طائرتان مسيّرتان إسرائيليتان «تضربان» معقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية… وبومبيو دعا الحريري لتجنّب التصعيد

سعد‭ ‬الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: ساد جو من الترقّب نتيجة خطورة التطورات في لبنان وانتظاراً لمرحلة ما بعد سقوط الطائرتين الاسرائيليتين المسيّرتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت التي تخضع لنفوذ «حزب الله» في ظل ما تردّد عن رد عسكري للحزب قبل سحب هذا الامر من التداول.
ومواكبة للتطورات جرى اتصال بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الذي أكد في خلاله على ضرورة تجنب أي تصعيد، والعمل مع الاطراف المعنية كافة لمنع أي شكل من أشكال التدهور .وشدّد الرئيس الحريري من جانبه «على التزام لبنان موجبات القرارات الدولية لا سيما القرار 1701، منبهاً إلى مخاطر استمرار الخروقات الاسرائيلية لهذا القرار وللسيادة اللبنانية ووجوب العمل على وقف هذه الخروقات». وشكر الرئيس الحريري الوزير الامريكي على اتصاله، مؤكداً على بذل كل الجهود من الجانب اللبناني لضبط النفس والعمل على تخفيف حدة التوتر».

نصرالله: الأمر خطير جداً جداً ودخلنا مرحلة جديدة… سنضرب طائراتهم المسيَّرة

وكانت تضاربت الانباء عن كيفية سقوط هاتين الطائرتين أو إسقاطهما. وفيما أكد المسؤول الاعلامي في «حزب الله» محمد عفيف أنه «حصل في الضاحية انفجار حقيقي والحزب لم يسقط اي طائرة ، أوردت قناة «الجديد» أن شابين أحدهما يدعى ربيع حبّال أسقطا الطائرة بعد اصابتها بحجر وخصوصاً أنها كانت تحلّق على مستوى منخفض، وبثّت صوراً وفيديو للشاب والى جانبه الطائرة.

الأمر خطير جداً

وحول المستجدات الخطيرة وفي المهرجان الجماهيري تحت عنوان «سياج الوطن» في بلدة العين البقاعية لمناسبة الذكرى الثانية «لتحرير الجرود من الإرهابيين»، اكد الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله ان ما حصل ليلة أمس هو «خطير جداً جداً» و»سأشرح وجه الخطورة والموقف يجب أن يكون بمستوى الحدث والخطر ولا يجب تسخيف الموضوع ودخلت طائرة مسيرة وطائرة نظامية وهي موجودة لدينا وقد نعرضها على وسائل الإعلام وحطام الطائرة الثانية ليست من نوع الطائرات التي يتم استئجارها لتصوير الأعراس والمناسبات بل طائرة عسكرية وما حصل ليلة أمس هو هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت».
وتابع «لا يقلل من خطر من حصل فجر اليوم عدم وجود ضحايا أو جرحى ومن لطف الله أن هذا الأمر حصل ليلة الأحد وأغلب المواطنين في الجنوب والبقاع وإلا لسقط شهداء والجرحى والهجوم المسير الانتحاري فجراً هو أول عمل عدواني منذ 14 آب 2006 وهذا خرق لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز وهذا خرق كبير وخطير فأي سكوت عن هذا الخرق سيؤدي إلى تكرار السيناريو العراقي في لبنان وبالنسبة لنا يكون نتنياهو مشتبهاً إذا كان يعتقد أن هذه الحادثة ستقطع، مخازن للحشد الشعبي تستهدف من خلال طائرات مسيرة مع تلميح اسرائيلي إلى تحمل المسؤولية والمفاخرة فكيف يتعاطى معه العراقيون هذا شأنهم، لكن بالنسبة لنا في لبنان نحن لا نسمح بمسار من هذا النوع ، ونحن سنفعل كل شيء لمنع حصول مسار من هذا النوع وعلى أيدينا وعلى مقدراتنا والدولة تقوم بمسؤولياتها، ونحن في المقاومة لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن. وأضاف «انتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرات اسرائيلية تقصف مكاناً في لبنان ويبقى الكيان الغاصب في فلسطين آمن وأنا اليوم أقول لسكان الشمال ولكل سكان فلسطين المحتلة لا تطمئنوا ولا تعتقدوا أن «حزب الله» سيسمح بعدوان من هذا النوع».
واضاف «نحن من 2000 وبعد 2006 تعايشنا مع المسيرات (الطائرات المسيرة) ولم نكن نسقطها وكنا نطالب بالمعالجة والقرار 1701 يمنع الخروقات والمسيارات لم تعد مسيرات خرق للسيادة بل مسيرات تفجير وعمليات انتحارية وعمليات قتل ومن الآن وصاعدا سنواجه المسيرات الإسرائيلية في سماء لبنان وعندما تدخل إلى سماء لبنان سنعمل على اسقاطها وليعلم الاسرائيلي بذلك من الآن ولن ننتظر أحد في الكون وإذا أحد في لبنان حريص على عدم حصول مشكل ليتحدث مع الأميركان كي يطلبوا من الاسرائيليين أن ينضبوا».

