ضربة إسرائيلية على القنيطرة جنوب سوريا… وسخرية من المقداد بعد توعده بـ «رد الصاع صاعين»

هبة محمد
حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي» : قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، مواقع عسكرية للنظام السوري في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، في استهداف هو الثالث من نوعه خلال شهر فبراير /شباط الجاري، بعد أقل من يومين على تصريحات لوزير خارجية النظام فيصل مقداد التي توعد فيها اسرائيل بالرد، وتزامن ذلك مع حالة غضب شعبي في محافظة درعا القريبة، على خلفية مقتل طفل بطريقة وحشية على يد ضابط تابع لمخابرات النظام السوري.
ونقلت وسائل إعلام النظام الرسمية عن مصدر عسكري، قوله إنه «حوالي الساعة 12:30 من فجر اليوم الأربعاء نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً بعدد من الصواريخ أرض- أرض من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفًا بعض النقاط في محيط القنيطرة، ما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية». وقال مصدر عسكري واسع الاطلاع من أهالي المنطقة في اتصال مع «القدس العربي» إن القصف عبارة عن قذيفة مدفعية، مصدرها الكتيبة 210 التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت مديرية المالية في مدينة البعث.

استهداف حزب الله

واستهدفت هذه القذيفة وفقاً للخبير الذي فضل حجب هويته لدواعٍ أمنية «المقر التابع لأحد كبار البنية الأمنية لدى حزب الله اللبناني، هو منير هاشم شعيتو، الملقب بالحاج جواد، مسؤول ملف القنيطرة التابع للوحدة 1800 وهي وحدة متخصصة بالحدود مع إسرائيل بقياد قاسم عطا». وأضاف المصدر أن الضربة استهدفت «البنية التحتية لقواعد الاستطلاع لدى حزب الله، وهي ضربة روتينية تحذيرية لمواقع الاستطلاع»، جنوب سوريا.

مصدر لـ «القدس العربي»: الصاروخ استهدف مسؤولاً أمنياً في حزب الله

وفي التاسع من الشهر الجاري، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مواقع عسكرية في محيط العاصمة السورية، أسفر ذلك عن مقتل عنصر من قوات النظام وإصابة 5 آخرين بجروح، كما استهدف جيش الاحتلال، بعد منتصف هذا الشهر، سلسلة من المواقع العسكرية في محيط بلدة زاكية بريف دمشق الجنوبي، بصواريخ أرض – أرض، أسفرت عن أضرار مادية.
وندد ساخرون على مواقع التواصل الاجتماعي، بصمت النظام السوري حيال القصف الإسرائيلي المتكرر، لاسيما ان وزير الخارجية فيصل المقداد، توعد بالرد على الضربات «الإسرائيلية» المتكررة وقال في تصريحات صحافية من العاصمة الروسية موسكو قبل أيام، إن سلطات بلاده لن تتسامح مع «الاعتداءات الإسرائيلية» مضيفاً أنه «على إسرائيل ألا تختبر صبر سوريا» وأن النظام قادر على الرد في أي لحظة.
واستنكر المقداد في تصريح أعقب لقاء جمعه مع وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، الاثنين تكرار الضربات الإسرائيلية على مواقع داخل الأراضي السورية، قائلاً «سيعرفون أنه سيتم الرد عاجلاً أم آجلاً ونحن قادرون على أن نرد الصاع صاعين»، حسب تعبيره.
وفي درعا جنوب البلاد، كشفت مصادر محلية عن مقتل طفل من مخيم النازحين في مدينة درعا، بطريقة وحشية على يد ضابط أمن من مرتبات فرع المخابرات الجوية.
وذكر المتحدث باسم تجمع أحرار حوران عامر الحوراني، أنّ الحادثة وقعت في 19 فبراير /شباط/ الجاري عندما كان الطفل تامر السعيد (15 عاماً) يجمع الحطب مع ثلاثة أطفال آخرين شرق مخيم النازحين قبالة مبنى فرع المخابرات الجوية في مدينة درعا. وأوضح المتحدث، أنّ عناصر من فرع المخابرات الجوية خرجوا من المبنى، وتوجهوا إلى الأطفال حيث حاول تامر السعيد الهروب منهم، في تلك الأثناء أعطى ضابط الأوامر لأحد العناصر بإطلاق النار على الطفل.
مصدر مقرّب من السعيد قال ل»تجمع أحرار حوران»، إنّ العنصر رفض إطلاق النار على الطفل، بينما سارع الضابط إلى إطلاق النار بشكل مباشر على قدم السعيد، وبعدما وقع الأخير، اقترب منه الضابط وأطلق على ظهره 13 طلقة، ما أدى إلى مقتله مباشرة. وكشف المتحدث باسم «تجمع أحرار حوران»، أنّ الضابط الذي أقدم على تصفية الطفل، يدعى أبو علي، ويتبع لفرع المخابرات الجوية، وكان يرتدي حينها زيًا مدنيًا.

