ضرر نتنياهو على اسرائيل

حجم الخط
0

المقابلة المفصلة لآري شفيت مع سكرتير الحكومة السابق، المحامي تسفي هاوزر، هي دليل مثير للكآبة على الضرر الذي الحقته باسرائيل حكومات بنيامين نتنياهو (ملحق ‘هآرتس’ 16/8). وتباهى هاوزر بتصميم سياسة خارجية جديدة لاسرائيل: ‘خطاب بار ايلان كان خط الفصل… فقد خلق نقطة انعطاف تاريخية. لاول مرة رئيس وزراء جابوتنسكي يتبنى فكرة حل تاريخ يقوم على اساس حل الدولتين’.
غير أن اعتراف نتنياهو بان هذا هو الحل الضروري هو أساسا اعتراف بطريقه المغلوط، الذي استمر 16 سنة بعد أن قال اسحق رابين في الكنيست، في كانون الثاني/يناير 1993، الامور التالية: ‘ايران توجد في المراحل الاولى من مساعي اقتناء قدرة غير تقليدية بشكل عام ونووية بشكل خاص… نحن نتابع النشاط النووي الايراني، الى جانب جهات اخرى في الساحة الدولية. وهم لم يخفوا حقيقة أن امكانية ان تحوز ايران سلاحا نوويا يجب أن تقلق، وهذا هو احد الاسباب التي تجعلنا نستغل نافذة الفرص والتقدم نحو السلام’.
يعترف هاوزر بانه في خطاب بار ايلان اضطر نتنياهو الى ‘الانحناء امام الريح’، بمعنى الاستجابة لضغط دولي، امريكي اساسا، ولكنه يتباهى في أن ‘نتنياهو جعل صيغة الدولتين صيغة أصح، من حيث أنها لدولتين قوميتين… وطالب بان يعترف بدولة اسرائيل بصفتها الدولة القومية للشعب اليهودي’. هذا المطلب، خلافا لتصريحات هاوزر هو عبء زائد على مفاوضات التسوية، واسرائيل لم تطرحه عن حق على اي دولة اخرى، بما في ذلك مصر والاردن، اللتين وقعت معهما اتفاق سلام. في افضل الاحوال يعكس هذا عدم ثقة بالنفس وانعدام الزعامة، وفي اسوأ الاحوال يأتي لاحباط التسوية.
ما يفهم بوضوح من تصريحات هاوزر هو أن رئيس الوزرا يعنى اساسا بالتهديدات، وخلافا لاسحق رابين في كانون الثاني/يناير 1993، ليست له مصلحة حقيقية في الفرص، التي بوسعها ايضا ان تقلص المخاطر. الان، كما يدعي هاوزر، نتنياهو يفهم ان الامور تغيرت في العشرين سنة الاخيرة وان حل 2013 لن يكون كحل 1993. الامور التي تغيرت في هذه الفترة الزمنية، هي الاستقرار السلطوي في الدول العربية التي تحيط باسرائيل (مع ان السلام مع مصر نجا في اثناء حكم الاخوان المسلمين)، حجم المستوطنات في الاماكن المحتلة الذي ازداد بشكل غير مسبوق؛ استعداد القيادة الفلسطينية للحفاظ على الامن وحث حل الدولتين، والاقتراب الاكبر لايران من السلاح النووي. ما لم يتغير، على ما يبدو، هو رئيس الوزراء، الذين لم يستوعب الالحاحية التي في التسوية والحاجة للسعي اليها بكل القوة.

هآرتس 18/8/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية