض المرشحين مثل غازي أبو جنيب الفايز إلى سياق الجدل مع مرشحين عن التيار الإسلامي فقط حتى الآن.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية