خاضت الدول المعنية بالملف السوري لعبة أشبه ما تكون بلعبة كرة القدم العالمية المعروفة للجميع والمعلوم وقتها وشروطها وأحكامها، ولكن هذه المباراة تختلف اختلافا جذريا عن باقي المباريات، مع علم الفريقين بطول مدتها وأنها مفتوحة الأمد فلا أنها غير مستطيلة ولا مربعة ولا دائرية ولا مثلثة، فهي مساحة أرض سورية بطولها وعرضها، برها وبحرها وجوها لا يستثنى أي شيء منها، حتى بيوت الله تعالى أصبحت ساحة لهم.
وعلى مدى أكثر من عامين ونصف تواصل اللعب الحثيث بين الفريقين لتحقيق النصر والفوز المنشود، ولكن بسالة كلا الفريقين حالت دون تحقيق الهدف القاتل لينهي هذه المباراة التي لم يشهد العالم مثلها من قبل منذ أن عرف كرة القدم، واتسمت هذه المباراة مع طولها بالعنف والقوة والشدة، سقط خلالها مئات الآلاف بين قتيل وجريح.
ولم تستعمل فيها المنشطات المعروفة التي يتناولها كل فرد على حده بل استخدمت فيها منشطات من نوع آخر منشطات تقضي على الجميع بضربة واحدة وتحقق خسارة فادحة في الخصم لا فيمن يتناولها ويستعملها، وبعد أن استخدم أحد الفريقين هذه المنشطات بشكل علني وواضح، قرر المشرفون على هذه المباراة أجراء فحوصات طبية للتحقق من استعمالها وشكلوا لجنة عليا لدراسة الأمر وهي تحقق الآن في الأمر بكل جدية ويقال حيادية، ومن المؤمل إذا توصلت هذه اللجنة لثبوت استعمالها أن تمنح الخصم المقابل لهم ضربة جزاء قد تكون قاتلة وقاضية لهم إلا أن الغريب في هذه الضربة أنه لا ينفذها فرد واحد كما هو معروف لدى الجميع ولا ينفذها من يلعب فعلا داخل الساحة بل تنفذها مجموعة من خارج الساحة، والغريب أنها تنفذ أيضا من خارج ساحة اللعب، ولا يعلم أحد وقتها ولا من أين تفذ ولكنها ضربة قاضية قد تقضي على الأسد، فهل أننا سنشهد لعبة جديدة لم يشهدها العالم من قبل وهل سيقرها العالم وتستخدم في المستقبل؟
عقيل حامد