لندن ـ «القدس العربي»: عادت الطائرة التي أوقفتها السلطات في زامبيا لتتصدر اهتمام المصريين مجدداً، وذلك بعد أن ظهر المصريون الخمسة الذين كانوا على متنها أمام المحكمة التي أسقطت الجمعة، تهم التجسس عنهم. وقالت المدعية العامة غراسيليا مولينغا للمحكمة: «لقد دخلت مديرة النيابة العامة جلبرت فيري حالة عدم التحقيق» وهو مصطلح قانوني يرفض فيه المدعي العام متابعة التهم للإفراج عن المتهمين.
ووفق متحدث لجنة مكافحة المخدرات في زامبيا حسين خان، «سيعاد القبض على اثنين من المصريين بتهم أقل، ثم إطلاق سراحهما بكفالة».
وكانت السلطات في زامبيا ضبطت يوم 14 آب/أغسطس طائرة خاصة مستأجرة كانت قادمة من مطار القاهرة وتبين أنها تحمل على متنها مبلغ 5.7 مليون دولار أمريكي نقداً إضافة إلى مئات السبائك الذهبية وكميات من الأسلحة، فيما قالت السلطات إنها أوقفت من كانوا على متن الطائرة ومن بينهم ستة مصريين.
وانشغل المصريون طيلة الأيام الماضية في البحث عن هوية المصريين الستة المعتقلين في زامبيا، ولاحقاً تم الكشف عن هويات خمسة منهم، وجميعهم مقربون من النظام الحاكم أو على علاقة بالأجهزة الأمنية.
وكانت المفاجأة يوم الاثنين الماضي أن خمسة أشخاص يحملون الجنسية المصرية فقط ظهروا أمام المحكمة فيما اختفى الشخص السادس الذي كان المصريون ينتظرون الكشف عن هويته، وهو ما عزز التكهنات السابقة بأنه شخصية كبيرة ورفيعة المستوى وبذل النظام المصري جهوداً عالية المستوى من أجل إخفائها وإخراجها من هذه القضية.
وظهر الموقوفون في قضية طائرة زامبيا، وهم 5 مصريين و6 زامبيين، أول مرة أمام وسائل الإعلام لدى مثولهم أمام المحكمة يوم الاثنين، حيث وُجهت لهم تهمة التجسس وفقا لما أعلنته السلطات.
وفور ظهور المصريين الخمسة أمام المحكمة في زامبيا عاد الجدل إلى التصاعد في أوساط المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تزايدت التكهنات حول الطائرة وحول محتوياتها ولحساب من يتم تهريب الأموال من مصر إلى هذه الدولة الأفريقية، وما إذا كانت زامبيا هي الوجهة النهائية لهذه الأموال وهذه السبائك الذهبية أم لا.
وتصدر الهاشتاغ «#طائرة_زامبيا» قائمة الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً على شبكة إكس «تويتر سابقاً» داخل مصر، وذلك طيلة اليومين اللاحقين لمثول المصريين المتهمين أمام المحكمة في زامبيا.
وكتب الناشط هيثم غنيم أن التطورات الجديدة دليل على فشل النظام في حل الأزمة، وقال: «في أحدث تطورات طائرة الذهب المغشوش في زامبيا، أعلنت السلطات الزامبية رسمياً منذ قليل توجيه تهمة التجسس لـ5 مصريين كانوا على متن الطائرة. يبدو أن جهود السيسي والمخابرات لم تنجح حتى الآن في إنقاذ ركاب الطائرة، ومن بينهم اثنان من ضباط المخابرات المصرية».
أما الضابط السابق في الأمن الوطني هشام صبري فكتب يقول: «زي ما قلت لكم امبارح، أحمد القطان كان رايح يورطهم، محاكمة المصريين بتهمة التجسس في زامبيا. ممكن طبعاً تكون مناورة من الرئيس الزامبي للتخلص من ضغوط المعارضة والصحافة وبعدين ياخدوا براءة أو حكم مخفف لعدم كفاية الأدلة».
أما الصحافي عمر الفطايري فنشر مقطع فيديو قصير يظهر فيه المتهمون المصريون وهم في طريقهم للمثول أمام المحكمة، حيث علق قائلاً: «فيديو يكشف المصريين الخمسة بطائرة زامبيا أثناء ذهابهم اليوم لمحكمة الصلح في لوساكا والشخص السادس لم يظهر بالمحكمة».
وغرد حساب «ثورة شعب» قائلاً: «شكل محاولات نظام السيسي عشان يطرمخ على حوار طيارة زامبيا فشلت، وشكل بلحة أخد قلم جامد أوي».
وكتب الخبير العسكري محمود جمال: «وجهت السلطات في زامبيا تهمة التجسس للمصريين المقبوض عليهم على متن الطائرة في الأراضي الزامبية، التعامل بغض الطرف من الدولة والصمت ليس حلاً، فالأمر بات قضية دولية وذلك يمس النظام المصري لأن المواطنين المقبوض عليهم مصريون، على الدولة المصرية أن توضح الأمر لمواطنيها».
وعلّقت سحر محمود: «الجماعة اللي اتمسكوا في زامبيا اتوجهت لهم تهمة التجسس، طيب والذهب والمرجان والياقوت والدولارات راحوا فين؟!» وأضافت: «الرفاق حائرون.. يفكرون.. يتساءلون في جنون، من هو الرجل السادس؟؟».
وكتب الناشط أحمد حسن الشرقاوي يقول: «الشرطة في زامبيا تتوصل إلى مكان إخفاء مبلغ 3 ملايين دولار كان النصاب الزامبي شادريك كاساندا يخفيها مع صديقته. الشرطة تصادر المبلغ وتوجه اتهامات جديدة إلى كاساندا في قضية طائرة الكنز المصرية».
وأضاف الشرقاوي: «شاهد فلوس بلدنا مصر التي ينثرها العسكر الخونة هنا وهناك.. شاهد ثلاثة ملايين دولار تساوي حوالي 120 مليون جنيه مصري، يمكن أن تحل مشاكل كام شاب وفتاة في مصر؟!.. شاهد أيها السيساوي ولا تنسَ أن تهتف من صميم قلبك: تحيا مصر التي يسرقها العسكر، تحيا مصر التي ينهبها العسكر.. وما تنساش بالمرة تقول عليا خاين وعميل ومجموعة التهم المعلبة والجاهزة التي حفظتها بسبب مشاهدتك لبرامج أحمد موسى ونشأت الديهي وأخواتهما».
وغرد المهندس صلاح الدين قائلاً: «الرشوة والفساد تجاوزت الحدود المصرية، وتم رشوة ضباط بزامبيا، والتحقيق يستمر، والفضائح تتوسع».
وكتب أحد النشطاء يقول: «المتهم السادس الغامض الخفي في طائرة زامبيا اختفى فجأه من السجلات والتصريحات وكل شىء.. وعلى ما عرضوهم على المحكمه، اتعرضوا خمسة فقط، معلش.. كلنا عارفين ان المتهمين بيكشوا خلال فترة الاحتجاز، خصوصا لو كان ضمنهم رتبة كبيره بالمخابرات البلحاوية».
وقال أحمد سليمان العُمري: «المتهمون المصريون في قضية طائرة زامبيا بعد ظهورهم في المحكمة في زامبيا.. يبدو أنّ الوساطة المصرية أو الحماية لن تُفيدهم، هذا لأنّهم سيواجهون في حال إدانتهم عقوبة السجن لمدّة تصل إلى 30 عاماً بموجب القانون الزامبي».
وعلق آخر بالقول: «الإعلام الحكومي من الممكن أن يهاجم أي وزير أو مسؤول لكن السيسي خط احمر، ولذلك لم يتناولوا طائرة زامبيا بأي إشارة وهذا دليل على أن السيسي أو إبنه أو أحد المقربين له متورط في هذه الفضيحة وأرى أن وصف السيسي بالفاشل غير لائقة على فاسد ديكتاتور خائن للوطن».
وكتب عبد الله محمد: «حكاية طائره زامبيا لا تنتهي لمحاكمات زامبيا بل لا بد من محاكمة في مصر فبلد تبحث عن الدولاربأي طريقة من بيع وشراء العقارات والأراضي بالدولار الأمريكي وشركات القطاع العام بالدولار بل كل شئ بالدولار الامريكي حتى إعفاء التجنيد وحجز القطارات والمعاشات بالدولار وتهريبه؟».
وغرد أيمن هدهود قائلاً: «الاستهلاك قل بسبب إغلاق العديد من مصانع الحديد واﻷسمنت ﻷن السيسي يحارب علامة «صنع في مصر» عشان نستورد من مصانعه في إسرائيل الحبيبة. وبرضه الغاز هيغلا تاني وتالت ﻷنه مستورد من برة بالدوﻻر وزي ما إنت عارف إن كل دوﻻرات مصر بتتهرب على بره (طائرة زامبيا) والبلد مفيهاش دوﻻرات».
وكتب الصحافي الاستقصائي عبد الحميد قطب: «المتهم الثاني في قضية طائرة زامبيا مايكل عادل بطرس انتقل من قطر عام 2018 بعد أن استولى على ملايين الريالات، إلى العيش في الإمارات، وكان يتردد على زيارة إسرائيل بشكل دوري». وأضاف: «جميع وسائل الإعلام العالمية والعربية تحدثت باستفاضة عن طائرة زامبيا، إلا وسائل الإعلام الإماراتية».
يشار إلى أن هوية المتهم السادس من المصريين الستة لم يتم الكشف عنها، إلا أن مثول خمسة مصريين فقط أمام المحكمة يعني أن هويته ربما تظل مخفية إلى الأبد، وربما لن يتم الكشف عن الشخص السادس الذي كان على متن الطائرة، كما أنه من المحتمل أن يكون قد تم إخراجه من هذه القضية وغادر زامبيا بسلام عائداً إلى مصر، الأمر الذي يزيد التكهنات حول مستقبل هذه القضية، وحجم التدخلات السياسية فيها.