السويداء

ونُقل السعيد إلى مشفى درعا الوطني متوفياً حسب المصدر الذي أشار إلى أنّ نظام الأسد أخبر ذويه بمقتله في اليوم التالي. كما اعتقل الضابط ثلاثة أطفال كانوا في موقع الحادثة وهم: علاء إبراهيم السمهر، عبدالرحمن القعيري، إياد باسل طلّاع، حيث احتجزهم داخل مبنى المخابرات الجوية لثلاثة أيام وتعرضوا للضرب والتعذيب، ثم أطلق سراحهم يوم الثلاثاء 22 فبراير/شباط/ تحت ضغط أهلي.
بموازاة ذلك، تشهد بادية السويداء عمليات تمشيط مكثفة، بحثاً عن خلايا تنظيم الدولة، وذلك بعد تقارير أمنية، عن انتشار خلايا التنظيم في المنطقة. وذكر المتحدث باسم شبكة السويداء 24 الإخبارية المحلية، أن «الفرقة 15 في الجيش السوري، وتشكيلات أخرى، أطلقت عمليات تمشيط جديدة، في بادية السويداء». ونقلت الشبكة عن مصدر عسكري قوله إن «عمليات التمشيط، ستشمل عدة محاور في بادية السويداء، خلال الأيام القادمة، خصوصاً المناطق ذات التضاريس القاسية، وتلك التي لا تغطيها نقاط الجيش المنتشرة في البادية» مشيراً إلى احتمال تثبيت نقاط رصد، على مشارف بعض القرى الشرقية.
وتشارك طائرات مسيرة روسية، في عمليات مسح وتصوير في المنطقة أيضاً، حسب المصدر الذي قال إن عمليات التمشيط، انطلقت بناءً على تقارير أمنية، تفيد بتسلل عناصر من تنظيم داعش إلى مناطق وعرة، قريبة من بادية السويداء، بعد فرار المئات من سجن غويران نحو البادية السورية، على حد قوله. ومنذ خسارة التنظيم آخر معاقله المأهولة قبل ثلاث سنوات، لم ينته نشاطه في بادية حمص وشرق سوريا، إلا أن المناطق الصحراوية بشكل عام، من بادية السويداء، وصولاً إلى بادية دير الزور، تعتبر نقاط نشاط محتمل، في أي وقت، نظراً للمساحات الشاسعة، وعدم وجود أي كثافة سكانية، وانتشار التضاريس القاسية، وخطوط التهريب، والكثير من الأسباب الأخرى.
تزامناً مع الحملة العسكرية، هاجم تنظيم الدولة، رتلاً عسكرياً لقوات النظام السوري، أسفرت عن قتلى وجرحى. وقالت شبكة «الخابور»المحلية، إن قتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا، يوم أول أمس، نتيجة هجوم مسلح لتنظيم الدولة استهدف رتلًا عسكريًا على طريق أثريا شرقي محافظة حماة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hala:

    UN * US never condemned Israel attacks on Syeia! Never had sanctions on Isreal! They have been covering and supporting Israeli colonial APARTHEID crimes against ALL PALESTINIANS and all Arabs! These double standards have created anger and hatred against UN & USA!

إشترك في قائمتنا البريدية