سنرد في لبنان

وحول القصف الإسرائيلي في سوريا قال نصرالله «ما حصل في سوريا أمس قصف جوي استهدف أحد المنازل في بلدة عقربا في ضواحي دمشق ونتانياهو فاخر بما قام به وأعلن أن المستهدف مركز لقوة القدس وبأن المستهدف ايرانيون ويقدم نفسه كبطل قومي وشجاع ومقدام ونتنياهو يكذب على شعبه ويبيعهم كلام فارغ ويخالف الحقائق الواقعية والميدانية والجيش الاسرائيلي أغار أمس على مركز لـ«حزب الله» وهو بيت وليس موقعا اسرائيليا والمكان المستهدف في سوريا لا يوجد فيه إلا شباب لبنانيون من «حزب الله» وارتقى فيه شهيدان هما ياسر ضاهر وحسن زبيب وسأعيد تذكير العالم بهذا الالتزام اذا قتلت اسرائيل ايا من إخواننا في سوريا سنرد في لبنان وليس في مزارع شبعا
وأقول للجيش الإسرائيلي على الحدود “قف على الحائط على اجر ونصف وانطرنا” يوم أو اثنين أو 3 أو 4 وأقول للاسرائليين ما حصل ليلة أمس لن يقطع وأقول للاسرائيليين نتنياهو ينظم انتخابات بدمائكم ويستجلب لكم النار من كل مكان”.
وختم السيد نصرالله «نحن جيش وشعب ومقاومة، صنعنا أمننا في الجنوب والبقاع ولبنان بأيدينا وتحملنا أعباء أن يكون لبنان واحة أمن وسلام ولن نسمح باعادة عقارب الساعة إلى الوراء أو أن يصبح لبنان مستهدفا وهذا الأمر بالنسبة الينا خط أحمر ونأمل أن يكون هناك موقف وطني موحد والعودة إلى الإنقسامات لن تقدم ولن تؤخر وسندافع عن بلدنا عند كل حدود وسندافع عن سماؤنا بما نستطيع وهذه المرحلة الجديدة فرضها العدو ونحن حاضرون أن نجوع لكن أن نبقى اعزاء ونحن أمام مرحلة جديدة وليتحمل الجميع مسؤوليته في هذه المرحلة».

ردود شاجبة

وأحصت وزارة الخارجية عدد الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية في خلال شهرين ب 481 خرقاً، وقالت في بيان «أتى الخرق الاسرائيلي الذي نفّذته طائرتان من دون طيار مجهزتان بقوة نارية، والذي استهدف العاصمة بيروت اليوم على علو منخفض مريب يستدل منه محاولة إسرائيلية فاضحة للاعتداء على الممتلكات وعلى المدنيين الآمنين معاً، مما يشكل خرقاً جسيماً للسيادة الوطنية واعتداء سافراً على لبنان وتهديداً جدياً للاستقرار في المنطقة». ولفت البيان إلى «أن وزير الخارجية جبران باسيل أعطى تعليماته للمندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك للتقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة هذا الخرق الخطير للسيادة اللبنانية، مؤكداً حرص لبنان على تنفيذ القرار 1701، والذي تقابله إسرائيل يومياً بخروقات متكررة تروّع بها اللبنانيين وتهدد أمنهم، مؤكداً «أن حرص لبنان على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وتمسكه بالاستقرار لا يسقط حقه في الدفاع على السيادة الوطنية والقيام بما يلزم لصونها».
واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أن الاعتداء الإسرائيلي الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية عدوان سافر على سيادة لبنان وسلامة اراضيه وفصل جديد من فصول الانتهاكات المستمرة لقرار مجلس الامن الرقم 1701، ودليل اضافي على نيات اسرائيل العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة». وأشار إلى ان «لبنان الذي يدين هذا الاعتداء بشدة سوف يتخذ الاجراءات المناسبة بعد التشاور مع الجهات المعنية».
ووصف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سقوط طائرتي استطلاع اسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، بأنه اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701 وقال تعليقاً على الاعتداء انه «سيبقى على تشاور مع رئيسي الجمهورية ورئيس مجلس النواب لتحديد الخطوات المقبلة ، ولاسيما ان العدوان الجديد الذي ترافق مع تحليق كثيف لطيران العدو فوق بيروت والضواحي، يشكل تهديداً للاستقرار الاقليمي ومحاولة لدفع االاوضاع نحو مزيد من التوتر.. «.
وختم الرئيس الحريري قائلاً « ان المجتمع الدولي واصدقاء لبنان في العالم امام مسؤولية حماية القرار 1701 من مخاطر الخروقات الاسرائيلية وتداعياتها، والحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة في هذا الشأن بما يضمن عدم الانجرار لاي مخططات معادية تهدد الامن والاستقرار والسيادة الوطنية».
وغرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط قائلاً: «ان افضل طريقة لمواجهة الاعتداء الاسرائيلي الذي ينذر بتفجير كبير هو بالوحدة الوطنية فوق كل اعتبار والتركيز على الاصلاحات والاجراءات الضرورية الادارية والمالية لمواجهة جميع الاخطار الممكنة».
وصدر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع البيان الآتي «اعبّر عن تعاطفي الكامل مع أهلنا في الضاحية الجنوبية واستنكر الاختراقات الاسرائيلية المتكررة لسمائنا كما لجوءهم لطائرات مسيّرة مفخخة ضد اهداف في لبنان .وبالمناسبة، ادعو الحكومة اللبنانية للتوقف مطولاً عند ما جرى اليوم، ومناقشة موضوع وجود القرار الاستراتيجي العسكري والأمني خارج الدولة، واتخاذ التدابير اللازمة لاعادته للدولة رفعاً للأذى عن شعبنا وتجنباً للاسوأ، لا سمح الله».
وكان نائب «حزب الله» حسين الحاج حسن، نعى عبر «تويتر» عنصرين من حزب الله سقطا على الارجح في الغارات الاسرائيلية على سوريا وقال «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». في أجواء التحرير الثاني، تزفّ المقاومة فارسين من شبابها المهندسين الشهيدين حسن يوسف زبيب وياسر أحمد ضاهر اللذين، ارتقيا أثناء قيامهما بواجبهما الجهادي، دفاعاً عن لبنان والأمة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية